السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باب ما جاء في كثرة الحلف

أ - وقول الله تعالى: (واحفظوا أيمانكم) [المائدة:89].
ب – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب) أخرجاه.

شرح العلامة ابن باز رحمه الله من كتاب شرح كتاب التوحيد:


أراد المؤلف بهذا الباب بيان أن كثرة الحلف نقص في الإيمان ونقص في التوحيد لأن كثرة الحلف تفضي إلى أشياء:
- التساهل في ذلك وعدم المبالاة.
- الكذب.
- ظن الكذب به.

فإن من كثرت أيمانه وقع في الكذب فينبغي التقلل من ذلك وعدم الإكثار من الأيمان ولهذا قال سبحانه وتعالى:

أ - (واحفظوا أيمانكم) فهذا الأمر للوجوب فيجب حفظ اليمين إلا من حاجة لها ، فالمؤمن يحفظها ويصونها إلا من حاجة ولمصلحة شرعية أو عند الخصومة والحاجة إليه ونحو ذلك ولا يكثر منها لما سبق ولأنه يظن به الكذب.

ب – حديث أبي هريرة مرفوعا: (الحلف منفقة للسلعة ممحقة للكسب) وفي لفظ: (للربح) وهو يدل على أن كثرة الحلف من أسباب الوقوع في الخطأ فهو يعتني باليمين يريد أن ينفق السلعة ولكنه يقع في الحظر وهو محق الكسب وقلة البركة فهي مروجة للسلعة لأنه يحلف ويقول: والله إنها طيبة أنها كذا وكذا فيغري الناس الذين يشترون منه فربما صدقوه لكنها ممحقة للربح الذي يتعاطاه بسبب تساهله في هذه الأيمان.
وفي حديث أبي ذر عند مسلم مرفوعا: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره والمنان بما أعطى والمنفق سلعته بالحلف الكاذبة) فتنفيق السلعة قد تكون بالكذب أو بالصدق ولكن الإكثار منها توقع في الكذب وربما جره الطمع إلى أن يكذب فالواجب أن يحذر.
ثم هذه الأيمان من أسباب محق البركة والوقوع في الحرام...