س/ ما الفرق بين العلم والمعرفة ؟
ج/ العلم والمعرفة هذه التفريق تقرأها في شروح الكتب والحواشي في التفسير أيضا.
العلم والمعرفة ليس بمترادفين؛ لأن على التحقيق في اللغة لا ترادف في اللغة العربية البتة؛ بل تختلف الألفاظ أصل المعنى يزيد لفظ على لفظ في بعض المعنى الذي دل عليه اللفظ.
المعرفة والعلم لفظان يجتمعان في إدراك المعلوم.
ويفترقان في أن العلم قد لا يسبقه جهل، والمعرفة قد يسبقها جهل، ولهذا أُطلق العلم في صفات الله جل وعلا ولم تُطلق المعرفة. هذا من جهة.
والجهة الثانية في التفريق أن العلم والمعرفة يتواردان في أن كل منهما أُدرك به الشيء بطريقة من طرق الإدراك، يتواردان يتفقان لأن يدرك بهما الشيء بطريقة من طرق الإدراك، قد يدرك بالحواس قد يدرك الكتابة قد يدرك بالتعلم إلى آخره فهذا وهذا يشتركان أن وسيلة إدراك العلم ووسيلة إدراك المعرفة واحدة، وأقول هذا تبعا لما قال أهل العلم بذلك؛ لأن المناط يشمل الفلاسفة يسمون إدراك المعلومات بنظرية المعرفة، نظرية المعرفة هذه عندهم يعني تلقي المعلومات (وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا)[النحل:78] الآية.
الفرق الثالث بينهما أو الناحية الثالثة التي يعرف فيها إلى العلم والمعرفة أن العلم في القرآن محمود، وأما المعرفة فإنما وُصف بها أهل الإنكار، وُصف بها اليهود، وصف بها أهل الكتاب، وصف بها أهل الكفر والإشراك فقال جل وعلا (يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ)(2) وقال سبحانه وتعالى (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) [النحل:83]، فجاءت لفظ المعرفة بالكتاب مذمومة إذ نُسبت المعرفة لحال مذمومين، فكأن المعرفة في القرآن علم أُنكر؛ أُدرك ثم أنكر، فعرف ثم أنكر، لهذا قال(يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا) وأما العلم فهو محمود في القرآن.
في السنة جاءت المعرفة في بعض الأحاديث بلفظ عرف في نحو قول النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ في حديث معاذ الذي ذكرناه «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة لأن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم عرفوا ذلك» في مسلم الحديث فهنا قال «فإن هم عرفوا ذلك أدركوا ذلك» لهذا قلنا الفروق قد يسبقها أن المعرفة قد يسبقها جهل والعلم قد لا يسبقه جهل .
على العموم التفريق هذا يطول الكلام عليه، هذه تأخذها من الشروح المطولة.

الاعتصام بالكتاب والسنة
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
-حفظه الله تعالى-