الجواب: هؤلاء كانوا متسلطين على أهل السنة بالطعن والتشويه والافتراءات الكاذبة، مرَّ عليهم والله أعلم عقود من السنين وهم على هذا، وأهل السنة ساكتون عنهم، فلما قام بعض أهل السنة يردون هذا البغي وهذا العدوان وهذه الافتراءات ظهروا بنغمة جديدة هي التنفير من كتب الردود!
طيب وكتب الفجور والاعتداء والظلم والعدوان كيف تحثون على قراءتها؟ كيف تحثون الناس على قراءة الكتب التي تعتدي على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى منهج السلف الصالح وعلى من يمثل هذا المنهج، تحثون الناس على قراءتها وتنفرون ممن يرد هذا الباطل، كتب الردود هي كتب الجهاد، وقد قال السلف: ((إن الرد على أهل البدع أفضل من الضارب بالسيوف)).
وقال ابن تيمية: ((الرد على البدع مجاهد)).
ووالله إني أرى العلم الناضح في كتب الردود، ولهذا كانت كتب شيخ الإسلام في كثير من كتبه، ورد على الروافض، ورد على النصارى ورد على اليهود، ورد على الملل والنحل، فنفع الله الأمة بهذه الردود.
والردود في هذا العصر الحاضر من أنفع الكتب، ولا يفقه واقع كثير من الدعوات الفاسدة المنحرفة إلا إذا قرأ كتب الردود، ففيها الفقه الصحيح وفيها العقائد الصحيحة وفيها توضيح المناهج، ولكن هؤلاء يريدون للشباب أن يعيشوا في الظلمات وأن يقودوهم كما يقودون الأنعام والعياذ بالله.
ولهذا ترى كثير من الشباب مثل الطعام للمواشي يُقادون هكذا حتى يمسك بخيوط العنكبوت مع الأسف الشديد، فترى كثير من الشباب لا يميز بين السنة والبدعة، ولا بين الحق والباطل، ولا بين الضلال والهدى، ولو أراد الله بهم خيرًا لقرءوا كتب الردود، وسيعرفون واقع هؤلاء الذين يلبِّسون عليهم ويضعون الحواجز والسدود بينهم وبين معرفة الحق عن طريق كتب الردود.
[اللباب من مجموع نصائح وتوجيهات الشيخ ربيع للشباب ص 491-492]