السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إلى كل مصري متمرد أقول :
"لا تجوز المشاركة في هذا التمرد اللعين ، فهو خروج على ولي الأمر ، وكان ينبغي أن نعتبر بما مر من ثورة مشؤومة ، فمصير الأمة و البلد ليس فكرة مطروحة على الناس يؤيدها من يؤيدها ، ويرفضها من يرفضها ، بل هي من تخصصات أهل العلم الكبار الربانيين ، والذي نفعله هذا هو عين فعل الخوارج القعدة ، وقرة عين الغرب الكافرين ، وعصيان لله رب العالمين ورسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم- .!!

والله تعالى يقول:"
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)[النساء].

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"
من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية" .[البخاري].

وعن الزبير بن عدي قال :
دخلنا على أنس بن مالك قال فشكونا إليه ما نلقي من الحجاج فقال ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعت هذا من نبيكم -صلى الله عليه وسلم- .[البخاري وغيره]

وعن حذيفة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:"
يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) قال قلت كيف أصنع ؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك ؟ قال :" تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع". [مسلم وغيره].

و الأحاديث متواترة في هذا الباب تواترا معنويا ، فالواجب على المسلمين السمع والطاعة لله ورسوله ، مهما دعتنا الأهواء إلى المخالفة .

واعلموا أنكم بذلك تتعرضون للفتن التي نهينا عن التعرض لها أبدا ، فإنها المهلكات ، تراق الدماء ،وتغتصب النساء ،وتكثر السرقات ،وتروع الطرقات ،ويعتدى على الدين ،ويتسلط السفهاء ،وتضعف الأمة ،و.......، وإن في الأحداث الراهنات لعبرة لأولي العقول ،و الأبصار .!!

بالله عليكم ،هل مع أحدكم ممن شارك في التمرد أثارة من علم ؟ ،أو نص من دين ؟!!
أم أنها العصبية الهوجاء ،والهوى الجامح ،والمصالح الشخصية ؟!

أرى أن كل متمرد إنما تمرد للدنيا ،ومن أجلها ،فالحاكم ما منعنا الصلاة ،ولا منعنا الصوم ،ولا منعنا الزكاة ،ولا منعنا الحج ،فعلى أي أساس تتمردون ،ولأجل ماذا تَهِيجون ،وتُهَيِّجون ، إنها الدنيا يا قوم ولكنكم تجهلون ،ولا تعلمون .

قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-:"
ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ،ولا يزكيهم ،ولهم عذاب أليم ،رجل بايع إماما فإن أعطاه ،وفى له ،وإن لم يعطه ،لم يف له ".[الترمذي وغيره] بإسناد صحيح .


ودخل رجلٌ من الخوارج على الحسن البصري -رحمه الله-،فقال له: ما تقول في الخوارج ؟!

قال هم أصحاب دنيا !!

قال ومِن أين قلتَ؟!

وأحدُهم يمشي في الرُّمح حتى ينكسر فيه ،ويخرج من أهله وولده؟!

قال الحسن حدِّثني عن السلطان ؛أيمنعك مِن إقامة الصلاة ،وإيتاء الزكاة

والحج والعمرة ؟!

قال لا !!

قال إنما منعك الدنيا

فقاتلته عليها .!! [كتاب البصائر والذخائر]. لأبي حيان التوحيدي



هذا هو !

إنَّ منازعتكم للسلطان بُنيتْ على طلب الدنيا ،مهما ادّعيتم أنكم أهل دين ،ومهما ادّعيتم أن غضبكم على السلطان لأجل الدين ،وسرّ ذلك ..

أن السلطان لم يمنعكم من الدين ،وإنما منعكم من شئ من الدنيا فغضبتم عليه
رحمة الله على الحسن البصري ، هكذا يكون فقه أهل السنة ، وهكذا تكون معرفتهم بالباطل وأهله .!!
ثم كيف يطيق المرء أن يصف نفسه بالمتمرد ، حيث إن المعنى ، قال ابن منظور في لسان العرب :" المَرْدُ التطاول بالكِبْر والمعاصي ومنه قوله مَرَدُوا على النفاق أَي تَطاوَلوا والمَرادةُ مصدر المارِدِ والمَرِيدُ من شياطين الإِنس والجن وقد تَمَرَّدَ علينا أَي عَتا ومَرَدَ على الشرِّ وتَمَرَّد أَي عَتَا وطَغَى والمَرِيدُ الخبيثُ المتمرّد الشِّرِّير .

لكنَّ الله أراد فضيحتهم حيث وصفوا أنفسهم بوصف من أبشع الأوصاف ، ليعلنوا عن أنفسهم ودعوتهم أنهم أخباث متطاولون متكبرون عصاة طاغون عتاة شِرِّيرون .
فانظروا يرحمكم الله ، كيف يصنع الجهل بأهله .
ألا فلينته المتمردون عن تمردهم .

فاتقوا الله يا شعب مصر في أنفسكم ، وفي ولي أمركم ،فإن أول الخروج الكلام !! وقد كان ، فإلى متى ؟!
وماذا تريدون ؟!
ألا تخافون الله رب العالمين ؟!
وهلا أحجمتم عن اتباع الحمقى و المغفلين .!
اتقوا الله يا قوم ، والزموا غرز نبيكم ، ودعوكم من أهل البدع و الأهواء ، الضالين المضلين".
والله أسأل أن يوفقنا لما فيه الخير و التميكن للدين .
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله الأطهار الأنقياء الطيبين .

وكتب
أبو عبد الله قرة العين
صلاح عبد الوهاب أمين .