النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1

    افتراضي البسملة آية من الفاتحة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد،

    فكثيرا ما نسمع الخلاف حول البسملة أهي آية من آيات القرآن أم لا، و الذي يهمنا في هذا البحث: هل البسملة آية من فاتحة الكتاب أم لا ؟ فقد خرج أبو داود في سننه (822) حدثنا قتيبة بن سعيد وابن السرح قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم:" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعدا " قال سفيان لمن يصلي وحده.

    و هذا إسناد صحيح
    أما قول سفيان بن عيينة ( لمن يصلي وحده ) فيه فائدة ليس هذا موضع بسطها !


    قال الذهبي في تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق:
    " 122 ـ مسألة: البسملة ليست آية في كل سورة، و هل هي من آي الفاتحة ؟ على روايتين.

    قد مر حديث " كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله ".

    و مالك، عن العلاء أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " قال الله : قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يقول العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله: حمدني عبدي ". رواه (م)

    أحمد، نا محمد، نا شعبة، عن قتادة عن عباس الجشمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، و هي تبارك "
    و لا يختلف العادون أنها ثلاثون آية من غير البسملة.

    و لهم: عن أبي هريرة مرفوعا " إذا قرأتم الحمد، فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أحد آياتها". و هذا، الصحيح وقفه إن صح. " اهـ


    و لي ثلاث وقفات مع كلام الذهبي رحمه الله، معلقا لا ناقدا

    الوقفة الأولى ـ
    قوله رحمه الله : " قد مر حديث " كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله ".

    خرج مسلم في صحيحه (399) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، كِلَاهُمَا عَنْ غُنْدَرٍ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ".

    أقول: إذا كانت السنة عدم الجهر بالبسملة فلا إشكال،فقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم و لا يجهر بها، إلا إذا خاف الإمام أن يعتقد عامة المصلين أن البسملة ليست من الفاتحة فيرفع صوته قليلا بها حتى تعلم أنها من الفاتحة وعلى هذا تحمل الأحاديث التي فيها الجهر بالبسملة، و هذه سنة ماضية أعني الجهر للتعليم. فقد خرج البخاري في صحيحه حدثنا المكي بن إبراهيم عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة سورة ويسمعنا الآية أحيانا )، وكما فعل ابن عباس رضي الله عنه في صلاة الجنازة و غير ذلك.

    فكون البسملة ليست من القراءة لا يعني أنها ليست من السورة، فليتنبه


    الوقفة الثانية ـ
    قوله رحمه الله : " و مالك، عن العلاء أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " قال الله : قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يقول العبد: الحمد لله رب العالمين يقول الله: حمدني عبدي ". رواه (م) "

    أقول، خرج مسلم في صحيحه
    (395) وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ» ثَلَاثًا غَيْرُ تَمَامٍ. فَقِيلَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّا نَكُونُ وَرَاءَ الْإِمَامِ؟ فَقَالَ: «اقْرَأْ بِهَا فِي نَفْسِكَ»؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي ـ وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي ـ فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " قَالَ: سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي بِهِ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ يَعْقُوبَ، دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَهُوَ مَرِيضٌ فِي بَيْتِهِ. فَسَأَلْتُهُ أَنَا عَنْهُ.

    و قد يستدل البعض بهذا الأثر على أن البسملة ليست من الفاتحة و يقال له { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ }، و قد كنت وقفت على جواب للشيخ ماهر القحطاني حفظه الله يقول فيه:
    " وأما حديث " قسمت الصلاة " فيجمع مع هذا الحديث أن القسمة في الفضل ما كان بعد البسملة والله يخلق مايشاء ويختار، فيجعل بعض الآيات أفضل من بعضها كما جعل آية الكرسي أعظم آية والفاتحة أعظم سور وجعل المخاطبة والفضل بعد البسملة فيقول العبد الحمدلله فيقول الله حمدني عبدي.

    وجائز في اللغة أن يقول الانسان قسمت السمكة بيني وبينك نصفين ويعني مادون الذيل ـ والله قسم الفاتحة وجعل لها فضل في المخاطبة مادون البسملة جمعا بين الأدلة فالأصل الجمع، فلا يجوز الترجيح مع إمكانية الجمع كما عليه جمهور الفقهاء والله أعلم " اهـ


    الوقفة الثالثة ـ
    قوله رحمه الله : " و لهم: عن أبي هريرة مرفوعا " إذا قرأتم الحمد، فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم فإنها أحد آياتها". و هذا، الصحيح وقفه إن صح."

    أقول و لعل الوقف على أبي هريرة رضي الله عنه هو الأقرب كما قال الذهبي رحمه الله، أما رفعه فلعله من أوهام عبد الحميد بن جعفر فقد خرج الدارقطني (118) من طريق أبي بكر الحنفي [و هو عبد الكبير بن عبد المجيد (الأصغر)] قال: ثم لقيت نوحا فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة " إذا قرأتم الحمد لله فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم القرآن، و أم الكتاب و السبع المتاني، و بسم الله الرحمن الرحيم إحداها". و لم يرفعه

    و هذا إسناده صحيح ! و فيه أن البسملة من الفاتحة، و لا يعارضه ما خرجه أحمد في مسنده (2/299) في شأن سورة تبارك، فهذا خاص بالفاتحة

    بل ذهب العلامة الألباني رحمه الله إلى تصحيح المرفوع كما في الصحيحة (المجلد 3/ 1183):
    خرجه الدارقطني (118): " من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا عبد الحميد بن جعفر، أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إذا قرأتم الحمد لله فاقرؤا بسم الله الرحمن الرحيم، إنها أم القرآن، و أم الكتاب و السبع المتاني، و بسم الله الرحمن الرحيم إحداها".

    قال أبو بكر الحنفي، ثم لقيت نوحا فحدثني عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مثله و لم يرفعه " . اهـ

    قال رحمه الله:
    " و هذا إسناد صحيح مرفوعا و موقوفا، فإن نوحا ثقة، و كذا من دونه، و الموقوف لا يعل المرفوع لأن الراوي قد يوقف الحديث أحيانا، فإذا رواه مرفوعا ـ و هو ثقة ـ فهو زيادة يجب قبولها منه. و الله أعلم . " اهـ




    و الله تعالى أعلم

    هذا و صل اللهم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: البسملة آية من الفاتحة

    السلام عليكم
    لمن هذا التعليقات ..بارك الله في اخي ابا يوسف












  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    1,205

    افتراضي رد: البسملة آية من الفاتحة

    جزاك الله خيرا وبارك فيك لمن هذا التعليق وأذكر من أين نقلته ، فإن كان من عملك فبينه وفقك الله فقد نبهت كثيرا عن هذه المسألة ، فلا تغفل عنها سددك الله .
    والقول الصحيح في البسملة أنها ليست آية من الفاتحة وإليكم التعليق والتحقيق من مجدد عصره شيخ الإسلام ابن تيمية .

