النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي ال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً....

    قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ *هَاأَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ *إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ *} [آل عمران: 118 ـ 122] :
    قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ}
    الخطاب بمثل هذا:
    أولاً: تصديره بالنداء يدل على أهميته والتنبه له.
    ثانياً: توجيهه إلى المؤمنين له ثلاث فوائد:
    الأولى : الإغراء على الامتثال كأنه يقول: إن كنت مؤمناً فافعل كذا وكذا، إن كنت مؤمناً فلا تفعل كذا وكذا، إن كنت مؤمناً فصدق بالخبر، ففيه توجيه للمؤمنين وإغراء بالامتثال.
    الثانية : أن امتثاله من مقتضيات الإيمان؛ لأنه لا يخاطب الشخص بوصف ثم يوجه إليه حكم متعلق بهذا الوصف إلا كان ذلك دليلاً على أن امتثال هذا الحكم من مقتضيات الإيمان؛ لأنه لا يصح أن توجه لفاسق كلمة تتعلق بالمؤمن.
    الثالثة : أن الإخلال به نقص في الإيمان، إذا وجّه الله الخطاب للمؤمنين فهذا دليل على أن الإخلال به نقص في الإيمان، ثم إنه لا بد أن يكون هناك فائدة عظيمة إذا وجه الله الخطاب للمؤمنين كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إذا سمعت الله يقول:
    {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} فأرعها سمعك يعني استمع إليها، فإما خير تؤمر به، وإما شر تنهى عنه[(27)].
    يقول: {لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} هذا نهي {لاَ} ناهية ولهذا جزمت الفعل فقال: {لاَ تَتَّخِذُوا} والمراد (بالبطانة) القوم المقربون إلى الشخص، مأخوذ من بطانة الثوب؛ لأنها أقرب إلى البدن من ظهارته، فالثوب له بطانة وله ظهارة، البطانة أقرب، فالمعنى: لا تتخذوا قوماً مقربين إليكم تفضون إليهم بالأسرار وتخبرونهم بالأحوال وبما تريدون أن تقوموا به. وقوله تعالى: { {مِنْ دُونِكُمْ} } أي من غيركم كما في قوله تعالى: {{وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ *}} [يس: 74] أي من غيره. المراد بذلك كل من يغايرك في أمر من الأمور، وهذا يختلف، قد يكون في الدين مثلاً، وقد يكون في الدنيا، فإذا كان الأمر يتعلق بالدين فحينئذٍ لا نتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، لا نتخذ المنافقين أولياء من دون المؤمنين لأنهم غيرنا، إذا كان يتعلق بتجارة فلا نتخذ أحداً بطانة يخدعنا في تجارتنا لأنه مغاير لنا في هذا الاتجاه، وهذه في الحقيقة قاعدة موجهة لكل مؤمن، وهي صالحة حتى للكفار مثلاً: لا يتخذ بطانة من دونه أي من غيره ممن يضره اتخاذه بطانة.
    وقوله تعالى: { {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} }:
    هذه أربع جمل { {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} } هذه واحدة { {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} } هذه الثانية { {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} } هذه الثالثة { {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} } هذه الرابعة. هذه الجمل هل هي أوصاف لبطانة يعني بطانة متصفة بهذه الصفات، أو هي جُمل تعليلية للبطانة أي لا تتخذوا بطانة من دونكم فإنهم لا يألونكم خبالاً ويودون ما عنتم... إلخ؟، في هذا احتمالان: يحتمل أن هذه الجمل أوصاف، ويحتمل أنها جمل استئنافية معللة، لبيان التعليل أي لا تتخذوا بطانة من دونكم لأنهم لا يألونكم خبالاً ويودون ما عَنتُم... إلى آخره، وعلى القول الأول يكون معنى الآية: لا تتخذوا بطانة من دونكم على هذا الوصف أي بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً وودّوا ما عنتم... إلى آخره.
