الفوائد المستخرجة من محاضرة : (التحذير من داعش وبيان حقيقة الخلافة الإسلامية المزعومة)
الْحَمْدُ للهِ وَحْدَهُ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ ، أَمَّا بَعْدُ :
فقد وفقني الله - تبارك وتعالى - لحضور لقاء : (التحذير من داعش وبيان حقيقة الخلافة الإسلامية المزعومة) ، الذي عُقِدَ أمس الأحد (2/1/1436هـ) ، للمشايخ : حسن بن عبد الوهاب البنا ، وأبي عبد الأعلى خالد بن عثمان ، وتامر بن هادي - حفظ الله الجميع - ، وقد دوَّنتُ جملةً من الفوائد القيمة التي كانت في هذا اللقاء الطيب ، وإليكم هذه الفوائد المستخرجة - والله الموفق - :
(1) فوائد من كلمة شيخنا العلامة حسن بن عبد الوهاب البنا - حفظه الله - :
1- قال الشيخ حسن وهو يتكلم عن الفرق الثنتين والسبعين والنصيحة لجميع المسلمين : كن رفيقًا ؛ ولا تجاريهم في بدعهم وعامِّيَتِهم .
2- ذكر الشيخ حديث : يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين .
3- ذكر الشيخ قول الله - تعالى - : ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾ ، وعلَّقَ بقوله : ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾ ؛ إن مات على التوحيد دخل الجنة ، ﴿وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ﴾ ؛ أفلح إن صدق ، ﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾ ؛ اجْتَهِد ﴿لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا﴾ .
4- قال الشيخ حسن : العلم إن بحثتَ عنه ؛ هتلاقِيه .
5- وقال : كل الرسل جاءوا بالتوحيد وإن اختلفت الشرائع .
6- وقال : الخوارج ليس لهم كبير .
7- استنكر الشيخ حسن قول بعض الناس : ده بيصلي وبيصوم ؛ إذا قلتَ : فلان عنده بدع يا أخي ، وذكر عن الخوارج أنهم يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم .. ويمرقون من الدين ..
8- ذكر الشيخ حسن أن سبب ضلال الخوارج هو التقليد الأعمى للأشياء ، وحثَّ على ترك كل الرواسب التي عند الفرق الثنين والسبعين ؛ كرواسب الطرق الصوفية .
9- قال الشيخ حسن : أنا بَتَّبِع النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الشيخ ، عشان بِيْوَصَّلْنِي للحق عن طريق الأدلة .
10- وقال الشيخ : ما سمعنا في الإسلام ثورات ، إنما سمعنا الثورة الفرنسية والثورة الشيوعية .
11- تكلم الشيخ حسن على بعض الفرق الثنتين والسبعين ، فقال عن المعتزلة : الذين يغلِّبون العقل على النقل ، وقال عن المرجئة يقولون : ربك رب قلوب ، استدرك الشيخ أبو عبد الأعلى قائلا : يخرجون العمل من مسمَّى الإيمان .
12- قال الشيخ : الفِرَق مش كفَّار ، مع أن عندهم حاجات تكاد تخرجهم من الدين .
13- قال الشيخ : الخوارج أخطر فرقة .
14- ذكر الشيخ حديث ذي الخويصرة الذي قال يا محمد اعدل وكان كَثَّ اللحية .
15- قال الشيخ عن حديث لأقتلنهم قتل عاد : أي : قتلًا عامًّا مُستَأصَلًا .
16- وقال عن الخوارج : قومٌ يُحسنون القيل ويسيئون الفعل ... يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه في شيء .
17- قال الشيخ حسن وهو يتكلم عن أوضاع البلاد الإسلامية التي ولجتها الفتن : الفرق مُمَوَّلة من الكفار بطريق غير مباشر ، وذكر أن أحد الإخوة السلفيين ببريطانيا أوقفته الشرطة ليساعدهم في القبض على الخوارج ، فاستدرك عليه بأنهم أنفسهم يؤون الخوارج من كافة البلاد .
