دعوت أحد الأصدقاء للصلاة فقال لي: عندما يهديني الله سأصلي! فدخلنا في مناقشة فقال: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ))[القصص:56]، واستمرينا في جدال حول هذا الموضوع، ما هو توجيه سماحتكم لنا في مثل هذا الحال؟

الواجب على من دعي إلى أداء الواجب أن يقول سمعاً وطاعة، وأن يتقي الله وأن يبادر إلى الاستجابة، ولا يقول إذا هداني الله، الله أمر بهذا، وأرشدك إلى هذا، وقال: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وقال: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ فالواجب عليك إذا دعاك أخوك إلى الصلاة أن تقول سمعاً وطاعة، وأن تبادر إلى الصلاة في المسجد مع إخوانك المسلمين، وهكذا إذا دعاك إلى أداء الزكاة أو صوم رمضان أو ترك الربا أو ترك شرب المسكر أو ما أشبه ذلك، لا تقول: إذا الله هداني، ولكن قل: سمعاً وطاعة جزاك الله خير وعليك الامتثال، الله أمرك بهذا وأمره هو أن ينكر عليك ويعلمك قال الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وذم الله من استكبر فقال جل وعلا ذاماً لمن استكبر عن الحق: وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ نسأل الله العافية، فالواجب عليك إذا قال لك أخوك صل أو دع صحبة الأشرار، أو دع الربا أو دع الفواحش أو أد الزكاة أو ما أشبه ذلك أن تقول جزاك الله خير إن شاء الله، أسأل الله أن يعينني، أسأل الله أن يهديني، جزاكم الله خيراً، أثابك الله، تشكره تدعوا له، وتبادر إلى الحق.

نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز