3364- (من اقتطع مال امرئ مسلم؛ بيمين كاذبة؛ كانت نكتة سوداء في قلبه، لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة) .
قال الألباني: في سلسلة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع
أخرجه الحاكم (4/294) من طريق محمد بن سنان القزاز: ثنا عبدالرحمن ابن حمران: ثنا عبدالحميد بن جعفر: ثنا عبدالله بن ثعلبة:
أنه أتى عبدالرحمن بن كعب بن مالك، وهو في إزار جرد (1)، فطاف خلف البيت قد التبب به، وهو أعمى يقاد، قال: فسلمت عليه، فقال: من هذا؟ فقلت: عبدالله بن ثعلبة، قال: أخو بني حارثة؟ قلت: نعم، قال: وختن جهينة؟ قلت: نعم، قال: هل سمعت أباك يحدث بحديث سمعته يحدث به عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال: لا أدري، قال: سمعت أباك يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:... فذ كره. وقال:
"صحيح الإسناد"، ووافقه الذهبي!
قلت: وفيه نظر؛ فإن القزاز هذا مختلف فيه اختلافاً شديداً؛ فمن قائل فيه: "كذاب "، ومن قائل: "ثقة "! وقال الذهبي في "المغني ":
"مشهور، رماه بالكذب أبو داود وابن خراش ".
وقال الحافظ في "التقريب ":
" ضعيف "
لكنه قد توبع، فقال الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 250/801 ): حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي: ثنا أحمد بن عنبسة العباداني: ثنا عبدالله بن حمران به دون القصة.
وأحمد بن عنبسة؛ كذا وقع في هذه الرواية: (ابن عنبسة) منسوبآ إلى جده؛
فإ نه في " التهذيب " وفروعه:
"أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني أبو صالح نزيل بغداد".
__________
(1)بفتح الجيم وتسكين الراء؛ أي: متجرد خلق. قاله الناجي في "العجالة ". ووقع في "الترغيب " (3/47):"إزار خز ذي طاق خلق؛قد التبب به "!
__________
وهكذا وقع في حديث آخر عند الطبراني (791) في حديث آخر منسوباً إلى أبيه وجده (أحمد بن عاصم بن عنبسة العباداني) من طريق الحضرمي نفسه.
وقد روى عنه جماعة؛ منهم ابن ماجه، ولم يذكر المزي توثيقه عن أحد، لكن زاد عليه الحافظ العسقلاني؛ فقال:
"قلت: ذكره ابن حبان في (الثقات) ".
ولما عزاه المعلق على كتاب "المزي " إلى "الثقات "؛ لم يقرن معه الجزء والصفحة كما هي العادة المعروفة اليوم، وذلك لأنه وقع فيه مقلوبآ (8/30) هكذا:
"أحمد بن صالح بن عنبسة أبو عاصم العباداني.. حدثنا عنه عبد الله بن قحطبة الصالحاني ".
وقالت الحافظ في "التقريب ":
"صدوق"
قلت: وعلى هذا، فالمتابعة قوية، ولكن بقي أن نعرف حالة (عبد الله بن ثعلبة)، فالظن أن ابن أبي حاتم لم يعرفه، لا هو ولا أبوه، فقد قالت:
"عبد الله بن ثعلبة، وهو أبو أمامة الحارثي ".
وقال قبل:
"ثعلبة والد عبد الله بن ثعلبة، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوله: "من حلف على يمين... ". روى عبدالحميد.. " فساق إسناده المتقدم ولم يزد!
ويظهر أنه وقع منسوباً إلى جده أيضاً في هذه الرواية، فقد وقع في رواية أخرى عند الطبراني (790) بإسناد آخر من طريق صالح بن كيسان أن عبد الله بن
أبي أمامة بن ثعلبة حدثه عن أبيه... وهكذا أورده في "التهذيب " برواية جمع آخر من الثقات عنه غير صالح بن كيسان، وقال:
"ذكره ابن حبان في (الثقات) ". وعليه قال في "التقريب ":
" صد وق ".
قلت: وهو في " الثقات"(7/18).
وعلى ما تقدم من التحقيق؛ يتبين أن الإسناد حسن على الأقل، والله سبحانه وتعالى أعلم.
ثم إن الحديث على شرط الهيثمي في "مجمع الزوائد"، ولم يورده.
وقد رواه هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ التيمي عن ابن ثعلبة الأنصاري عن عبد الله بن أنيس الجهني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"إن من أكبر الكبائر: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف يمين صبر، فأدخل فيها مثل جناح بعوضة؛ إلا جعلت نكتة في قلبه إلى يوم القيامة ".
أخرجه الترمذي (3023)، والطحاوي في " المشكل " (1/382)، والحاكم (4/296)- وصححه، ووافقه الذهبي-، والبيهقي في "الشعب " (4/218/4843)، والطبراني في "الأوسط " (3261)، وعنه أبو نعيم في "الحلية " (7/327). وقال ا لترمذي:
"حديث حسن غريب، وأبو أمامة الأنصاري: هو ابن ثعلبة، ولا يعرف اسمه،
وقد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث ". *