    -----------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أما بعد :
    فقد اختلف أهل العلم في البسملة هل هي آية مستلقة جاءت للفصل بين السورة والسورة ، أم هي آية من كل سورة ، أم آية من الفاتحة فقط ، مع اتفاقهم على أنها جزء آية من سورة النمل، وأنها لا تكتب في أول براءة ، وإليك كلامهم مما جمعه شيخ الإسلام ابن تيمية وبعض التعليق مما علقته عليه إتماما للفائدة .
    وقد سئل شيخ الإسلام هذا السؤال فأجاب رحمه الله :مجموع الفتاوى (ج 22/ 276- 279) و( ج22/ 438 – 443).هل البسملة هل هي آية من أول كل سورة ؟وَسئلَ أيضًا رَحمَه الله عن ‏[‏بسم الله الرحمن الرحيم‏]‏ هل هي آية من أول كل سورة أفتونا مأجورين‏؟‏
    فأجاب‏ رحمه الله :‏ الحمد الله، اتفق المسلمون على أنها من القرآن في قوله‏:‏ ‏{ ‏إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 30‏]‏، وتنازعوا فيها في أوائل السور حيث كتبت على ثلاثة أقوال‏:
    أحدها‏:‏ أنها ليست من القرآن، وإنما كتبت تبركا بها، وهذا مذهب مالك، وطائفة من الحنفية، ويحكي هذا رواية عن أحمد ولا يصح عنه، وإن كان قولًا في مذهبه‏.‏
    والثاني‏:‏ أنها من كل سورة، إما آية، وإما بعض آية، وهذا مذهب الشافعي رضي الله عنه‏.‏
    والثالث ‏:‏ أنها من القرآن حيث كتبت آية من كتاب الله من أول كل سورة، وليست من السورة‏.‏[بمعنى أنها آية من القرآن مستقلة جاءت للفصل بين السور] وهذا مذهب ابن المبارك، وأحمد بن حنبل رضي الله عنهما وغيرهما‏.‏ وذكر الرازي أنه مقتضى مذهب أبي حنيفة عنده‏.‏
    الراجح من هذه الأقوال :وهذا القول الثالث أعدل الأقوال‏.‏فإن كتابتها في المصحف بقلم القرآن، تدل على أنها من القرآن ، [ إذ لو لم تكن من القرآن لما كتبها الصحابة في المصحف ، وذلك إجماع منهم ] وكتابتها مفردة مفصولة عما قبلها، وما بعدها تدل على أنها ليست من السورة، ويدل على ذلك ما رواه أهل السنن عن النبي - e- أنه قال‏:‏ ‏( ‏إن سورة من القرآن ثلاثين آية، شفعت لرجل، حتى غفر له‏ >>.
    وهي :‏ {‏ ‏تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ‏‏ ‏}‏‏.
    وهذا لا ينافي ذلك، فإن في الصحيح أن النبي - e - أغفى إغفاءة فقال‏:‏ ‏<< ‏لقد نزلت على آنفًا سورة >>‏.‏
    وقرأ ‏:{ ‏بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ‏{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ‏}‏‏ ‏؛ لأن ذلك لم يذكر فيه أنها من السورة، بل فيه أنها تقرأ في أول السورة، وهذا سنة، فإنها تقرأ في أول كل سورة، وإن لم تكن من السورة‏.
    ومثله حديث ابن عباس‏ رضي الله عنهما :‏ كان رسول الله - e- لا يعرف فصل الصورة حتى تنزل ‏{ ‏بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ }‏ رواه أبو داود.
    ففيه أنها نزلت للفصل، وليس فيه أنها آية منها، و‏{‏ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ‏}‏ ثلاثون آية بدون البسملة‏.‏
    ولأن العادين لآيات القرآن لم يعد أحد منهم البسملة من السورة، لكن هؤلاء تنازعوا في الفاتحة‏ :‏ هل هي آية منها دون غيرها‏؟‏ على قولين، هما روايتان عن أحمد‏:‏
    أحدهما‏:‏ أنها من الفاتحة دون غيرها، وهذا مذهب طائفة من أهل الحديث، أظنه قول أبي عبيد، واحتج هؤلاء بالآثار التي رويت في أن البسملة من الفاتحة‏.‏ وعلى قول هؤلاء، تجب قراءتها في الصلاة، وهؤلاء يوجبون قراءتها وإن لم يجهروا بها‏.
    والثاني‏:‏ أنها ليست من الفاتحة ، كما أنها ليست من غيرها، وهذا أظهر فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي - e - أنه قال‏:‏ ‏<< ‏يقول الله تعالي‏ :‏ قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي، ونصفها له، ولعبدي ما سأل، يقول العبد‏:‏ ‏{ ‏الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏ }‏، يقول الله‏:‏ حمدني عبدي‏.‏ يقول العبد‏:‏ ‏{ ‏الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ‏}‏، يقول الله‏:‏ أثني علي عبدي‏.‏ يقول العبد‏:‏ ‏{ ‏مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏ }‏، يقول الله‏:‏ مجدني عبدي‏.‏ يقول العبد‏:‏ ‏{ ‏إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ‏ }‏.
