بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
فإنه لا يخفى على أحد من أهل العقول النيرة، والألباب النقية، أنه لا يخلو عصر ولا زمن من فتنة، وقد رحم الله كل من أبصرها ولم يَقْرَبْها خشية أن يكبر عضدها ويعظم خطبها فيصعب لَمُّها ويتعذر النجاة منها؛ والفتن أنواع شتى، منها ما هو في أمور الدنيا- والناس فيها سواء كل له نصيبه، والعاقل من رضي وصبر، ومنها ما هو في أمور الدين وهي أخطرها، وقد ابتلينا بهذا النوع من الفتن في زماننا هذا تترا، بدء بفتنة المأربي ثم الحلبي ثم فتنة الحجوري- وهي أكبر من التي سبقت-؛ وقد سخر الله لها في حينها من أهل العلم من يكشف خباياها ويوهن من شرها، لكن الذي يزيد من ضررها وقوة تأثيرها على الناس أنها آتية من فعل أو قول من هم رؤوس لفئة أو طائفة معروفة، وقد تولى كبرها رأس من كبار رؤوس الدعوة ممن هم منتسبون إلى السلفية أو يحسبون عليها، وأعني بالذكر: يحيى الحجوري اليمني- أصلحه الله- الذي تولى كرسي التعليم بمركز الدماج خطأ، خلفا للشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله تعالى-.
والذي أعرفه وأتيقنه أن الشيخ يحيى الحجوري- هداه الله- ليس عالما- بمعنى اقتفاء العلم وتتبعه- وإنما هو ممن جالس أحد العلماء لمدة تبين له فيها أنه قد وصل إلى مرتبة العلماء الراسخين، وأن خطأه يعد في نظره اجتهادا يورث الأجر ولا يؤاخذ عليه، وأنه معتبر عند غيره من العلماء، وأنه معذور لأنه مجتهد، وكما أن سِنَّه أيضا لم يكن كافيا لضم العلم أو بعضه حتى يكون ممن له اعتبار في الرأي والحكم.
ومن تتبعَ السبلَ الصحيحة في التحقيق لعلم يحيى الحجوري - أصلحه الله- وما يقوله أهل العلم فيه نقدا وردا ونصحا، لوجد أن الحجوري- هداه الله- ما دخل مدرسة ولا درس على أيدي أهل العلم، مثله كمثل المبتدع عدنان العرعور الذي ادعى طلب العلم عند الإمام الألباني - رحمه الله-، وكما ادعاه أيضا القطبي علي حسن الحلبي؛ وإن كان قد بلغنا أن الحجوري تتلمذ على يد الشيخ العلامة مقبل بن هادي الوادعي- رحمه الله- وأنه خلفه على كرسي الدعوة والتعليم وأن اسمه جاء مذكورا في وصية الشيخ العلامة مقبل، فإن ذكر اسمه مثله كمثل ذكر اسم أبي الحسن المأربي الذي انسلخ من التآلف إلى التحزب ومن السنة إلى البدعة ومن الهدى إلى الضلال، لا فرق بينهما، بل فتنة الحجوري-أصلحه الله- أشد من فتنة المأربي التي ظهرت جليا للناس فحَذَروها واستنكروها،.
هذا رابط انزال الكتاب ببدف/ ولا تنسونا من دعواتكم: