النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    1,205

    افتراضي تحقيق التوحيد كاف للخلاص من جنهم كما أن الشرك كاف للخلود في النار

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا الواحد الأحد الفرد الصمد الذي أعلى كلمة التوحيد وأثقل وزنها فلا يرجحها شيء ، وجعلها الكافية للنجاة من النار وجعل عدم تحقيقها بمضمونها السبب الوحيد لدخول النار ، وأصلي وأسلم على سيد الأبرار وآله وصحبه الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى دار القرار حيث يظهر ويتميز المتقين من الفجار .
    أما بعد :
    لما كان رأس أعمال أهل النار الشرك بالله تعالى حتى لو لم يعملوا شرا قط ، بل لو عملوا كل خير غير التوحيد كانوا من أهل النار فمن مات على الشرك فهو في النار قطعا لاشك ولا شبهة في ذلك ولو أتى بالعبادة ليلا ونهارا وبالصدقة سرا وجهارا كطواغيت أهل الكتاب والمجوس والهند ومن كان مثلهم تماما في ذلك ..
    فلما كان الشرك وحده كافيا لدخولهم وخلودهم في النار؛ كان التوحيد وحده كافيا لتخليصهم من النار ، ونجاتهم منها حتى لو لم يعملوا خيرا قط ، جاء عن المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ففي مسند الإمام أحمد( 8040 ) قال : حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا احْتُضِرَ قَالَ لِأَهْلِهِ: انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ أَنْ يُحْرِقُوهُ حَتَّى يَدَعُوهُ حُمَمًا، ثُمَّ اطْحَنُوهُ، ثُمَّ اذْرُوهُ فِي يَوْمٍ راحٍ . فَلَمَّا مَاتَ فَعَلُوا ذَلِكَ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ مِنْ مَخَافَتِكَ. قَالَ: فَغُفِرَ لَهُ بِهَا، وَلَمْ يَعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ )) وهذا إسناد متصل صحيح على شرط مسلم .
    ويؤكده ما في المسند (3785 )عَنْ عَبْدِ اللهِ( بن مسعود – رضي الله عنه ) : أَنَّ رَجُلًا لَمْ يَعْمَلْ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا قَطُّ إِلَّا التَّوْحِيدَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، قَالَ لِأَهْلِهِ: إِذَا أَنَا مِتُّ، فَخُذُونِي وَاحْرُقُونِي، حَتَّى تَدَعُونِي حُمَمَةً، ثُمَّ اطْحَنُونِي، ثُمَّ اذْرُونِي فِي الْبَحْرِ، فِي يَوْمٍ رَاحٍ، قَالَ: فَفَعَلُوا بِهِ ذَلِكَ، قَالَ: فَإِذَا هُوَ فِي قَبْضَةِ اللهِ، قَالَ: فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ، قَالَ: فَغَفَرَ اللهُ لَهُ )) (1).
    وكَانَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يَقُولُ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ فَاقْرَءُوا هَذِهِ الْآيَةَ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ الْآيَةَ} فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ:: «شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ، فَلَمْ يَبْقَ إِلَّا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ» قَالَ: فَيَقْبِضُ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيَخْرُجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ، قَدْ صَارُوا حُمَمًا، فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرٍ مِنْ أَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُسَمَّى نَهَرَ الْحَيَاةِ، فَيَخْرُجُونَ مِنْ جِيَفِهِمْ كَمَا تَخْرُجُ الْحَبَّةُ مِنْ حَمِيلِ السَّيْلِ...))(2).
    وذلك أن كلمة التوحيد لا يعدلها شيء ، أخرج النسائي في السنن الكبرى( 10602) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا، قَالَ: قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئًا تَخُصَّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى، لَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالْأَرَضِينَ السَّبْعَ فِي كَفَّةٍ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فِي كَفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ " (3).
    ويؤكده حديث صاحب البطاقة عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ سيُخلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رؤوس الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًا كُلُّ سِجِلٍّ مَدُّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: أَتُنْكِرُ شَيْئًا مِنْ هَذَا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ أَوْ حَسَنَةٌ؟ فيُبهت الرَّجُلُ وَيَقُولُ: لَا يارب فَيَقُولُ: بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فيُخرج لَهُ بِطَاقَةً فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ فيقول: يارب مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تُظْلَم قَالَ: فتُوضع السِّجِلَّاتُ فِي كفةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كفةٍ فَطَاشَتَ السِّجِلَّاتُ وثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ قَالَ: فَلَا يَثْقُلُ اسْمَ اللَّهِ شَيْءٌ)(4).