18- ذكر الشيخ حديث : لَمَّا أُتِيَ بِرُءُوسِ الْأَزَارِقَةِ ؛ فَنُصِبَتْ عَلَى دَرَجِ دِمَشْقَ ، جَاءَ أَبُو أُمَامَةَ فَلَمَّا رَآهُمْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ ، فَقَالَ : «كِلَابُ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ هَؤُلَاءِ شَرُّ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ ، وَخَيْرُ قَتْلَى قُتِلُوا تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ الَّذِينَ قَتَلَهُمْ هَؤُلَاءِ» ، قَالَ فَقُلْتُ : «فَمَا شَأْنُكَ دَمَعَتْ عَيْنَاك» ، قَالَ : «رَحْمَةً لَهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ» .
19- قال الشيخ : الخوارج قلوبهم قاسية ، ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً﴾ إذا قاموا عليه .

(2) فوائد من كلمة شيخنا الفاضل أبي عبد الأعلى خالد بن عثمان - أثابه الله - الأولى :
1- قال الشيخ خالد عن الخوارج : يكفرون المسلمين ويستحلون دمائهم ... شرُّ الناس ؛ كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : «شر الخلق والخليقة» .
2- وقال : الخوارج انقسموا إلى فرق في داخل أنفسهم ، أكبر فرقة من فرق الخوارج في زماننا هم حزبُ الإخوان المسلمين (وهم القطبية) ، تفرَّع عن القطبية عدة أحزاب وفرق مثل : التكفير والهجرة ، التوقف والتبين ، تنظيم الجهاد .
3- وقال : الإخوان المسلمون يتسمون في كل بلد بمسمى ... اشتهروا في فلسطين بحماس ، وقد اعترفوا بذلك ؛ فحماس أيضًا من الفرق الخارجية .
4- قال الشيخ خالد : الذين يفرِّقون بين حسن البنا وسيد قطب أخطأوا في هذا ، فإن حسن البنا وسيد قطب واحد في الغلو في التكفير واستحلال الدماء ، ثم ذكر الشيخ مقال العلامة أحمد شاكر - رحمه الله - الذي بعنوان : (الإيمان قيد الفتك) ، وكذا كلام العلامة محمد بن عبد الوهاب البنا - رحمه الله - وهو شقيق العلامة حسن بن عبد الوهاب البنا - حفظه الله - في مقدمته على كتابه التفجيرات من منهج الخوارج .
5- قال الشيخ عن مصطلح تنظيم داعش غير الشرعي : داعش اختصار للدولة الإسلامية في الشام والعراق على طريقة الكفار .
6- وقال عن داعش : فرقةٌ من فرق الخوارج ، ولا يجوزُ أن تُنسبَ إلى منهج السلف بحالٍ من الأحوال ، وإن تكلموا بكلامٍ يُشبِهُ منهجَ السلفَ ، بل هم ضِدُّ منهج السلف .
7-قال الشيخ : إسلام البحيري - عامله الله بما يستحق - ، هذا الرجل يريدُ أن ينسب هذا التنظيم الخارجي إلى منهج السلف ، ويقول بأنه خرج من تحت عباءة شيخ الإسلام ابن تيمية ، فنقول : كذبتَ ؛ هؤلاء خوارج .
8- وقال الشيخ خالد عن تنظيم أنصار بيت المقدس : الذراع الأيمن لداعش في مصر .
9- وقال : حماس من أكبر الموالين لليهود بطريق مباشر أو غير مباشر .
10- وقال عن حديث شر قتلى : شرٌّ على المسلمين من غيرهم ، كانوا مجتهدين في قتل كل مسلم لا يوافقهم ، يفعلون ذلك تديُّنًا ويتقربون بذلك إلى الله .
11- قال الشيخ : قتال الخوارج أولى من قتال المشركين ؛ لأنهم إن قَوَتْ شوكتُهم ؛ فإنهم يُهْدِرُون قوة المسلمين ، ويجعلونهم نُهْبَةً للمشركين .
12- وقال عن حديث شر قتلى كما قال شيخنا حسن : أي قتال الاستئصال ... ليس قتل الخوارج فقط لأهم يقتلون المسلمين ، وإنما حتى تكسر شوكتهم ، وذكر الشيخ كلامًا لشيخ الإسلام في الصارم المسلول وآخر لابن قدامة في المغني ... أوْجَبَ قتالههم مروقهم من الدين حتى غَلَوْ فيه ، هذا كلامٌ نفيسٌ من درر شيخ الإسلام ابن تيمية .

(3) فوائد من كلمة شيخنا الفاضل تامر بن هادي - جزاه الله خيرا - :
1- دعاء الشيخ تامر في مقدمة كلمته للشيخين : حسن وخالد .
2- قال الشيخ تامر : أعظم ما تَتَّسِمُ به هذه الفرقة (الخوارج) ، التكفير بالذنوب ، وذكر الشيخ أن ذلك حسب هواهم حيث أنهم جعلوا ما أجمع عليه العلماء من الدين من موجبات تكفيرهم ، من ذلك : كلام اللالكائي في الإجماع على السمع والطاعة للحكام .
3- ردَّ الشيخ تامر على الخوارج في استدلالهم بحديث عائشة : «يبعثون على نياتهم» ، على قتل الرجل والمرأة والصغير والكبير في تفجيراتهم بقوله : والجواب : من أراد الله إهلاكهم بهلاك عاك (معنى الحديث) .
4- قال الشيخ : إسلام البحيري هذا الخبيث الجاهل المارق يقول أن داعش صنعة كتب أهل الإسلام من القرن الثاني ، وذكر الشيخ أنه يلزمُ من ذلك أن يكون البخاري ومالك والأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهم أهل إرهاب ، مما يؤدي إلى أنه لا يسلم لنا من علماء المسلمين أحد .
5- وقال عن العلماء الربانيين : يمنعون الشباب من الوصول إلى هذه التنظيمات بسلطان الحجة والبيان .
6- أوضح الشيخ أن من سمات الخوارج : أنهم لا يحتجون بالكتاب والسنة لأجل ذلك لا تجدُ في صفوفهم العلماء ، وأنهم يتبعون أهواءهم ، وذكر كلامًا لسيد قطب في تكفير المجتمعات .

(4) فوائد من كلمة شيخنا الفاضل أبي عبد الأعلى خالد بن عثمان - أثابه الله - الثانية :
1- أثنى الشيخ خالد على الشيخ تامر من حيث كلمته وعلمه .
2- ذكر الشيخ خالد نُبْذَة مختصرة عن فرقة اليزيدية التي تقاتلها داعش ، وهي فرقة غير فرقة الشيعة الزيدية ، وقد نشأت اليزيدية (132هـ) بعد بني أمية ، وصل بهم الحال إلى تقديس يزيد بن معاوية وإبليس الذي يطلقون عليه طاووس مَلَك ، تسمَّى الطائفة العدوية أو اليزيدية نسبة إلى عدي بن مسافر ، وهي فرقة مارقة من الدين ، ليسوا من المسلمين.
3- قال الشيخ : قتال الدواعش لليزيدية ليس قتالًا شرعيًّا ، وإنما هي وسيلةٌ لخداع السُّذَّج والترويج لأنفسهم بأنهم لا يقتلون المسلمين .
4- وقال الشيخ عن الدواعش : هم حوارج لم يسلكوا مسلك التمكين في الأرض ولا الجهاد ، وذكر الشيخ حديث بريدة في الدعوة قبل القتال .
5- أطال الشيخ الكلام على شرط أن يكون الخليفة قُرَشِيًّا ، وذكر كلامًا من كتاب (محجة القرب إلى محبة العرب) للعراقي .
6- قال الشيخ وهو يتكلم على حديث ثم تكون خلافة على منهاج النبوة : ملكًا عاضًّا : الذي هو التوارث يتولى بالوراثة ، كما جاء في بني أمية وبني العباس ، ملكًا جبريًّا : هذا الذي نعيشه في زماننا ، ثم ذكر الشيخ : أن الخلافة على منهاج النبوة هذه تكون للمهدي ، فهل زعيم الدواعش هو المهدي ؟
7- وقال عن داعش : ليست خلافة على منهاج النبوة ، بل على منهاج الخوارج .
8- ذكر الشيخ حديث عند أحمد في المسند بسند صحيح : " لَا يَلْبَثُ الْجَوْرُ بَعْدِي إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى يَطْلُعَ ، فَكُلَّمَا طَلَعَ مِنَ الْجَوْرِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنَ الْعَدْلِ مِثْلُهُ ، حَتَّى يُولَدَ فِي الْجَوْرِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ ، ثُمَّ يَأْتِي اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِالْعَدْلِ ، فَكُلَّمَا جَاءَ مِنَ الْعَدْلِ شَيْءٌ ذَهَبَ مِنَ الْجَوْرِ مِثْلُهُ ، حَتَّى يُولَدَ فِي الْعَدْلِ مَنْ لَا يَعْرِفُ غَيْرَهُ " .
9- تكلم الشيخ على مصير الخوارج ، فقال : أخرج ابن سعد في الطبقات بسند صحيح سُلَيْمَان بن عَليٍّ الرَّبَعيُّ، قال: " لَمَّا كَانَتْ فِتْنَةُ ابْنِ الأَشْعَثِ ـ إِذْ قَاتَلَ الحَجَّاجَ بنَ يُوسُفَ ـ انْطَلَقَ عُقْبَةُ بنُ عَبْدِ الغَافِرِ، وأَبُو الجَوْزَاءِ، وعَبْدُ اللهِ بنُ غَالِبٍ في نَفَرٍ مِنْ نُظَرَائِهِمْ، فدَخَلُوا عَلَى الحَسَنِ «أي البصري»، فَقَالُوا: يَا أَبَا سَعِيدٍ؛ مَا تَقُولُ في قِتَالِ هَذَا الطَّاغيَةِ الَّذِي سَفَكَ الدَّمَ الحَرَامَ، وأَخَذَ المَالَ الحَرَامَ، وتَرَكَ الصَّلاةَ، وفعَلَ مَا فَعَلَ؟ وذَكَرُوا مِنْ أَفْعَالِ الحَجَّاجِ؛ فقَالَ الحَسَنُ: أَرَى أَنْ لا تُقَاتِلُوهُ؛ فَإِنَّهَا إِنْ تَكُنْ عُقُوبَةً منَ اللهِ فَمَا أَنْتُمْ بِرَادِّي عُقُوبَة اللهِ بأَسْيَافِكُمْ، وَإِنْ يَكُنْ بَلاء فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ، قَالَ: فَخَرَجُوا مِنْ عِنْدَهُ يَقُولُونَ: نُطِيعُ هَذَا العِلْجَ، ونَحْنُ قَوْمٌ عَرَبٌ؛ قَالَ: فَخَرَجُوا مَعَ ابْنِ الأَشْعَثِ فَقُتِلُوا جَمِيعًا ..
قَالَ سُلَيْمَانُ: «فَأَخْبَرَنِي مُرَّةُ بنُ ذِيَابٍ أبُو المُعَذَّلِ قال: أتَيْتُ عَلَى عُقْبَةَ بنِ عَبْدِ الغَافِرِ وهُو صَرِيعٌ في الخَنْدَقِ، فقالَ: يَا أَبَا المُعَذَّلِ لا دُنْيَا ولا آخِرَةَ " .
10- قال الشيخ عن تنظيم أنصار بيت المقدس : قائم على الخوارج ، يُعَدُّ امتدادًا لتنظيم داعش في مصر ، يقول خطيبهم أبو محمد العدناني في البند الأول من عقيدتهم : عقيدتُنا هي عقيدة أهل السنة والجماعة إجمالًا وتفصيلًا ومنها : إفراد الله بالحكم والتشريع ... فاستدرك الشيخ حسن قائلا : إفراد الله بالعبادة ، فقال الشيخ خالد : هذه كلمة حق يراد بها باطل ، قَصَرُوا التوحيد على هذه الحاكمية المزعومة ، ولا يوجد مسلم ينازع في أن الحكم لله ولكنه داخل في التوحيد .
11- وقال : قال محمد قطب صراحة في كتابه (جاهلية القرن العشرين) : لا إله إلا الله ؛ لا حاكم إلا الله .
12- وقال عن أنصار بيت المقدس : ليسوا من أهل السنة ، يُلَبِّسُون في موقعهم أنهم من أهل السنة ... نسأل الله أن يطهِّر البلاد منهم . انتهى
كتبه / أبو همام أحمد إيهاب
الإثنين 3/1/1436هـ