بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري ‏ ‏قال ‏
كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا رفع رأسه من الركوع قال ‏ ‏ربنا لك الحمد ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ‏ ‏ذا الجد ‏ ‏منك ‏ ‏ الجد ‏) .رواه مسلم برقم(477)وبرقم (478) وابوداود



قال النووي رحمه الله في شرحه:


وقوله : ( ذا الجد ) المشهور فيه فتح الجيم هكذا ضبطه العلماء المتقدمون والمتأخرون . قال ابن عبد البر : ومنهم من رواه بالكسر , وقال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : هو بالفتح , قال : وقاله الشيباني بالكسر , قال : وهذا خلاف ما عرفه أهل النقل , قال : ولا يعلم من قال غيره وضعف الطبري ومن بعده الكسر , قالوا : ومعناه على ضعفه الاجتهاد أي لا ينفع ذا الاجتهاد منك اجتهاده , إنما ينفعه وينجيه رحمتك , وقيل المراد ذا الجد والسعي التام في الحرص على الدنيا , وقيل معناه الإسراع في الهرب أي لا ينفع ذا الإسراع في الهرب منك هربه فإنه في قبضتك وسلطانك , والصحيح المشهور الجد بالفتح وهو الحظ والغنى والعظمة والسلطان , أي لا ينفع ذا الحظ في الدنيا بالمال والولد والعظمة والسلطان منك حظه أي لا ينجيه حظه منك وإنما ينفعه وينجيه العمل الصالح , كقوله تعالى : { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك } والله تعالى أعلم . ‏

شرح النووي الجزء الرابع - ص(176,175)

منقول للفائدة