بسم الله الرحمن الرحيم

قال العلامة الشيخ محمد بن هادي المدخلي وفقه الله تعالى والمسلمين خلال شرحه لمتن الورقات للجويني الدرس الثاني :

..واللائق وهو الذي عليه أكثر العلماء فإنهم يبدءون بالبسملة ثم يردفونها بالحمدلة إقتداءً أيضاً بكتاب الله العزيز وموافقة له فإنه (سبحانه وتعالى) ذكر الحمد بعد البسملة في سورة الفاتحة (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين) ويدل عليه أيضاً الحديث المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي رواه أبو هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أو بالحمد لله فهو أقطع) ،
وهذا الحديث الذي يترجح عندي أنه حديث حسن وأنا تتبعت طرقه فوجدت أن الحق مع من حسنه والذين حسنوه هم أئمة كبار من أئمة الحديث وعلمائه فالذي يثبت عندي أن الحديث الذي فيه: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله أو بالحمد لله فهو أقطع) ، أو اللفظ الثاني: (كل كلام ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد فهو أقطع) أو اللفظ الثالث: (كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجزم) ، هذا الحديث حديث حسن وممن صححه الحافظ ابن كثير والحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر وابن ملقن وغيرهم كثير وقال شيخنا (رحمه الله) كما في فتاويه في قسم الحديث الشيخ عبد العزيز (رحمة الله عليهم جميعاً) قال: هذا الحديث اختلف فيه فبعض أهل العلم يحسنه وبعضهم يضعفه والأقرب أنه لا ينزل عن رتبة الحسن هذا موجود في فتاوى شيخنا (رحمه الله) وهذا الذي يترجح عندي بل هو قال أنه من باب الحسن لغيره ، قال الأقرب أنه لا ينزل عن رتبة الحسن لغيره وهذا الذي يترجح عندي أن هذا الحديث حديث حسن.
وقد جمع أخونا فضيلة الدكتور عبدالغفور البلوشي في المدينة النبوية في الجامعة الإسلامية وهو الآن باحث في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف جمع فيه جزءاً ودرسه دراسة جيدةً أظن أن اسمه: (تحقيق المقال في جمع طرق حديث كل أمر ذي بال) وقد جمع هذا الحديث من جميع طرقه وبين الالفاظ التي تثبت والالفاظ التي لا تثبت وقوله (صلى الله عليه وسلم): (كل امر ذي بال او كل كلام ذي بال) اي ذي حال يهتم به فيها فهو اقطع يعني ذاهب البركة ومثله ايضاً الجزم بالجيم والزاي اي مقطوع البركة ولهذا جرت سنة العلماء (رحمهم الله تعالى) على ابتداء المصنفات والكتب بالبسملة ثم بعد ذلك بالحمدلة.