3456- (اللهمّ ! مَن وَلِيَ من أمْر أمّتي- شيئاً فَشَقَّ عليهم؛ فاشقُقْ عليه، ومن وَليَ من أمْر أمّتي شيئاً فرفَقَ بهم؛ فارفُقْ بهِ).قال الألباني: في سلسلة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع
هو من حديث عائشة- رضي الله عنها-، وله عنها طرق:
الأولى: عن حرملة بن عمران التجيبي عن عبدالرحمن بن شِماسة قال:
أتيت عائشة أسألها عن شيء؟ فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر، فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئاً ؛ إن كان ليموت للرجل منا البعير؛ فيعطيه البعير، والعبدُ؛ فيعطيه العبدَ، ويحتاج إلى النفقة ؛ فيعطيه النفقة. فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في
محمد بن أبي بكر- أخي- أن أخبرك ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في بيتي هذا:... فذكرته.
أخرجه مسلم (6/7)، وأبو عوانة (4/412)- والسياق لهما-، والنسائي في "الكبرى" (5/275/8873)- الشطر الثاني منه-، وابن حبان (1/382/554- الإحسان) ، والبيهقي في "السنن " (9/43 و10/136)، وأحمد (6/93 و257 و258)، والطبراني في "المعجم الأوسط " (10/205/ 9445)، والبغوي في "شرح السنة" (10/64- 65/2471) من طريق مسلم، ثم قال:
"هذا حديث صحيح ". وزاد أبو عوانة في رواية:
قال حرملة: سمعت عياش بن عباس يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :... فذكره بلفظ:
"من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم؛ فرفق الله به ! ومن ولي منهم شيئاً فشق عليهم؛ فعليه بهلة الله ". قالوا: يا رسول الله! وما بهلة الله ؟ قال: "لعنة الله ".
قلت: وهذا منكر؛ فإنه مع كونه معضلاً- لأن عياشاً هذا من أتباع التابعين- فإن شيخ أبي عوانة فيه (عيسى بن أحمد العسقلاني) عن ابن وهب عن حرملة.. فإن عيسى هذا قال الحافظ:
"ثقة يغرب ".
قلت: وهذا من غرائبه وأفراده؛ فقد رواه جمع عن ابن وهب به دون هذه الزيادة واللفظ.
وكذلك رواه متابعون لابن وهب عن حرملة في المصادر المتقدمة.
نعم؛ قد روي هذا اللفظ: " بهلة الله " من رواية ابن مسعود وغيره مرفوعاً، وعن أبي بكر الصديق موقوفاً، وهو الراجح؛ كما حققته في "الضعيفة " (6867).
وبهذه المناسبة يحسن بي أن أذكر بأن الحافظ المنذري قد أورد الحديث- دون القصة- من رواية مسلم والنسائي، ثم قال (3/140/34):
"ورواه أبو عوانة في "صحيحه " وقال فيه... ".
قلت: فذكر الشطر الثاني الذي فيه: "بهلة الله "، وسكت عنه ! فما أحسن؛ لأنه أوهم أنه صحيح، ومن مسند عائشة، وكل ذلك خطأ؛ لأنه ضعيف منكر معضل كما تقدم، فتنبه وكن على بصيرة، ولا تكن إمعة كالثلاثة المعلقين الذين يتكلمون بغير علم، ويصححون بغير فهم! والله المستعان.
وبهذا ينتهي الكلام على الطريق الأولى.
والطريق الثانية: عن جعفر بن بُرقان عن عبدالله البهيّ عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً مختصراً بلفظ:
"اللهم! من رفق بأمتي فارفق به، ومن شق عليهم فشق عليه ".
وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، أخرجه أحمد في "المسند" (6/62 و260).
الطريق الثالثة: عن محمد بن آدم المصيصي قال: حدثنا عبدالله بن مبارك عن سفيان الثوري عن جعفر بن برقان عن عبدالله بن دينار عنها به.
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط " (7/465/6911)، والأصبهاني في "الترغيب" (2/881/2155). وقال الطبراني:
"لم يروه عن سفيان إلا ابن المبارك ".
قلت: وهما ثقتان إمامان مشهوران لا يسأل عن مثلهما، وسائر رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير محمد بن آدم المصيصي، وهو ثقة.
وفي جعفر بن برقان كلام لا يضر، فالإسناد جيد.
الرابعة: ابن لهيعة عن عمرو بن الحارث عن أبي علي الهمداني عن عائشة رضي الله عنها.
أخرجه الطبراني في "الأوسط " أيضاً (1/235/362)، وقال:
"لم يروه عن عمرو بن الحارث إلا ابن لهيعة ".
قلت: وهو ضعيف يستشهد به في المتابعات والشواهد. *