بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا: (إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله وأن تحمدهم على رزق الله وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره).


تعليق الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله:

أي من ضعف الإيمان أن تسخط الله لترضي الناس وأن تشكر الناس على النعمة التي ساقها الله إليك بواسطتهم والواجب أن تشكر الله وإذا فعلوا معروفا لك فإنهم يشكرون ويجازون لكن الحمد كله لله وحده هو الذي هداهم وجعلهم يحسنون إليك فيجب حمد الله أولا وتخصيصه بذلك وتشكر المخلوقين على قدر إحسانهم ومعروفهم و(من لا يشكر الناس لا يشكر الله) ولكن يكون حمد الله أعظم لأنه هو المتسبب في ذلك فحرك قلوبهم إلى الإحسان إليك.

(وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله) أي تذم لأنهم لم يصنعوا لك الخير الذي لم يكتبه الله لك والواجب أن تسأل الله من فضله وإذا كان حقك عندهم فإن الله لا يضيعه وسوف تأخذه يوم القيامة وهذا لا يمنع أن يطالب الإنسان بحقه كحقه في الزكاة إن كان من أهلها ولكن لا يذمهم من أجل عدم إعطائهم بل يذم من ذم الله ويحمد من حمده الله فذمهم لأنهم منعوا حق الله وفعلوا ما لا ينبغي لا من أجل أنهم لم يعطوك فلا تنتقم لنفسك.

قوله (إن رزق الله لا يجره حرص حريص ولا يرده كراهية كاره) أي الذي لم يُقدَّر لك لا يأتي بالحرص عليه بل عليك بأخذ الأسباب ولكن إذا لم يحصل المطلوب فإنه لا يعجز وما قدره الله من الرزق لا يرده أحد ولو كره الناس.