    يقول الله‏:‏ فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، يقول العبد‏:‏ ‏{ ‏اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ ‏}‏، إلى آخرها‏.‏ يقول الله‏:‏ فهؤلاء لعبدي، ولعبدي ما سأل >>‏‏.‏
    فلو كانت من الفاتحة، لذكرها كما ذكر غيرها‏.‏
    وقد روي ذكرها في حديث موضوع، رواه عبد الله بن زياد بن سَمْعَان، فذكره مثل الثَّعْلَبي في تفسيره، ومثل من جمع أحاديث الجهر، وأنها كلها ضعيفة، أو موضوعة‏.
    ولو كانت منها، لما كان للرب ثلاث آيات ونصف، وللعبد ثلاث ونصف‏.‏ وظاهر الحديث أن القسمة وقعت على الآيات، فإنه قال‏:‏ ‏(‏ فهؤلاء لعبدي ‏)‏‏.‏ وهؤلاء إشارة إلى جمع، فَعُلِم أن من قوله‏:‏ ‏{ ‏اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏ }‏ إلى آخرها، ثلاث آيات على قول من لا يعد البسملة آية منها، ومن عدها آية منها، جعل هذا آيتين‏.‏وأيضًا، فإن الفاتحة سورة من سور القرآن، والبسملة مكتوبة في أولها، فلا فرق بينها وبين غيرها من السور في مثل ذلك، وهذا من أظهر وجوه الاعتبار‏.‏
    وأيضًا، فلو كانت منها، لتليت في الصلاة جهرًا، كما تتلى سائر آيات السورة، وهذا مذهب من يرى الجهر بها كالشافعي وطائفة من المكيين والبصريين، فإنهم قالوا‏:‏ إنها آية من الفاتحة يجهر بها‏:‏ كسائر آيات الفاتحة، واعتمدوا على آثار منقولة بعضها عن الصحابة رضي الله عنهم ، وبعضها عن النبي - e -‏ فأما المأثور عن الصحابة، كابن الزبير ونحوه، ففيه صحيح، وفيه ضعيف‏.‏ وأما المأثور عن النبي - e - ، فهو ضعيف، أو موضوع، كما ذكر ذلك حفاظ الحديث كالدارقطني، وغيره‏.‏ ولهذا لم يرو أهل السنن والمسانيد المعروفة عن النبي - e- في الجهر بها حديثًا واحدًا‏.‏ وإنما يروي أمثال هذه الأحاديث من لا يميز من أهل التفسير‏:‏ كالثعلبي ونحوه، وكبعض من صنف في هذا الباب من أهل الحديث، كما يذكره
    طائفة من الفقهاء في كتب الفقه ، وقد حكى القول بالجهر عن أحمد وغيره .. بناء على إحدى الروايتين عنه من أنها من الفاتحة، فيجهر بها كما يجهر بسائر الفاتحة، وليس هذا مذهبه، بل يخافت بها عنده‏.‏
    وإن قال هي من الفاتحة لكن يجهر بها عنده لمصلحة راجحة، مثل أن يكون المصلون لا يقرؤونها بحال، فيجهر بها ليعلمهم أن قراءتها سنة، كما جهر ابن عباس بالفاتحة على الجنازة ، وكما جهر عمر بن الخطاب بالاستفتاح ، وكما نقل عن أبي هريرة أنه قرأ بها، ثم قرأ بأم الكتاب وقال‏ :‏ أنا أشبهكم صلاة برسول الله - e ‏- .‏ رواه النسائي‏.‏
    وهو أجود ما احتجوا به‏.‏
    وكذلك فسر بعض أصحاب أحمد خلافه، أنه كان يجهر بها إذا كان المأمومون ينكرون على من لم يجهر بها، وأمثال ذلك‏.‏ فإن الجهر بها والمخافتة سنة، فلو جهر بها المخافت، صحت صلاته بلا ريب‏.‏ وجمهور العلماء كأبي حنيفة ومالك وأحمد والأوزاعي لا يرون الجهر، لكن منهم من يقرؤها سرًا، كأبي حنيفة وأحمد وغيرهما، ومنهم من لا يقرؤها سرًا ولا جهرًا، كمالك‏.‏وحجة الجمهور ما ثبت في الصحيح من أن النبي- e - وأبا بكر وعمر كانوا لا يجهرون ب [بسم الله الرحمن الرحيم ]، وفي لفظ لا يذكرون [ بسم الله الرحمن الرحيم] في أول قراءة، ولا آخرها واللّّه أعلم‏.‏
    قلت : ومن الأدلة أيضا على أنها آية مستقلة : ما ثبت عن عائشة - رضي الله عنها- قالت:<<كان رسول الله-e - يستفتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}>>رواه مسلم(1/357)(498).
    فهذا يدل على عدم استفتاح النبي- e- القراءة بالبسملة، وأول النووي معنى الحديث فقال:<< معنى الحديث أنه يبتدئ القرآن بسورة الحمد لله رب العالمين لا بسورة أخرى فالمراد بيان السورة التي يبتدأ بها وقد قامت الأدلة على أن البسملة منها>>.
    وهذا الكلام غير مسلم فإن حقيقة هذا اللفظ الافتتاح بالآية من غير ذكر التسمية فكيف يجوز العدول عنه بغير موجب ؟!!ولو كانت البسملة آية من الفاتحة ما ترك النبي- e-وبعض أصحابه-يعني الخلفاء الثلاثة-قراءتها مرات عديدة كل هذه السنوات التي كان يصلي فيها أنس معهم ، باعتبار أنها لو كانت من الفاتحة ما تركوها ، فلما تركوها دل ذلك على أنها ليست من الفاتحة ، وأنه لا فرق بين الفاتحة وباقي سور القرآن إذ أن الفاتحة سورة منه والبسلمة تكتب في أول سورة ، فمن فرق بينهما فقد فرق بين متماقلين يحتاج إلى دليل منفصل .والله أعلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    64

