2155 - " إن المهدي لا يخرج حتى تقتل النفس الزكية ، فإذا قتلت النفس الزكية ، غضب
عليهم من في السماء و من في الأرض ، فأتى الناس المهدي ، فزفوه كما تزف العروس
إلى زوجها ليلة عرسها ، و هو يملأ الأرض قسطا و عدلا ، و تخرج الأرض نباتها ،
و تمطر السماء مطرها ، و تنعم أمتي في ولايته نعمة لم تنعمها قط " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/176 ) :
منكر
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 15/199 ) : عبد الله بن نمير قال : حدثنا
موسى الجهني قال : حدثني عمر بن قيس الماصر قال : حدثني [ مجاهد قال : حدثني ]
فلان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أن المهدي .... إلخ .

قلت : و هذا متن منكر ، مع كونه موقوفا ، و إسناده نظيف ، لا يبدو لي فيه علة
سوى الوقف ، و ما بين المعقوفتين زيادة من نسخة ( م ) كما جاء في التعليق عليه
، و لم أدر ما هذه النسخة التي أشار إليها ، فإنه في أول المجلد السادس لم يذكر
إلا نسختين ليس هذه إحداهما ، و صرح بأنه يرمز إلى الأولى منهما بـ ( الأصل )
و إلى الأخرى بـ ( النسخة ) . و قد رأيته في المجلد السادس ( ص 24 ) قد صحح
كلمة من الأصل ، و قال في التعليق :
" من المحلى ، و في ( الأصل ) و ( النسخة ) : " نسل " كذا " .
و نحوه في ( ص 28 ) .
ثم رأيته يقول ( ص 61 ) :
" و في ( الأصل ) و ( م ) للحسن الدين ... و التصحيح من ( المحلى ) .. " .
و بذلك اندفع ما ألقى في النفس أول مرة أنه لعله يعني بهذا الرمز ( م ) "
المحلى " ، ففي النفس من صحة هذه الزيادة في النسخة المشار إليها شيء ، و لعلها
النسخة التي اعتمد عليها السيوطي في " الدر المنثور " ( 6/58 ) ، فقد عزاه فيه
لابن أبي شيبة عن مجاهد ... و كذلك ذكره في " العرف الوردي في أخبار المهدي " (
ص 223 ج2 ) . والله سبحانه و تعالى أعلم .
و ( النفس الزكية ) لقب محمد بن عبد الله بن حسن الهاشمي ، و قد قيل : إن أهل
بيته سموه بالمهدي <1> ، فلا يبعد أن يكون هذا الأثر من وضع بعض أتباعه
و أنصاره في قيد حياته إنذارا لأعدائه ، أو بعيد وفاته ، و قد قتله أبو جعفر
المنصور ، لما خرج عليه بالمدينة ، فبعث إليه عيسى بن موسى فقتله . رحمه الله ،
و عامل الظالمين بما يستحقون .
*---------------------------*
[1] انظر ترجمته في " الأعلام " للزركلي . اهـ .