    فإن قلنا بأن هذه الجمل أوصاف فإن قوله { {مِنْ دُونِكُمْ} } يعتبر وصفاً خامساً؛ لأن (من دونكم) الجار والمجرور صفة لبطانة، وعليه فيكون نهى الله أن نتخذ بطانة من اتصفوا بهذه الصفات الخمس: أنهم من دوننا، أنهم لا يألوننا خبالاً، يودون ما عنتنا، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.
    قوله: { {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} } «الأُلِيُّ»: بمعنى بذل الجهد، أي: لا يألون جهداً في خبالكم يعني أنهم يبذلون كل جهد في خبالكم، والخبال هو الفساد في الرأي والعقل، ولهذا يقول الناس لرجل فاسد عقله ورأيه: إنه خِبْل، فمعنى لا يألونكم خبالاً أي لا يألون جهداً في خبالكم يبذلون كل جهد لفساد أموركم؛ لأنهم قوم ليسوا منكم وهم بعيدون عنكم، بطانة من دونكم.
    وقوله: { {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} } الود: خالص المحبة أي أنهم يحبون بكل قلوبهم { {مَا عَنِتُّمْ} } أي الذي شقَّ عليكم، ويحتمل أن تكون (ما) مصدرية، أي: ودُّوا عنتكم، والعنت المشقة والشدة كما قال الله تعالى: {{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأََعْنَتَكُمْ}} [البقرة: 220] أي ألحق بكم المشقة، وقال تعالى: {{عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}} [التوبة: 128] أي ما شقَّ عليكم، فالمعنى أن هؤلاء البطانة لا يألون جهداً في إفساد أمورنا، ويودون بكل قلوبهم العنت علينا والإشقاق والإتعاب، العنت الفكري والبدني والمالي، وكل شيء يمكن أن يلحقنا فيه مشقة فهؤلاء يودونه.
    الوصف الثالث: { {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} } بدت: أي ظهرت و{ {مِنْ} } لبيان محل البدو، فهي ابتدائية يعني ظهرت من أفواههم كأنما يريدون أن يكتموا هذه العداوة والبغضاء ولكنها تبدو لا بد أن تفهم من أقوالهم وإن كانوا لا يريدون هذا، ولهذا لم يقل: قد أبدوا البغضاء من أفواههم بل قال تعالى: { {قَدْ بَدَتِ} } وهو دليل أنها جاءت فلتة من أفواههم وإلا فهم يتكتمون في البغضاء من أجل أن يتوصلوا إلى مآربهم في اتخاذهم بطانة، لكن لا بد أن تبدو البغضاء من أفواههم.
    { {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} }، أي أكبر مما يَبدو من أفواههم، أي عندهم من البغضاء في القلوب أكثر بكثير مما تبديه الألسن، هؤلاء القوم المتصفون بهذه الصفات نهانا الله عزّ وجل أن نتخذهم بطانة، والنهي عن اتخاذهم بطانة يستلزم إبعادهم والحذر منهم وأن لا نركن إليهم.
    وقوله تعالى: { {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ} }:
    أي أظهرناها حتى صارت بينة مثل فلق الصبح، والآيات العلامات، وهل المراد العلامات التي وصف بها هؤلاء أو هي أعم فتشمل جميع ما بيَّنه الله لنا؟ الأَوْلَى أن نجعلها عامة، نقول: بيَّن الله لنا العلامات الدالة على الحق وعلى الباطل في هذه المسألة وفي غيرها، وقوله تعالى:
    {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ} } يدل على أن الله تعالى له عناية خاصة في المؤمنين يبين لهم الآيات التي قد تخفى عليهم، بل هي خافية عليهم.
    وقوله تعالى: { {إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} }:
    يعني أنه لا يظهر بياننا للآيات إلا لمن كان له عقل يعقل به نفسه وهواه، أما غير العاقل فإنه لا ينتفع {{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ *وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ *}} [يونس: 96، 97] ويحتمل أن الشرط { {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} } عائد على قوله: { {لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ} } والمعنى على هذا التقدير: إن كنتم تعقلون فلا تتخذوا بطانة من دونكم، أما على الأول فيكون التقدير: إن كنتم تعقلون فقد بيَّنا لكم الآيات فاعقلوها، ومرَّ علينا أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا يتنافيان فالأولى أن تحمل عليهما فيكون من العقل أن لا نتخذهم بطانة، ومن العقل أن نتبين ما بيَّنه الله لنا من الآيات.
