قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (14 / 23 - 24) :
( صالح بن محمد ابن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن أبي الاشرس، واسم أبي اï»·شرس: عمار مولى بني أسد بن خزيمة اﻹمام الحافظ الكبير الحجة، محدث المشرق، أبو علي اï»·سدي البغدادي، الملقب جزرة بجيم وزاي نزيل بخارى...جمع وصنف، وبرع في هذا الشأن ...
قال الدارقطني: كان ثقة حافظا غازيا...
وقال الحافظ أبو سعد الادريسي: صالح بن محمد ، ما أعلم في عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله ...
[قال] الخطيب: حدث من حفظه دهرا طويلا، ولم يكن استصحب معه كتابا، وكان صدوقا ثبتا أمينا، ذا مزاح ودعابة، مشهورا بذلك).

وقال في "تذكرة الحفاظ" (ظ¢ / ظ¦ظ¤ظ،) :
(جزرة الحافظ العلامة الثبت شيخ ما وراء النهر أبو علي صالح بن محمد...).
========
ومن نوادره ودعابته:
كان صالح ربما يطنز؛ كان ببخارى رجل حافظ يلقب بجمل، فكان يمشي مع صالح بن محمد، فاستقبلهما بعير عليه جزر.
فقال: ما هذا يا أبا علي؟ قال: أنا عليك.
(يطنز بكسر النون السخرية).
=====
صالح بن محمد [جزرة]: كنت أساير الجمل الشاعر بمصر، فاستقبلنا جمل عليه جزر.
فقال: ما هذا يا أبا علي؟.
قلت: أنا عليك.
ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول لأبي زرعة: حفظ الله أخانا صالح بن محمد، لا يزال يضحكنا شاهدا وغائبا، كتب إلي يذكر أنه مات محمد بن يحيى الذهلي، وجلس للتحديث شيخ يعرف بمحمد بن يزيد محمش، فحدث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "يا أبا عمير، ما فعل البعير؟".
وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "لا تصحب الملائكة رفقة فيها خرس".
فأحسن الله عزاءكم في الماضي، وأعظم أجركم في الباقي.
كَانَ هِشَامُ بنُ عَمَّارٍ يَأْخُذُ عَلَى الحَدِيْثِ، وَلاَ يُحَدِّثُ مَا لَمْ يَأْخُذْ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ يَوْماً، فَقَالَ:يَا أَبَا عَلِيّ!حَدِّثْنِي.
فَقُلْتُ:حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيّ، عَنِ الرَّبِيْعِ بنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العَالِيَةَ، قَالَ:عَلِّمْ مَجَّاناً كَمَا عُلِّمْتَ مَجَّاناً.
فَقَالَ:تُعَرِّضُ بِي؟
فَقُلْتُ:لاَ، بَلْ قَصَدْتُكَ.
=====
قَالَ بَكْرُ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ:سَمِعْتُ صَالِحاً يَقُوْلُ:
كَانَ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ بنِ أَبَانٍ يَمْتَحِنُ أَصْحَابَ الحَدِيْثِ، وَكَانَ غَالياً فِي التَّشَيُّعِ، فَقَالَ لِي:مَنْ حَفَرَ بِئْرَ زَمْزَمٍ؟
قُلْتُ:مُعَاوِيَةَ.
قَالَ:فَمَنْ نَقَلَ تُرَابَهَا؟
قُلْتُ:عَمْرُو بن العَاصِ.
فصَاحَ فِيَّ وَقَامَ.
كان محمد بن إبراهيم البوسنجيّ، وصالح جَزَرَة إذا اجتمعا في المذاكرة، كلّما روى البُوسَنْجيّ، عن يحيى بن بُكَيْر قَالَ: ثنا يحيى بن بكير، والحمد للَّه، يغيظ بذلك صالحًا لأنّه لم يدركه.
فكان إذا روى عنه أحيانا، ولم يقل الحمد للَّه، قَالَ صالح: يا شيخ نسيت التحميد.
=====
سمع [صالح] بعض الشيوخ، يقول: إن السين والصاد يتعاقبان، قال: فسأل بعض تلامذته عن كنية الشيخ، فقال له: أبو صالح، قال: فقلت للشيخ: يا أبا سالح أسلحك الله، هل يجوز أن تقرأ: (نحن نقس عليك أحسن القسس)؟ قال: فقال لي بعض تلامذته: أتواجه الشيخ بهذا؟ فقلت: إنه يكذب، إنما تتعاقب السين والصاد في بعض المواضع، وهذا يذكره على الإطلاق.
=====
أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، يقول: سمعت الوزير أبا الفضل البلعمي، يقول لمحمد بن خزيمة: إنه سمع كتاب المزني من صالح جزرة.
قال: فصاح محمد بن إسحاق، وقال: صالح لم يسمع هذا الكتاب من المزني قط، فكيف قرأ عليكم، هو ركن من أركان الحديث لا يتهم بالكذب.
فخجل أبو الفضل البلعمي من مقالته تلك وكتب إلى بخارى في ذلك.
قال: فكتبوا إليه أنهم سألوا صالحا عندك مختصر المزني؟
فقال: نعم.
فاستأذنوه في قراءته فأذن لهم.
فقرءوه عليه، فلما فرغوا من قراءته، قالوا: كما قرأنا عليك؟
قال: نعم.
فسأله بعضهم: حدثكم المزني؟
قال: ولا حرفا، كنت أنا بمصر، أتفرغ إلى سماع هذا إنما كان المزني يجالسنا ونجالسه.
وسألتموني عندك الكتاب؟
قلت: نعم، وكان عندي منه نسخة، فاستأذنتموني في قراءة الكتاب فأذنت لكم، ولم تطالبوني بسماعي منه إلى اﻵن.
=====
صالح بن محمد قال: الأحول في البيت مبارك، يرى الشيء شيئين.
قال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرستاق.
فأخذ يسأله عن أحوال الشيوخ، ويكتب جوابه.
فقال: ما تقول في سفيان الثوري؟
فقال: ليس بثقة.
فكتب الرجل ذلك.
فلمته.
فقال لي: ما أعجبك! من يسأل عن مثل سفيان.
لا تبال حكى عنك أو لم يحك.