الرَّد على عثمان الخميس حول مسألة التَّصوير وقضية منهجية هامَّة جدّاً


بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد :
فأقول أني وقفت على تخبطات للداعية عثمان الخميس ، وذلك في شريط له بعنوان :(( أجوبة الشيخ عثمان الخميس على أسئلة الرواد في البالتوك )) ؛ تضحك منها الثكلى من شدة المخالفة لمنهج السلف والتي تظهرُ جليةً ، فمن ما وقفت عليه إثرها أنه سئل عن حكم وضع صورة له على صفحة بالتويتر فأجاب السائلَ بالجواز شرط أن تكون جذابة! فدار في خلدي أن الرجل يظهر على التلفاز وعلى القنوات الفضائية فكيف له أن يقابل هذا الطلب بالرفض المطلق ، وإلاَّ كان هذا من التناقض الواضح الذي لا تشوبه شائبة غبش ولا كدر .
فما حكم وضع صور ذوات الأرواح أصلاً ؟ وما حكم التصوير ؟
هذا الذي كان لزاماً من السائل طرحه ... فلا بأس بذكر كلام أهل العلم للتذكير عملاً بقول الله :( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُومِنِينَ ) ومن باب إنكار المنكر لحديث :(( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ ...)).
وأتى بطامة أخرى وهي تجويز قول أخي للشيعي ما لم يسب صحابيا من الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم- .

الردُّ عليه في عدم إنكاره لمسألة التَّصوير :
من المعلوم أن تصوير ذوات الأرواح منهي عنه شرعاً ، ومن الأدلة على ذلك قول النبي صلَّى الله عليه وسلم :(( المُصورون أشدُّ عذاباً يوم القيامة )) وقد استثنى أهل العلم ما دعت إليه الضرورة كصورة البطاقة الوطنية وجواز السفر ونحوه ...
جاء في رسالة حكم التصوير للشيخ العلامة عبد العزيز بن بازٍ رحمه الله :
بعد أن ساق عليه رحمة الله أدلة من السنة والكتاب تحذر من التصوير وتدل على أنه مضاهات لخلق رب الأرباب قال:'' ... وتقدم في حديث أبي هريرة الدلالة على أن الصورة إذا قطع رأسها جاز تركها في البيت؛ لأنها تكون كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن تصوير الشجر ونحوه مما لا روح فيه جائز، كما تقدم ذلك صريحاً من رواية الشيخين عن ابن عباس موقوفا عليه. ويستدل بالحديث المذكور أيضا على أن قطع غير الرأس من الصُّورة كقطع نصفها الأسفل ونحوه لا يكفي ولا يبيح استعمالها، ولا يزول به المانع من دخول الملائكة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهتك الصُّور ومحوها وأخبر أنها تمنع من دخول الملائكة إلا ما امتهن منها أو قطع رأسه، فمن ادعى مسوغاً لبقاء الصُّورة في البيت غير هذين الأمرين فعليه الدليل من كتاب الله أو سنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الصورة إذا قطع رأسها كان باقيها كهيئة الشجرة، وذلك يدل على أن المسوغ لبقائها خروجها عن شكل ذوات الأرواح ومشابهتها للجمادات، والصورة إذا قطع أسفلها وبقي رأسها لم تكن بهذه المثابة لبقاء الوجه، ولأن في الوجه من بديع الخلقة والتصوير ما ليس في بقية البدن، فلا يجوز قياس غيره عليه عند من عقل عن الله ورسوله مراده. وبذلك يتبين لطالب الحق أن تصوير الرأس وما يليه من الحيوان داخل في التحريم والمنع؛ لأن الأحاديث الصحيحة المتقدمة تعمه، وليس لأحد أن يستثني من عمومها إلا ما استثناه الشارع. ولا فرق في هذا بين الصور المجسدة وغيرها من المنقوشة في ستر أو قرطاس أو نحوهما، ولا بين صور الآدميين وغيرها من كل ذي روح، ولا بين صور الملوك والعلماء وغيرهم، بل التحريم في صور الملوك والعلماء ونحوهم من المُعظمين أشد؛ لأن الفتنة بهم أعظم ونصب صورهم في المجالس ونحوها وتعظيمها من أعظم وسائل الشرك وعبادة أرباب الصور من دون الله، كما وقع ذلك لقوم نوح، وتقدم في كلام الخطابي الإشارة إلى هذا.اهـ من موقع الشيخ رحمه الله .
فانظر رعاك الله إلى هذا التفصيل والتوضيح المبيِّن لعلَّة التَّحريم ، وأن الأصل في المسألة المنع لا الجواز إلاَّ لداعي الضرورة التي تُقدر بمقدارها ، فيا لله العجب من دعاة السوء !