    من فوائد قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً}
    ـ تحريم اتخاذ البطانة التي ليست مِنَّا؛ لقوله: { {لاَ تَتَّخِذُوا} } والأصل في النهي التحريم.
    2 ـ أن هذا التحذير ليس خاصًّا بولاة الأمور، بل كل إنسان لا يجوز له أن يتخذ بطانة من دونه حتى الواحد الفرد، بمعنى أنها ليست على طريقه ولا على منهاجه، فلو أن رجلاً مسلماً صَادَقَ كافراً واتخذه بطانة يسرُّ إليه بالأمور لقلنا: إن هذا حرام عليه، ويؤيد ذلك قوله تعالى: {{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ}} إلى قوله: {{تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ}} [الممتحنة: 1] .
    3 ـ أن تجنب البطانة السيئة من مقتضيات الإيمان؛ لأن الخطاب وُجِّه إلى المؤمنين.
    4 ـ أن اتخاذ بطانة السوء من نواقص الإيمان بناءً على القاعدة التي أصَّلنها فيما سبق وهي: أن ما كان الإيمان مقتضياً له فإن فواته يكون نقصاً في الإيمان، ولكن هل يكون من نواقض الإيمان؟ ربما يكون، لو اتخذ هذه البطانة فيما يخرج من الإسلام.
    5 ـ أن الذين من دوننا لا يألوننا خبالاً، وهذا بناء على أن الجملة استئنافية للتعليل، وقد مرَّ بنا في التفسير أن من العلماء من قال: إنها صفة لما قبلها، وأن الذين من دوننا إذا كانوا لا يألوننا خبالاً فلا بأس أن نتخذهم بطانة، ولكن الظاهر الأول، أن الجملة استئنافية للتعليل يعني أن الذين من دوننا لا يألوننا خبالاً. ولنضرب لذلك مثلاً بالمؤمنين يتخذون البطانة من الكافرين، فإن الكفار لا شك أنهم لا يقصرون في طلب الخبال لنا. يذكر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل إليه أبو موسى رضي الله عنه يريد منه أن يولي كاتباً نصرانياً على بيت المال لأنه ـ أي هذا الكاتب النصراني ـ كان جيداً في الحساب، فكتب إليه عمر أن لا تفعل وأمره بعزله، فأعاد عليه مرة ثانية يطلب منه أن يبقيه كاتباً، فكتب إليه عمر (مات النصراني والسلام) المعنى إذا مات هل معناه أن يتعطل بيت المال أو حساب بيت المال، أي قدِّر أنه مات. أما أن نأتمنه على بيت مال المسلمين وقد خان الله ورسوله فلا يمكن. وبه نعرف أنه لا يجوز أن يولى أعداؤنا من الكفار أو غير الكفار أسرار أمورنا؛ لأننا إذا ولّيناهم أسرار أمورنا فقد اتخذناهم بطانة.
    6 ـ بيان عناية الله تعالى بعباده المؤمنين حيث حذَّرهم إلى أمور قد تخفى عليهم وذلك باتخاذ البطانات السيئة.
    7 ـ أن أعداءنا يودون لنا ما يشق علينا؛ لقوله: { {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} }
    وهنا سؤال: هل يودون ما يشق علينا في الدنيا أو الدين؟
    الجواب : يشمل الأمرين فيودون ما يدمِّر جيوشنا، ويودون ما يدمِّر اقتصادنا، ويودون ما يدمِّر معارفنا، ويودون ما يدمر ديننا. والظاهر عندي ـ والله أعلم ـ أن أهم شيء لديهم هو تدمير الدين؛ لأنهم يعلمون أن ديننا إذا قوي صار فيه تدمير لهم، لكن اقتصادنا إذا قوي لا يكون فيه تدمير لهم؛ لأنهم هم أقوى منا اقتصاداً وأقوى منا جيوشاً، وأقوى منا عدة في الوقت الحاضر، لكن الدين هو الذي يدمرهم؛ ولذلك نقول: إن كل ما يشق علينا في أمر الدين والدنيا يتطلبونه، يريدون أن يضايقونا في الدين بقدر ما يستطيعون، يودون أن يضايقونا في الاقتصاد بقدر ما يستطيعون، يودون أن يضايقونا في السلاح بقدر ما يستطيعون، يرسلون لنا من الأسلحة ما عفا عليها الزمن، من الأسلحة التي زالت منفعتها في الوقت الحاضر، وصارت بالنسبة لأسلحة الوقت الحاضر كالسكين أو الهراوة بالنسبة للأسلحة، يعني ليس فيها فائدة، هم يريدون أن يكملوا اقتصادهم وأن يشغلوا مصانعهم ولا يهمهم أن ننتفع.
