عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر "
قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ،
قال : " إن الله جميل يحب الجمال ،
الكبر بطر الحق ، وغمط الناس "
رواه مسلم .

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
:
" أما بطر الحق : فهو رده وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتدادا بنفسه ورأيه .
فيرى - والعياذ بالله - أنه أكبر من الحق،
وعلامة ذلك أن الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة،
ويقال : هذا كتاب الله، هذه سنة رسول الله، ولكنه لا يقبل بل يستمر على رأيه فهذا رد الحق والعياذ بالله .
وكثير من الناس ينتصر لنفسه فإذا قال قولا لا يمكن أن يتزحزح عنه، ولو رأى الصواب في خلافه ،
ولكن هذا خلاف العقل وخلاف الشرع .
والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده،
حتى لو خالف قوله فليرجع إليه، فإن هذا أعز له عند الله، وأعز له عند الناس، وأسلم لذمته وأبرأ .
فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس،
بل هذا يرفع منزلتك، ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق،
أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق، فهذا متكبر والعياذ بالله .
وهذا يقع من بعض الناس - والعياذ بالله - حتى من طلبة العلم،
تبين له بعد المناقشة وجه الصواب وأن الصواب خلاف ما قاله بالأمس ولكنه يبقى على رأيه .
يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به وقالوا عنه إنه إمعة كل يوم له قول،
وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب،
فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس،
فالأئمة الأجلة كان يكون لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة .
وهذا هو الإمام أحمد - رحمه الله - إمام أهل السنة، وأرفع الأئمة من حيث اتباع الدليل وسعة الإطلاع .نجد أن له في المسألة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من أربعة أقوال، لماذا ؟
لأنه إذا تبين له الدليل رجع إليه، وهكذا شأن كل إنسان منصف عليه أن يتبع الدليل حيثما كان . "
شرح رياض الصالحين - (ج 1 / ص 644)