أحسنُ الله إليكم شيخنا السؤال الرابِع في هذا اللقاء، يقول: إذا كنا مُسافرين في الغرب والسائِق غير مسلِم فلا يقف من أجل أن نُصلي، ونحن نخاف أن يفوتنا وقت الصلاة؛ فهل يجوز لنا أن نُصلي قعودًا غير مُتجهين إلى القبلة، وهذه القضية تحصل أحيانًا عندما نسافر بالحافلة أو سيارة الأجرة؟

أولًا: أنا استبعد صاحب الحافلة - كما يقولون- يُدَوِّر العيشة، يطلب العيشة، ما يستطيع يعني يخالف جميع الركاب، لكن أحيانًا يكون مع هؤلاء الخَيِّرين الذين يريدون الوقوف للصلاة قِلَّة، واحد أو إثنان والكثرة الكاثرة ما تهمّهم الصلاة أصلًا، قَدَّموها أَخَّروها تركوها واحد عندهم، من هنا تجي البليّة، ومن هنا نقول هذا الأمر يُنظرُ له من جهات:
· الجهةُ الأُولى: أن تكون هذه الصلاة التي سافروا فيها تُجمع مع ما قبلَها مثل الظهر مع العصر، المغرب مع العشاء، فيؤخرون لا بأس، وهذا نهجُ النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جمع التأخير جائز.
· الحالُ الثانية: فإذا مثلًا كان المغرب فإذا قَرُب نصف الليل ولم يقف، يعني عصى هو ومن معه وإن كانوا مسلمين الوقوف، فلا مانع - إن شاء الله- أن يُصَلُّوا قعودًا في السيارة حيثُ ما اتجهت بهم، والله أعلم، وإن بدا لي رجوع رجعت - بارك الله فيكم- وإن نَبَّهني رجل أو امرأة إلى خطأ قولي أرجع، وأنا قد أشهدت الله ومن حضرنا من ملائكته وأشهدتُكُم أنتم أيها الحضور والسامعون أني راجِع إلى الحق، أليس كذلك يا عبدالواحِد؟
الشيخ عبدالواحد: نعم يا شيخنا جزاك الله خير.
الشيخ عبيد: هذا أصلي، أقول يصلوا قعودًا، ويتيممون من ما يوجد من تراب أو ما توطى به الأرجل من الأرض، أقول قدر المُكنة، فإن وُجِدَ وضوء وإلا صَلَّوا بدون وضوء، هذا وقت الضرورة، بعد نصف الليل يكون ضرورة، المختار إلى نصف الليل وما بعد نصف الليل فهو ضرورة.
أما إن كانت الصلاة لا تجمع مع ما قبلها، مثل العصر لا تُجمع مع المغرب فليأمروه، وليشَدِّدوا عليه، يعني هذا من دينهم، فإن أبى ووقف السائق بعد المغرب للطعام والشراب والشاهي وغير ذلك، صَلَّوْا العصر ثم المغرب وجمعوا العشاء، والله أعلم.
السؤال: أحسن الله إليكم شيخنا، هناك في هذه المسألة وجدنا بعض الحافلات تابعه لبعض الشركات من نظام الشركة أن عدَّت مسافة لا ينتهي فيها البنزين يكون من نظام الشركة وقوانينها أن لا يقف، تكون هذه الحافلة معده بالطعام ودورات المياه فلا يقف من قوانين هذه الشركه، حتى لو حاول مع احد الركاب، هذا نظام الشركة فلايقبل.
الشيخ: لا يقف إلا في محطة البنزين؟
السؤال: لا يا شيخ، لا يقف إلا في المنطقة الأخرى السيارة فيها بنزين يكفيها فيسير من هذه المنطقه إلى المنطقة الأخرى دون وقوف يقول هذا شرط؟
الشيخ: لا لا ،تحت القدمين هذا النظام.
السؤال: أقول هذا الحاصل يا شيخ.
الشيخ: رغمًا عنه يقف رغمًا عنه يقف، وإن كان الشركات السعودية تُبلغ الجهات الأمنية والهيئة والإمارة، ترغمهم إرغامًا، لكن إن كان يخشى من نفاذ البنزين ويحب أن يدرك المحطة الأخرى، لأن المحطات توقف وقت الصلاة، فلا مانع - إن شاء الله تعالى-، أما من نظام الشركة أنا عندي بنزين وأمشي! نقول له: لا، رغم أنفك.

فتاوى الشيخ عبيد بن عبدالله الجابرى