وسئل عن حكم قول لفظ أخي للشيعي فأجاب بالجواز ما لم يكن ممَّن يسُب الصحابة !
قلت : وهذا الأمر فيه نظرٌ شديدٌ إذ أنه ممَّا يفتح باب التمييع والجناية على المنهج السلفي الزكي ، فمن ذلك :
١ ـ أنَّها دعوة للتقارب بين السنة والشيعة وهذا القول يتشدقُ به الإخوان المفلسون .
٢ ـ أن المذهب الزيدي الإثني عشري مذهب بدعي ، إذ يزعم معتنقوه عصمة أئمتهم ! بل تفضيلهم على الرُّسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
٣ ـ أن الشِّيعة يقدِّمون عليّاً رضي الله عنه ، عن عُثمان رضي الله عنه في مراتب الصحابة وجمهور أهل السنة على تقديم عثمانٍ على عليٍّ رضي الله عنهما وعن الصَّحابة أجمعين .
قال أبوبكرٍ الخلال في السنة له :
*507 ـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا صَالِحٌ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَاهُ: عَمَّنْ لَا يُفَضِّلُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ عَلَى غَيْرِهِمَا؟ قَالَ: " السُّنَّةُ عِنْدَنَا فِي التَّفْضِيلِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ: " كُنَّا نَعُدُّ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيُّ: أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَنَسْكُتُ " .

*509ـ أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَسَّانَ، أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، سُئِلَ عَنِ رَجُلٍ يُحِبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يُفَضِّلُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَهُوَ يُحِبُّهُمْ؟ قَالَ: «السُّنَّةُ أَنْ يُفَضِّلَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيًّا مِنَ الْخُلَفَاءِ».

فكيف بمن قدَّم علياً على أبي بكر رضي الله عنهما ؟!

٤ ـ أن الشيعة يعتقدون أن القرآن العظيم ، الَّذي بين أيدينا محرَّف وأنه سيخرج الغير محرَّف بزعمهم مع مهديِّهم المنتظر في سردباء في سمراء! .
٥ ـ أن الشيعة يُشركون بالله العليِّ العظيم وشركهم واضح وجلي ، فهم يستغيثون بغير الله ويدعون غيره ومن ذلك قولهم : ( يا علي ) و ( يا حُسين ) وهذا بادٍ عند حُسينيَّاتهم وفي غيرها... فيطلبون المدد وقضاء الحاجات وكشف الكُربات منهم وهو الأمر الذي لا يقدر عليه إلا الله عز وجل وهم بذلك يُسوُّون غير الله بالله في شيءٍ من خصائص الله! .
وانظر للأهمية رسالة '' أغلوٌّ في القرابة وجفاء في الأنبياء والصحابة؟!'' للشيخ العلامة عبد المحسن العباد البدر حفظه الله تعالى .
فإنه لا يستغني الطالب للحقِّ والسائر وفق منهج السلف الصالح على ما يؤلفه العلماء الأكابر والأئمة الأعلام فهم المرجع وهم أولياء الأمور.
كما أُهيبُ بكتاب قيِّم نافعٍ للشيخ الفاضل أبي عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري حفظه الله فإنه نقض هذه الشبهة الواهية في كتابه المفيد الماتع الموسوم بـ :'' كشف العلاقة المُريبة بين الشيعة الرافضة الإمامية وحزب الإخوان المسلمين '' .
و لتعلم أخي القارئ أنه لا أخوة بين أهل السنة وأهل البدعة .
ورحم الله الشيخ العلامة إحسان ظهير إذ يقول في مقدمة كتابه '' الشيعة والسُّنة '' :
... وقد أثبتنا في مختصرنا هذا أن الشيعة ليست إلا لعبة يهودية، ناقمة على الإسلام، وحاقدة على المسلمين، وعلى رأسهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملة هذا الدين، والتابعين لهم بإحسان، ومن سلك مسلكهم إلى يوم الدين، وقد بينا فيه عقيدتهم في القرآن، أساس الإسلام، وأصله، ورسالة الله التي جاء بها محمد النبي، الصادق، المصدوق عليه السلام، إلى الناس كافة، ببيان واضح، مستند، مفصل، لم أسبق عليه بفضل الله ومنّه.
كما أوضحنا أن الكذب (باسم التقية) هو شعار الشيعة قاطبة، ويعدونه من أطيب الأعمال، وأعظم القربات إلى الله.
و ورد تحت هذه المواضيع الثلاثة مباحث ومواضيع كثيرة.
أخرى مثل عقيدتهم في الله، وفي رسول الله، وأصحاب رسول الله، وأزواجه، أمهات المؤمنين، وعقيدتهم في أئمتهم، ورأي الأئمة فيهم، والأسس لهذا المذهب، والأصول التي قام عليها، وسبب الخلاف بينهم وبين السنة من المسلمين.اهـ

فافهم تغنم واعقل عن هذا العالم الذي اغتالته الروافضُ شر وأخبث من وطئ الحصى .

فلا كان ولا تكون أخوة بين الحق والباطل أبداً قال سبحانه :( وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً )
والله أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .