السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فهذا مقتطف
من خطبة للعلامة العثيمين رحمه الله بعنوان : أمثلة من العبادات أسأل الله به النفع لنا ولكم في الدنيا والآخرة


أيها المسلمون وإذا نظرتم إلى هذا الدين الكامل الذي قال الله فيه مخاطباً إياكم (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً)(المائدة: من الآية3) إذا نظرتم إلى هذا الدين وإلى ما يشتمل عليه من العبادات والمعاملات والأخلاق وجدتم أنه دين اليسر والصلاح والهداية والفلاح انظروا إلى العبادات التي كلفتم بها تجدوها صلاحاً للقلب والروح والبدن والمجتمع والأفراد .

انظروا إلى الأصل الأول الأصل الكبير وهو توحيد الله عز وجل بأن يكون الإنسان عبداً لله حقاً متحرراً من عبودية ما سواه متحرراً من عبودية الشيطان والهوى يأتمر بأمر الله وينتهي عما نهى الله عنه ويحب ربه ويعظمه حق تعظيمه لا يجعل لله شريكاً في الحب ولا شريكاً في التعظيم ولا شريكاً في الطاعة يقدم محبة الله على كل شئ ويقدم تعظيم الله على تعظيم أي إنسان ويقدم طاعة الله على كل طاعة ويصدق خبر الله على كل خبر يقول بكل قلبه وبملئ فمه رب العباد إليه الوجه والعمل يعتقد أنه سبحانه هو الخالق وحده وهو المدبر لجميع الأمور وحده فيتوجه إليه بحاجاته إذا سأل سأل الله وإذا استعان استعان بالله وإن استعاذ فبالله وإن عمل فلله وبهذا يتحرر التحرر النافع التحرر من رفقة الهوى ومن رفقة الشيطان التحرر من عبوديته لغير ربه وخالقه .

أيها المسلمون وإذا نظرتم إلى الطرف الثاني من هذا الأصل وهو شهادة أن محمداً رسول الله أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي محمداً صلى الله عليه وسلم هو رسول الله حقاً فيصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به لأنه صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق ويقدم هديه على كل هدي وشريعته على كل شريعة ونظام ويعتقد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الإمام المتبع الذي لا يجوز أن يعدل به الإنسان أي إنسان من البشر من حيث المحبة والإنقياد له والاتباع لهديه (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36) .

أيها المسلمون متى حقق العبد هذا الأصل بطرفيه استنار قلبه بالإيمان وانشرح صدره للإسلام وصارت الطاعة نعيم قلبه والمعصية أبغض شئ إليه .