فوائد مستخلصة من تفسير الإمام السعدي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سأفتح هذه الصفحة لإستخلاص الفوائد من تفسير القرآن للإمام السعدي رحمه الله تعالى .
نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن ينفعنا و إياكم به.
فوائد مستخلصة من تفسير سورة الفاتحة :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿5﴾ }
*تقديم المعمول يفيد الحصر، و هو إثبات الحكم للمذكور - أو كما قال الشيخ العثيمين رحمه الله تقديم ما حقه التـاخير يفيد الحصر أي تحصر العبادة و الإستعانة فلا تكونان إلا لله تعالى - فكأنه يقول نعبدك و لا نعبد غيرك و نستعين بك و لا نستعين بغيرك .
* و تقديم العبادة على الإستعانة من باب تقديم العام على الخاص، و اهتماما بتقديم حق الله تعالى على حق عبيده.
* العبادة هي إسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة.
* الإستعانة هي الإعتماد على الله تعالى في جلب المنافع و دفع المضار، مع الثقة به تعالى في تحصيل ذلك .
* القيام بعبادة الله و الإستعانة به هو الوسيلة لتحصيل السعادة الأبدية و النجاة من جميع الشرور.
* تكون العبادة عبادة، إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم مقصودا بها وجه الله .
* و ذكر الإستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها، لإحتياج العبد في جميع عباداته إلى الإستعانة بالله تعالى، فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريده من فعل الأوامر و اجتناب النواهي.
* الهداية إلى الصراط : لزوم دين الإسلام.
* الهداية في الصراط : تشتمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما و عملا.
* المغضوب عليهم : الذين عرفوا الحق و تركوه كاليهود و نحوهم .
* الضالين : الذين تركوا الحق على جهل و ضلال، كالنصارى و نحوهم.
هذه السورة على إيجازها ، فقد احتوت على ما لم تحتو عليه سور من سور القرآن :
* تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية مأخوذ من قوله تعالى { رَبِّ الْعَالَمِينَ }و توحيد الألوهية مأخوذ من قوله تعالى : { الله } . و توحيد الأسماء و الصفات مأخوذ من قوله تعالى : { الْحَمْدُ}
* و تضمنت إثبات النبوة في قوله : {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } ، لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.
* إثبات الجزاء على الأعمال في قوله تعال : {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } و أن الجزاء يكون بالعدل، لأن الدين معناه الجزاء بالعدل. و تضمنت إثبات القدر و أن العبد فاعل حقيقة بخلاف القدرية و الجبرية.
* بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع و الضلال في قوله تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنه معرفة الحق و العمل به و كل مبتدع فهو مخالف لذلك.
* تضمنت إخلاص الدين لله تعالى ، عبادة و استعانة في قوله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} . فالحمد لله رب العــالمــــين.
يتبع إن شاء الله ..
رد: فوائد مستخلصة من تفسير الإمام السعدي رحمه الله
فوائد مستخلصة من تفسير سورة البقرة:
الم ﴿1﴾ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فيه هدىً للمتَّقِّينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿3﴾ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿4﴾أُوْلئِك على هدىً مِّن رَّبِّهِم و أوْلئِكَ همُ الْمُفلِحونَ ﴿5﴾.
* الحروف المقطعة في أوائل السور، الأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي، مع الجزم بأن الله تعالى لم ينزلها عبثا بل لحكمة لا نعلمها.
* لا ريب فيه أي لا شك فيه بوجه من الوجوه، ونفي الريب عنه يستلزم ضده، إذ ضد الريب اليقين.
* النفي المقصود به المدح، لا بد أن يكون متضمنا لضده وهو الكمال.
* الهدى ما تحصل به الهداية من الضلالة و الشبه و ما به الهداية إلى سلوك الطرق النافعة.
* قال :هُدىً، و حذف المعمول فلم يقل هدى للمصلحة الفلانية أو للشيء الفلاني، لإرادة العموم، و أنه هدى لجميع مصالح الدارين.
* حقيقة التقوى : اتخاذ ما يقي سخط الله و عذابه، بامتثال أوامره و اجتناب نواهيه. فالمتقون هم المنتفعون بالأيات القرآنية و الآيات الكونية.
* الهداية نوعان : هداية البيان، وهداية التوفيق. فالمتقون حصلت لهم الهدايتان، و غيرهم لم تحصل لهم هداية التوفيق.و هداية البيان بدون توفيق للعمل بها، ليست هداية حقيقة تامة.
* حقيقة الإيمان: هو التصديق التام بما أخبرت به الرسل، المتضمن لانقياد الجوارح.
* ليس الشأن في الإيمان بالأشياء الحسية المشاهدة، فإنه لا يتميز بها المسلم من الكافر، إنما الشأن في الإيمان بالغيب الذي لم نره و لم نشاهده.
* إقامة الصلاة لا يكفي فيها مجرد الإتيان بالصورة الظاهرة ، فإقامة الصلاة تكون ظاهرا بإتمام أركانها وواجباتها و شروطها و باطنا بإقامة روحها و حضور القلب فيها و هي الصلاة التي قال الله فيها { إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر} .
* لا ثواب للعبد من صلاته، إلا ما عقل منها.
* { و مما رزقناهم ينفقون } لم يذكر سبحانه و تعالى المنفَق عليه لكثرة أسبابه و تنوع أهله.
* و أتى بمن { من ما رزقناهم } ، الدالة على التبعيض ليبين أنه تعالى لا يريد سوى الجزء اليسير من أموالهم غير ضار لهم و لا مثقل.
* وفي قوله { رزقناهم } إشارة إلى أن هذه الأموال التي بين أيديكم، ليست حاصلة بقوتكم و ملككم، و إنما هي رزق من الله تعالى أنعم به عليكم.
* كثيرا ما يجمع تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن ، لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود. و الزكاة و النفقة متضمنة للإحسان إلى عبيده.وعنوان السعادة في الجمع بينهما.
* الآخرة اسم لما يكون بعد الموت، وذكره أعظم باعث على الرغبة و الرهبة و العمل.
* اليقين هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك.
يتبع بإذن الله تعالى..
رد: فوائد مستخلصة من تفسير الإمام السعدي رحمه الله
تابع الفوائد المستخلصة من سورة البقرة
{ أُوْلئِك على هدىً مِّن رَّبِّهِم و أوْلئِكَ همُ الْمُفلِحونَ}
* أتى بـ " على "في هذا الموضع, الدالة على الاستعلاء, وفي الضلالة يأتي بـ " في "كما في قوله: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى, مرتفع به, وصاحب الضلال منغمس فيه محتَقر.
* الفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب.
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿6﴾ خَتَمَ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿7﴾}
* حقيقة الكفر هو الجحود لما جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم، أو جحد بعضه.
* و في الآية قطع لطمع الرسول صلى الله عليه و سلم في إيمان الكفار. و أن لا تذهب نفسه عليهم حسرات.
قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ﴿8﴾ يُخَادِعُونَ اللَّـهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿9﴾ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴿10﴾}
* النفاق هو إظهار الخير و إبطان الشر، و يدخل في هذا التعريف النفاق الإعتقادي و هو مخرج عن الإسلام والنفاق العملي و هذا الأخير كالذي ذكر النبي صلى الله عليه و سلم في قوله " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب و إذا وعد أخلف و إذا اؤتمن خـان " - نعوذ بالله منهم-.
* النفاق الإعتقادي لم يكن موجودا قبل الهجرة و لا بعدها حتى وقعة بدر، فأظهر الله المسلمين و أعزهم و أظهر بعض الذين ذلوا، أظهروا إسلامهم خوفا و مخادعة.
* الإيمان الحقيقي ما تواطأ عليه القلب و اللسان وهذا ما لم ينطبق على المنافقين.
* و المخادعة أن يظهر المخادع لمن يخادعه شيئا، و يبطن خلافه لكي يتمكن من مقصوده.
* المخادع إما أن ينتج خداعه و يحصل له المقصود أو يسلم لا له و لا عليه، و من العجائب أن المنافقين عاد خداعهم على أنفسهم { وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}فصار كيدهم في نحورهم.
* القلب معرض له مرضان يخرجانه عن صحته و اعتداله : مرض الشبهات الباطلة، ومرض الشهوات المردية، فالكفر و النفاق و البدع من مرض الشبهات. و محبة الفواحش و المعاصي و فعلها مِن مرض الشهوات المردية.
* و المعافى - اللهم اجعلنا منهم- من عوفي من هذين المرضين فحصل له اليقين و الإيمان و الصبر عن كل معصية فرفل في أثواب العافية.
* و في قوله تعالى { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين،و أنه بسبب ذنوبهم السابقة يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها.
* من عقوبة المعصية المعصية بعدها ، كما أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها { و يزيد الله الذين اهتدوا هدىً }
يتبع إن شاء الله..