    8 ـ أن أعداءنا إذا تأمل الإنسان أحوالهم وجد من أفواههم ريح البغضاء؛ لقوله:
    {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} بما يتكلمون به، وربما تبدو البغضاء من أفعالهم أحياناً بالمضايقة، فهم أحياناً يبدونها من أفواههم، وأحياناً من أفعالهم بالتهديد الفعلي لا القولي ونحو ذلك.
    9 ـ أن ما في قلوب الأعداء من العداوة والبغضاء والحقد والحنق أكثر مما يبدو، وهذا أمر لا يطلع عليه إلا الله وهو الذي أخبرنا بذلك، { {وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} } أكبر مما تبديه أفواههم.
    10 ـ بيان أن الأوصاف الذاتية أو الفعلية تتفاضل؛ لقوله (أكبر) وهو قد تكلم عن البغضاء، والبغضاء وصف في القلب ذاتي لا يمكن للإنسان أن يعرفه إلا بآثاره، فهنا بيَّن أن البغضاء متفاوتة وكذلك المحبة متفاوتة، ولا شك في المحبة أنها متفاوتة لأنها جاءت في القرآن والسنة {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ} إلى قوله: {{إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}} [التوبة: 24] ، وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» [(36)]. والبغضاء أيضاً تتفاوت بعضها أعظم من بعض.
    11 ـ مِنَّة الله تعالى علينا ببيان آياته؛ لقوله: { {قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ} } والآيات التي بيَّنها الله قسمان: آيات كونية وآيات شرعية، وبيانه لها إمّا بالمشاهدات الحسية وإما بالتأملات العقلية، فالآيات الشرعية تكون بالتأملات العقلية، والآيات الكونية تكون بالمشاهدات الحسية التي قد تكون طريقاً إلى التأملات العقلية أيضاً.
    12 ـ أنه كلما كان الإنسان أشد عقلاً أو أقوى عقلاً كان أفهم لآيات الله، تؤخذ من قوله تعالى:{قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} أي أنه كلما كان الإنسان أعقل كانت الآيات له أبين وأظهر.
    المصدر تفسير ابن عثيمين-رحمه الله-
    نسقه في ملف وراد اخوكم أبو عبد المصور مصطفى الجزائري

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  2. #2

    افتراضي رد: ال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً....

    جزاك الله خيراً

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي رد: ال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً....

    وإياك اخي
    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
    ((مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، ولا استَخْلَفَ مِن خَليفةٍ، إلا كانَتْ لَهُ بِطَانَتانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمعْرُوفِ، وَتَحُضُّهُ عليه، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عليه، والمَعْصُومُ مَنْ عَصمَ اللهُ))

    [أخرجه البخاري والنسائي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة]


    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الأقسام الثلاثة في قوله تعالى {الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا..} كلهم مسلمون
    بواسطة أم مصطفى عبد الفتاح المصرية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-Dec-2018, 10:24 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-Nov-2017, 12:22 PM
  3. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا) [تفسير السعدي]
    بواسطة أم عمير السنية السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Dec-2014, 04:30 PM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-Aug-2014, 02:05 AM
  5. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-Apr-2012, 10:32 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •