بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:-


من آداب المجالس


عَنْ اِبْنِ عُمَرَ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((لَا يُقِيمُ اَلرَّجُلُ اَلرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ, ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ, وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا, وَتَوَسَّعُوا)).



هذا من آداب المجالس وهو أنه لا ينبغي للمسلم إذا دخل المجلس أن يقيم أخاه منه ويجلس في مكانه، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا دخل مجلسا وقام له بعض الناس لا يجلس في مكانه، مع أنه يقوم له طواعية احتراما لمكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ابن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن الفاروق رضي الله تعالى عنهم جميعا- ومع ذلك كان لا يحب أن يقام له ولا يجلس في مجلس من قام، فإن في هذا ظلمًا لهذا الإنسان، فإذا أكرمك ووقرك فلا ينبغي أن تهجم على مجلسه، فإذا استحيا منك فيجب أن تبادره الحياء بالحياء تستحي، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ما هو أحسن من هذا و هو أن تتفسحوا في المجلس وتتوسعوا، يوسع بعضكم لبعض ويُفسح بعضكم لبعض ((وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا, وَتَوَسَّعُوا))وإذا تفسحتم يفسح الله تبارك وتعالى لكم.

فالواجب على الإنسان: أن يراعي حال أخيه إذا قام لإكرامه لا يجلس من مجلسه، أما أن يقيم وهو يجلس فهذا أشد - نسأل الله العافية والسلامة-.

مستفادة من درسه شرح كتاب الجامع من بلوغ المرام
لفضيلة الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي حفظه الله