أني أنصح أولئك الكاتبين والناقدين أن لا يتسرعوا بالكتابة – إن كانوا مخلصين

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول اسد السنة العلامة محمد ناصر الدين الألباني " رحمه الله " هذا , وبمناسبة ما ابتلينا به من كثرة الشباب وغيرهم الذين يكتبون في هذا العلم – وهم عنه غرباء مفلسون , كما يقطع بذلك كل منصف وقف على النماذج الكثيرة من الأوهام , بل والجهالات المتقدمة في هذه الاستدراكات وفي المقدمة أيضا في هذا الملجد وغيره {1} – فاني ارى لزاما على أن أذكر – { والذكرى تنفع المؤمنين } – فأقول : أني أنصح أولئك الكاتبين والناقدين أن لا يتسرعوا بالكتابة – إن كانوا..
ـــــــــــــــــــــــــــــ
{1} انظر مقدمة ( المجلد الاول ) من {{السلسلة الضعيفة }} الطبعة الجديدة , وقد صدرت حديثا
....مخلصين – لمجرد أنهم ظنوا أنهم صاروا أهلا لذلك ’ بل عليهم أن يتريثوا و يتمرسوا فيه زمنا طويلا , حتى يشعروا في قرارة نفوسهم أنهم صاروا علماء فيه وذلك بأن يقابلوا نتائج كتاباتهم وتحقيقاتهم بأحكام من سبقنا من الحفاظ والنقاد في هذا العلم , فاذا غلب عليها موافقتهم كان ذلك مؤشرا وقد سلكوا سبيل المعرفة بهذا العلم . هذا أولا.

وثانيا : أن يشهد لهم بذلك بعض اهل العلم الصالحين المعاصرين بعد أن يطلعوا على شيء من كتاباتهم وتحقيقاتهم ذاكري نصيحة الشاطبي المتقدمة ( ص 713 ) فإنها صريحة في أنه من اتباع الهوى أن يشهد المرء لنفسه بانه عالم وانا أقرب هذا لكل مخلص من طلاب العلم بلفت نظرة إلى مثل قوله تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } ’ فإنه يدل بفحوى الخطاب على أن المجتمع الإسلامي من حيث العلم والجهل قسمان : أهل الذكر – وهم العلماء بالقرآن والسنة وهم الاقلون – والذين لا يعلمون وهم الأكثرون , بنص القرآن وبحكم المشاهدة والواقع , فاذا علم هذا ’ فلينظر اولئك المشار اليهم هل هم الاقلية ام من الاكثرين ؟وفي ظني انهم سوف لا يجدون انفسهم – اذا كإنو من المتقين – الا من الاكثرين وحين اذن عليهم ان يعودوا الى شردهم , ويتوبوا الى ربهم من حشرهم انفسهم في زمة اهل الذكر , في اذا بدا لهم انهم من هؤلاء , فعليهم أن يحتاطوا لدينهم وان يسألوا اهل الذكر حقا , فاذا شهدوا لهم بذلك حمدوا الله وسألوه المزيد من علمه , والا فهم من المغرورين المعجبين بأنفسهم , الهالكين في بشهادة نبيهم صلى الله علي وسلم القائل : " ثلاث مهلكات : شح مطاع ’ وهوى متبع , واعجاب المرء بنفسه "(1)كيف لا وهو القائل : { لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو اشد من ذلك ’ العجب } " ؟إن في ذلك ذكرى لمن القى اسمع وهو شهيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)سيأتي تخريجه برقم (1802) والذي بعده مضى برقم ( 658) , ومن أراد الوقوف بآفات العجب ومصائبه وعلته وعلاجه فليرجع إلى الكتاب "الإحياء" للغزالي , فإنه نفع في بابه

كتبه: ابو عبد المصور مصطفى من السلسلة الصحيحة المجلد الثاني الصفحة 739-740

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

للرفع

[أبو عبد المصور مصطفى الجزائري]

لذكرى