2124 - " إذا أراد الله بعبد خيرا ; جعل له واعظا من نفسه يأمره و ينهاه " .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/143 ) :
ضعيف
أخرجه الديلمي في " مسند الفردوس " ( ص 93 - زهر الفردوس ) من طريق علي بن
عبد الحميد : حدثنا أبو بكر أحمد بن علي الفقيه : حدثنا القاسم بن أبي صالح :
حدثنا أزهر بن ( بياض بالأصل ) و أبو حاتم قالا : حدثنا موسى بن إسماعيل :
حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد عن ابن سيرين عن أم سلمة قالت : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .

قلت : و هذا إسناد ضعيف عندي ; فإن القاسم بن أبي صالح هذا فيه كلام ، أورده
الحافظ في " اللسان " ، و سمى أباه : بندار بن إسحاق بن أحمد الزرار الحذاء ،
أحد الأدباء الهمداني ، و قال :
" روى عن أبي حاتم الرازي و إبراهيم بن ديزل و غيرهما ، روى عنه إبراهيم بن
محمد بن يعقوب ، و صالح بن أحمد الحافظ ، و أبو بكر بن لال الفقيه . قال صالح :
" كان صدوقا متقنا لحديثه ، و كتبه صحاح بخطه ، فلما وقعت الفتنة ، ذهبت عنه
كتبته ، فكان يقرأ من كتب الناس ، و كف بصره ، و سماع المتقدمين عنه أصح .
و قال عبد الرحمن الأنماطي : " كنت أتهمه بالميل إلى التشيع " . توفي سنة ثمان
و ثلاثين و ثلاثمائة " .
قلت : و توفي أبو بكر الفقيه - و هو المشهور بابن لال - سنة ( 398 ) ، فبين
وفاتيهما ستون سنة ، فيحتمل أن يكون سمع منه أخيرا بعد ذهاب كتبه .
على أنه إن ثبت أنه سمعه منه قديما ، ففي الطريق إليه علي بن عبد الحميد ، و لم
أجد له ترجمة فيما عندي من المصادر ، و هو غير علي بن عبد الحميد المعني الثقة
، و علي بن عبد الحميد جار قبيصة المجهول ، و كلاهما كوفي ، و غير علي بن
عبد الحميد الغضائري ، فإنهم متقدمون على المترجم ، و أكبرهم الغضائري ، فإنه
توفي سنة ( 313 ) بحلب كما في " تذكرة الحفاظ " ( 2/767 - معارف الثالثة ) .
و لابن لال جزء صغير من حديثه عن شيوخه ليس فيه هذا الحديث ، و لا هو من رواية
ابن عبد الحميد هذا ، و قد روى فيه حديثين آخرين عن شيخه القاسم ( ق 116/2
و 121/2 ) ، و هو محفوظ في ظاهرية دمشق المحروسة ( مجموع 11 ) .
من أجل ذلك لم تطمئن النفس لتقوية الحافظ العراقي الحديث بقوله في " تخريج
الإحياء " ( 4/282 ) :
" رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث أم سلمة بإسناد حسن " !
لا سيما و ابن سيرين لم يذكروا له رواية عن أم سلمة مطلقا ، و قد ذكروا له
رواية عن جمع من الصحابة ، ممن يمكنه السماع منهم ، مثل كعب بن عجرة المدني ;
مات بعد الخمسين ، و عائشة ماتت سنة ( 57 ) ، و أبي برزة ، و هو بصري كابن
سيرين ; مات سنة ( 65 ) ، أي بعد وفاة أم سلمة بثلاث سنين ، و مع ذلك كله نفوا
سماعه من أحد من هؤلاء الثلاثة ، فسماعه من أم سلمة غير ثابت في نقدي .
أضف إلى ذلك علة أخرى ، ألا و هي الوقف ، فقد قال أحمد في " الزهد " ( ص 306 )
: حدثنا أسود بن عامر : حدثنا حماد عن حبيب عن ابن سيرين ، قال : .. فذكره
موقوفا ، و سنده صحيح . و هذا هو الصواب أنه من قول ابن سيرين ، ليس فيه ذكر
للنبي صلى الله عليه وسلم ، و لا أم سلمة . والله أعلم .
ثم رأيت الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد في تعليقه على " الأمثال و الحكم "
للماوردي قد حسن الحديث ( ص 49 ) مقلدا في ذلك للعراقي في تجويده لإسناده ، مع
أنه نقل تضعيف العجلوني إياه ، و تضعيفي أنا في " ضعيف الجامع الصغير " ( 429 )
، و هذا مما يدل القارئ على أن الدكتور لا يزيد على كونه مجرد قماش ، نقال !
و سيأتي له أمثلة أخرى ، فانظر مثلا الحديث ( 2864 ) .
و أما لجنة " الجامع الكبير " ، فلم تزد على نقل تجويد العراقي لإسناده ، نقلا
عن المناوي ، و نص كلامه في " فيض القدير " :
" قال الحافظ العراقي و غيره : " إسناده جيد " . كذا جزم به في " المغني " ،
و لم يرمز له المؤلف بشيء " .
و قد تبادر إلى ذهن الدكتور فؤاد أن المقصود بـ " المغني " في الفقه الحنبلي
لابن قدامة المقدسي ! و بناء عليه تصرف في كلام المناوي ، فقال الدكتور ( ص 49
) :
" و قال المناوي : إن الحافظ العراقي و غيره قرر أن إسناده جيد ، و كذلك جزم به
ابن قدامة في " المغني " . فيض القدير " !
و إنما المراد به كتابه في تخريج " الإحياء " الذي تقدم النقل عنه ، فإن اسمه
الكامل " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار
" !