[ تقوية الحديث بالطرق عند المتقدمين ]

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله وصحبه

أما بعد:

أنكر بعض المشتغلين بالحديث أن يكون أحداً من الأئمة المتقدمين يصحح الأحاديث بالطرق وقال إن هذا الفعل معروف لدى المتأخرين فقط لا المتقدمين .
ولا شك أن ما قاله هذا الأخ ليس بصحيح , بل هذا العمل معروف لدى المتقدمين لكنه ليس بمشهور كما هو مشهور عند المتأخرين .

ذكر الذهبي في ميزانه [ 2/225 ] عن أحمد بن أبي يحيى قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : حديث [ أفطر الحاجم ] وحديث [ لا نكاح إلا بولي ] أحاديث يشد بعضها بعضاً وأنا أذهب إليها .

وذكر أيضاً يعني الذهبي في السير [ 8/16 ] وفي الميزان [ 2/478 ] : عن حنبل أنه قال : سمعت أبا عبدالله يقول : ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتبه أعتبر به وهو يقوي بعضه ببعض .

وقال ابن تيمية في الصارم المسلول [ ص33 ] قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل : ما أكتب حديث ابن لهيعة إلا للاعتبار والاستدلال وقد أكتب حديث هذا الرجل على المعنى كأني أستدل به مع غيره يشده لا أنه حجة إذا انفرد .

روى البيهقي في الأربعين الصغرى [ ح 75 ] عن معاوية بن حيدة قال : [ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا , قال ما سد جوعتك وستر عورتك ... الحديث ] .
قال البيهقي : وروي هذا المتن من وجه آخر عن ثوبان مرفوعاً , ومن وجه آخر عن أبي الدرداء مرفوعاً , ومن وجه آخر عن أبي أمامة مرفوعاً , وإذا انضمت هذه الأسانيد بعضها إلى بعض أخذت قوة . أهــ

توضيح: تقوية الحديث بالطرق يكون في الضعف المحتمل أي اليسير لا الضعف الشديد . كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة الحفاظ منهم ابن عبد الهادي والذهبي وابن حجر وغيرهم .
والله أعلم .

وكتبه
بدر بن محمد آل بدر
12/شعبان / 1431