    افتراضي رد: البسملة آية من الفاتحة

    لعلك تتفق معي أخي أبو يوسف عبد الله الصبحي أن القصد بمصدر الكلام أي لمن يعود الكلام ومن هو أول من كتبه أو أول من تكلم به .. ولا يقصد بالمصدر موقع أو منتدى ما في حد ذاته.. اللهم إلا إذا كان الموقع يضم كتابات أو مقالات شيخ معين فتصبح الاحالة على الموقع حينئذ احالة على الشيخ..
    فالمصدر الذي اضفته أخي لا يدل على شيئ .. هو نسخة عن الموضوع لشخص اسمه
    أبو عبد الله يوسف رياضي و لا يوجد اي مصدر أو معلومات إضافية.
    فان كنت تعلم حاله أخي فأرجو الافادة .. وان كان حاله مجهول عندك فالاحرى أعتقد أن نتحرى عليه و عن أي شخص ننقل عنه في هذا المنتدى المبارك .
    في انتظار معلومات اضافية تقبل ودي اخي ابا يوسف..















معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رسالة لوزير الداخلية حول كتابة البسملة على الفواتير ونحوها
    بواسطة أم محمد محمود المصرية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-Dec-2018, 09:34 PM
  2. الجموع الفاتحة على المخالفات والبدع المحدثة في الفاتحة
    بواسطة عزالدين بن سالم أبوزخار في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-Dec-2018, 08:39 AM
  3. هل تصح صلاة من نسي البسملة في قراءة الفاتحة؟
    بواسطة أم محمد محمود المصرية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 15-May-2014, 11:26 AM
  4. صور البسملة والسلام وعبارات اسلامية بخط جميل لتضعها في موضوعك
    بواسطة أم ريان السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-May-2013, 11:27 PM
  5. هل البسملة آية من الفاتحة؛ أو لا؟
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-Jan-2010, 01:07 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •