يقول السائل:
هل يكفى الثقة فى عصرنا حتى تقبل روايته وخبره أن يكون خالياً من الفسق ، أم يشترط أن يكون خالياً من خوارم المروءة وتصاحبه حتى تحكم عليه بأنه ثقة؟.
فأجاب - رحفظه الله -:
" لا . هذه الأوصاف ماعلمنا بها ، إذا سلم الإنسان من الكذب وخوارم المروءة استقامت عدالته ، بقى ضبطه هل هو ضابط ثقة متقن أو سىء الحفظ؟ ، قد يكون الرجل صادقاً وديناً وصاحب عبادة وتطوع ولكن حفظه ضعيف وضبطه ضعيف فهذا لايعنى طعناً فيه ، ولكن فى ذاكرته فى حافظته هذا ماهو طعن فى ديانته ولا فى عدالته وإنما طعن فى ضبطه . هذا الطعن فى الضبط وعندك كثير من علماء الإسلام فى عهد الرواية التى الناس أحوج إليها من غيرها رواية الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجد قاضى من قضاة السنة ومن الأشداء على أهل الأهواء والبدع ومع ذلك سىء الحفظ.
شريك بن عبد الله الكوفى قاضى سىء الحفظ وهو رأس فى السنة وإمام من أئمة السنة وكان يمدح بشدته على أهل الأهواء والبدع وتحذيره منهم ، لاعلاقة بين هذا وهذا حين يتكلم فى حفظه وضبطه هذا باب لايعنى أنك تطعن فيه ، الناس اليوم إذا قلت: فلان سىء الحفظ ، قال: هذا يتكلم فيه . نعم يتكلم فى ضبطه أما ديانتك ما طعن فيك ، لأنه إذا طعن فى ديانتك طعن فى العدالة أليس كذلك ؟ أما هذا الشرط الذى يقوله القائل بأنه لابد أن تصحبه حتى تعرفه هذا ماهو صحيح ، لكن نقول أن يزكيه عدلان مأمونان عارفان بوجوه التزكية إذا زكوه يكفى ، بل لو زكاه واحد عالم بوجوه التزكية وأسباب الجرح وهو معتمد معتبر عند العلماء فى هذا الشأن فإنه يكفى ".

نقلاً عن شريط:
جلسة مع الشيخ محمد بن هادى المدخلى - حفظه الله - فى شهر رمضان المبارك من عام 1424 من هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -

ـ منقول ـ البيضاء العلمية.