بسم الله الرحمن الرحيم
«لو يعلم الناس في الوحدة ما أعلم، ماسار راكب بليل وحده (أبدآ) »السلسلة الصحيحة ص130
« الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب »السلسلة الصحيحة ص131
وفي هذ الحديث: ص131
تحريم سفر المسلم وحده. وكذ لوكان معه آخر، لظاهر النهي في الحديث الذي قبل هذا، ولقوله فيه«شيطان» أي: عاص
وكقوله تعالى: «شياطين الجن والأنس»[الأنعام:112] فإن معناه: عصاتهم. -كما قال المنذري-
وقال الطبري:« هذا زجر أدب وإرشاد, لما يخاف على الواحد من الوحشة, وليس بحرام, فالسائر وحده بفلاة, والبائت في البيت وحده, لا يأمن من الإستيحاش, سيما إذا كان ذا فكره رديئة, أو قلب ضعيف, والحق أن الناس يتفاوتون في ذلك, فوقع الزجر لحسم المادة, فيكره الإنفراد سدآ للباب, والكراهة في الإثنين أخف منها في الواحد » [ذكره المناوي في (الفيض)]
قلت«أي الشيخ الألباني -رحمه الله-»: ولعل الحديث أراد السفر في الصحاري والفلوات التي قلما يرى المسافر فيها أحد من الناس، فلا يدخل فيها سفر اليوم في الطرق المعبدة الكثيرة المواصلات. والله أعلم.
ثم إن فيه رداً صريحاً على خروج بعض الصوفية إلى الفلاة وحده للسياحة وتهذيب النفس – زعموا – وكثيراً ما تعرضوا في أثناء ذلك للموت عطشآ وجوعآ، أو لتكفف أيدي الناس، كما ذكروا في الحكايات عنهم، وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم.