الحلبي والقشة التي … !

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه

أما بعد :

فهذا مقالٌ وددت من خلاله إظهار إهدار الحلبي وزمرته جهد الإمام العلامة أبا محمد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ، في محاربة فكر سيد قطب وذلك بوصمه بالشدة في حقه وهذا دفاعٌ من جهة وقدحٌ من جهة أُخرى .

أمَّا كونه دفاعاً : فيظهر جلياً من خلال شنشنة القوم ووصفهم للشيخ ربيع بالمتشدد في حق أُسيطنٍ من أساطين أهل البدع والأهواء في هذا الزمان ألا وهو " سيد قطب " .

فكلنا نعلم ما يحويه فكر سيد قطب من الضلال والتضليل ، ففي باب العقيدة فحدث ولا حرج فكتبه مليئة بما تقشعرُّ من الأبدان وتندى له الأجبن وتردُّه وتمجه العقول السَّوية والفطر السَّليمة وممن كان له حظ من البصيرة والنور ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ) .

فهل من وقف في وجه من يقدس عقيدة الهندوس وبأحرى غيرها من العقائد الكفرية

ويطعن في أنبياء الله عليهم السلام

ويطعن في الصحب الكرام رضوان الله عليهم على الدَّوام

ويقول بوحدة الوجود والإتحاد

ويسوي بين الأنظمة الكفرية وبين الشريعة

ويقول بانعدام تحقق الشهادتين على أرض واقع المسلمين ، مما يحمله على تكفير كل من على هذه الأرض

وغير ذلك من البوائق والهذيان السَّاحق لمن يهرف به

نقول له أنت متشدِّد في حقه ؟

الجواب:

لا وألف لا ، إلا من سفه نفسه .

وهذا هو حال الحلبي السَّفيه ، الذي أضحى ينقب عن القشة التي تقصم ظهر البعير بزعمه ولكن هيهات هيهات ؛ فكلام الألباني رحمه الله كان إحساناً منه للظن بسيد قطب ، فلما علم بما جناه سيد قطب أيَّد ردود العلامة ربيعاًحفظه الله .

والقاعدة العلمية : مفادها من علم حجةٌ على من يعلم ومن حفظ حجةٌ على من لم يحفظ .

وأمَّا كونه قدحاً : فهو في حق الشيخ ربيعاً المدخلي حفظه الله ومن علامة أهل البدع والأهواء الوقيعة في أهل الأثر

وهم بذلك يريدون ضرب قول الإمام الألباني رحمه الله بكلام الإمام ربيع المدخلي حفظه الله .



عن أحمد بن سنان القطان قال :(( ليس في الدُّنيا مبتدع إلاَّ وهو يبغض أهل الحديث)) .

رواه الصَّابوني في عقيدة السلف وأصحاب الحديث (ص300) .



وهذا من خلال فهم الحلبي السقيم ومنهجه الأثيم وحراكه الغشيم ضدَّ السنة وأهلها ، فقد رقم كُليمات تحت عنوان '' مبالغة ظاهرة من الشيخ ربيع المدخليّ في نقده لسيِّد قطب، وتشدّده عليه ''

*****

فمن هذا كله يتضح أن الحلبي قطبي متسترٌ ينافح عن شيخه رغماً عن أنف أتباعه ، فلسان حاله يقول : ( ترفقواْ بسيد قطب فهو عالم من العلماء ، وهلا قمتم بذكر حسناته لمَّا تذكرون سيئاته؟ ، ومن أخبركم بأن كلامه لا يحمل مجمله على مفصله ؟ وأنه وأنه ... وغيرها من الأعذار الواهية )

ـ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلٍ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: الْفَقِيهُ الْعَفِيفُ الزَّاهِدُ الْمُتَمَسِّكُ بِالسُّنَّةِ: أُولَئِكَ أَتْبَاعُ الْأَنْبِيَاءِ فِي كُلِّ زَمَانٍ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: جَعَلَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِمَّنْ تَحْيَا بِهِمُ السُّنَنُ، وَتَمُوتُ بِهِمُ الْبِدَعُ، وَتَقْوَى بِهِمْ قُلُوبُ أَهْلِ الْحَقِّ، وَتَنْقَمِعُ بِهِمْ نُفُوسُ أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ. الشريعة للإمام الآجري رحمه الله (ص270 /ج 1) .

فهل الحلبي الذي لا يجاوز في نظره مبلغ أرنبة أنفه ، من جنسه هؤلاء ؟

والجواب : لا ، لأنه ركب البدع والمحدثات ونافح عن المبطلين ، في حين يدلك العلامة ربيع المدخلي حرسه الله بعلمه وسمته وصلابته في السنة أنه بعون الله قامعٌ للبدعة ناصر للسنة كما كان عليه حال الأئمة من قبل ابن باز والعثيمين ومحمد الجامي وناصر الدين وغيرهم كثيرٌ ...

فلا نامت أعينُ المناوئين لأهل العلم الأكابر ولا قرت أعين أهل البدع المتجلدين للباطل وأهله

ولله در من قال : لكل ساقطة في الحي لاقطة .

وصل اللهم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه .

أبوشعبة محمد القادري
27 / 8 / 1434 هـ