السؤال: هذا يقول: بعضهم يقول في الحلبي لقد تكلمت فيه اللجنة الدائمة بحق فلم تتركوه، وتكلم فيه الشيخ ربيع بحق فتركتموه، فهذا ليس ترككم إياه لأجل الحق الذي قيل فيه، وإنَّما لأجل الشيخ ربيع؛ فكيف نقول لهذا الشخص شيخنا – بارك الله فيك-؟ الجواب: قُل له: كَذَّاب، لأنه لمَّا تكلمت اللجنة جاءنا ونصحناه، نصحهُ الشيخ ربيع - حفظه الله-، وكذلك في حينه - يعني إذا ما نسيت، أظن أظن، لَسْتُ متأكدًا- الشيخ فالح، فحصل منه أن كتب واعتذر، فسرّنا ذلك، أمَّا الآن فرَكِبَ رأسه وتغطرس، لأن اللجنة يخاف منها، أمَّا ربيع وزعمه ما يضره، وهو لا يعلم المسكين وغيره؛ أنَّ الإنسان يخفضهُ معاندتهُ للحق، ويرفعه إتباعهُ للحق، فنعم لأن تكلمت فيه بحق وجاء، وأنتم باستطاعتكم أن تَرَوْا كتاباته التي اعتذر فيها من ذلك اليوم، من ذلك تقريظه لكتاب لمراد شكري، وبَيَّن هذا والحمد لله، فرحنا بذلك كثيرًا، والله وإلى الآن لعودتهُ إلى الحق أحب إلينا وأعز وأغلى علينا، لكن الآن لما تكلم الشيخ ربيع فيه، وتَكَلَّم فيه عموم السلفيين ظن أن هؤلاء ليسوا كأولئك، فذهب يجادل بالباطل، حتى انتهى أمرهُ إلى الديمقراطية، فصار مع الديمقراطية، وإن شئتم فاقرؤوا ما نَشَرَه في كتابته التي على حسابه، التي يُبَيَّنُ فيها الطريق لحلِّ الأزمة في مصر، ومن هذه النقاط يدعو إلى إخراج الإخوان المسلمين من الاعتقالات، وإعادتهم إلى الحكم، وإعادة مرسي إلى الحكم ولو صوريًا، ليُحفظ للديمقراطية بقايا ماء وجهها، هذا موجود في كلامه، ما شاء الله صار كالأم الحنون على الديمقراطية، وبعد ذلك لا يستحي يقول: كَذَبُوا علي، هذا موجود كلامك أنت، وحتى الذي عَقَّب به - يقول: بتروه من كلامه- لا علاقة له بالموجود، أنا رأيته، فما شاء الله رجع مع الديمقراطيين، وحنون على الديمقراطية، وحافظٌ لِمَا بقي من ماء وجهها، ما يريد كماء الله وجهها ينكفي كله، فرجع مع الديمقراطية رغم أنفِ الكَذَّابين الذين يدافعون بالباطلِ عنه. وأمَّا الذي لا علم له بما يقول علي الحلبي فمعذور بالجهل، ولو لامَنا، ومثلنا ومثله كمثل ما قال الخليل:
لو كنْتَ تعْلَمُ ما أقولُ عذَرتني أو كُنتَ تعلمُ ما تقولُ عَذَلْتُكَ
لكن جَهِلتَ مقالتي فعذَلتني وعَلِمْتُ أنَّك جاهِلٌ فعذرتُكَ
الذين لا يعرفون حقيقته ويدافعون عنه يجهلونها، معذورون بالجهل، ولكن الحجة صاحبها يُقدَّم، فهذا الذي يقول هذا الكلام كذَّاب بصريحِ العبارة. وقد استبان أمره، وآخر ما سَمِعنا كلام الرضواني الذي وَجَّه إليه علي الحلبي هذه المقالة حينما كان يتكلم عن الإخوان ويُبيِّن حالهم؛ يقول له: ليس من المروءة ولا من الرجولة الكلام في الإخوان الآن؛ يعني لمَّا صارت الفتن في مصر، هذا هو ليس من المروءة ولا من الرجولة الكلام في الإخوان الآن، فما شاء الله، المروءة والرجولة السكوت عن الإخوان يفسدون كما يشاءون، فالمروءة والرجولة هي: رجولته ومروءته، الدعوة لعودة الإخوان، وإخراجهم من السجون، وإعادة مرسي، وإعادة الحكم ولو صوريًّا؛ ليُحافَظ على بقايا ماء وجه الديمقراطية، هذه هي المروءة والرجولة الذي يبقى الناس يكونون مثله فيها، والآن يقول: أنا ردّيت على الإخوان من ثلاثين سنة! طيب هذا ثلاثين سنة، لكن الآن ما حالك؟ هذا الحال المتأخر منك، العبرة به، فذاك على ما صار، وهذا على ما يصير، فقد كشفت هذه الأحداث تعاونه وتعاطفه بِقَالِه وحَالِه، مع هؤلاء المفسدين؛ الإخوان المسلمين، ودعوكم من بقية الأمور الأولى التي عنده، لكن هذا آخر ما عنده، ومن آخر ما رأيت له؛ تلك الجلسة الهزلية الفاسدة مع عدنان عرعور؛ في مسألة السيف الذي باعوه، تمثيلية، تهريج، وللأسف، يا أسفاه! أن يكون من يتصَدَّر للدعوة ويتكلم ويقول أنه سلفي يكون هذا حاله، وفي الأخير يقول لعدنان: أنتَ نذرت على نفسك، ومن باب التذكير يا فضيلة الشيخ أنَّ من نذَر على نفسه شيئًا فإنه يجب عليه الوفاء به، وإذا ما كنت تستطيع فالفتوى موجودة جاهزة، التلاعب في دين الله والتمثيل على الناس عنده سهل. نعوذ بالله من الهوى، ونعوذ بالله من الرَّدى، ونعوذ بالله من الغواية بعد الهداية، ونسأل الله – جلَّ وعلا- الثبات على الحقِّ والهدى، ونسأله – سبحانه وتعالى- أن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جوادٌ كريم. وصلَّى الله وسلَّم وبارك على عبده ورسوله نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.