    قال الحافظ ابن رجب َ بعد أن أخرج حديث أبي سعيد الخذري من طريق عبدالله بن عمرو بن العاص في كتابه كلمة الإخلاص (58) قال كَذَلِكَ تُرجح بصحائف الذُّنُوب كَمَا فِي حَدِيث السجلات.وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب بعد ذكره لأثر موسى عليه السلام فيه من المسائل: التاسعة: التنبيه لرجحانها بجميع المخلوقات، مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه.انتهى كلامه .
    فإن حققها ومضمونها أي( أركانها وشروطها وانتفت نواقضها عنه ) فهي تغني عن العمل للخلاص من النار ودخول الجنة ، ويؤكده حديث الذي كان يقرض الناس ويتجاوز عنهم أو أنه كان يتسامح معهم في البيع ، وحديث الذي أوصى بنيه بأن يحرقوه ، ففيهما أنهما لم يعملا خيرا قط إلا التوحيد ، وحديث آخر رجل يخرج من النار ففيه يقر على نفسه أنه ما عمل خيرا قط إلا أنه كان يرجو مغفرة ربه .
    فكيف جعلتم العمل أعظم من التوحيد وأن الموحد لا ينفعه ذلك إذا مات حتى يعمل فجعلتم العمل شرط لصحة توحيده حتى يخرج من النار ويدخل الجنة وهذا عين معتقد الخوارج المارقة مع أن التوحيد أعظم وأفضل الأعمال باتفاق جميع أهل العلم ممن يعتد بقولهم .
    ثم إن المسألة التي يدندن حولها كثيرا الحدادية وممن نحى نحوهم وهي جنس العمل وأنه من آمن وترك العمل بالكلية ولم يعمل خيرا قط مع قدرته وعدم عجزه وتمكنه من العمل بشيء من الأعمال القلبية أو أعمال الجوارح ، طوال حياته وهو صحيح شحيح عاقل لبيب ، يقال لهم هذه مسألة خيالية غير واقعة إلا في تصوركم ،اللهم إلا في آخر الزمان في الذين لا يدرون ما صلاة ، وما زكاة وما صيام وإنما يقولون أدركنا أبائنا على هذه الكلمة فنحن نقولها ولذلك قال حذيفة لزهر تنفعهم يوما من دهرهم ، أما من عمره الله عمرا يتذكر فيه وهو يسمع النصائح ويُدعى إلى العمل ويوعظ ويرغب فيه ويحذر من تركه ومغبة عاقبته وعقابه ثم لا يعمل طول دهره خيرا قط فهذا لا خير في إسلامه (5) فقد قامت عليه الحجة .
    وأهل السنة يتمسكون بألفاظ الكتاب والسنة ويحملونها على ظاهرها ما لم يكن هناك دليل صريح يصرفها عن الظاهر إلى معنى آخر، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج من النار من كان في قلبه مثقال من خردل إيمان ، مثقال درة من إيمان ، وأن الله يخرج قوما منها لم يعملوا خيرا قط وهم يقولون لا يخرج حتى يكون قد عمل من أعمال القلب والجوارح وإلا كفر ولا يخلد في النار سبحان الله أليس هذا هو قول الخوارج .
    ----------------
    الهوامش :1 - صحيح لغيره، وهذا إسناد حسن من أجلِ عاصم، وهو ابن أبي النجود، وبقية رجاله ثقات رجال الصحيح. والحديث وإن كان موقوفاً له حكم الرفع. والحديث أصله في البخاري ( 3478-7506)ولكن دون لفظة (( إلا التوحيد )).
    2 - مسند أبي داود الطيالسي( 2293)ومسلم (183).
    3 - وهو في عمل اليوم والليلة له( 834- 1141) وابن ماجة في سننه وابن حبان في صحيحه والطبراني في الدعاء (1480)والحاكم(1936) وقال : «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ» والبيهقي في الأسماء والصفات (185) وابن عبد البرّ في التمهيد: (6/ 53)والحافظ في فتح الباري (208/11)قال أبو نعيم في الحلية (8/327) غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَمْرٍو لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إِلَّا ابْنُ وَهْبٍ قال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/82) رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ وُثِّقُوا، وَفِيهِمْ ضَعْفٌ وضعفه الألباني في كتابه تحقيق كلمة الإخلاص لابن رجب (58).
    4- قال الألباني صحيح أخرجه ابن ماجه (2/1437 رقم 4300) ، والحاكم (1/710، رقم 1937) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: الترمذى (5/24، رقم 2639) وقال: حسن غريب.
    , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان( 225)و ((التعليق الرغيب)) (240 ـ 241).والصحيحة (135).

    5- كما جاء في حديث وفد ثقيف قَالَ لهم النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:<<
    لاَ خَيْرَ فِي دِينٍ لاَ رُكُوعَ فِيهِ>>.لما طلبوا منه أن يصلوا.أخرجه أحمد(4/218) (18074 و18075و18076) وأبو داود(3026)وابن خزيمة (1328).ضعفه الشيخ الألباني في الدفاع عن الحديث النبوي .

  2. #2

    افتراضي رد: تحقيق التوحيد كاف للخلاص من جنهم كما أن الشرك كاف للخلود في النار

    جزاك الله خيرا شيخنا يوسف لعويسي


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سبيل تحقيق التوحيد
    بواسطة عبد العليم عثماني الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-Mar-2017, 09:30 PM
  2. الفوزان: لا أحد يأمن على نفسه من الشرك
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-Apr-2013, 02:56 PM
  3. اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد
    بواسطة أم هاجر السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-Apr-2013, 11:15 PM
  4. فائدة في تحقيق التوحيد
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-Jan-2011, 06:24 PM
  5. تحقيق التوحيد
    بواسطة أم ريان السلفية في المنتدى مـنــبر الأســـرة المـــســلـــمـــة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-Feb-2010, 08:54 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •