3447- (لا تجادلُوا بالقُرْآن ، ولا تكذِّبُوا كتابَ اللهِ بعضَه ببعْضٍ ؛ فو الله ! إنّ المؤمنَ لَيجادلُ بالقرآن فيُغلَبُ و إنّ المنافقَ لَيجادلُ بالقرآن فيَغلِبُ)قال الألباني: في سلسلة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع
أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين " (2/74/942) : حدثنا محمد بن الحسين (!) بن قتيبة قال : ثنا محمد بن خلف: ثنا أبو اليمان: ثنا صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن النوّاس بن سمعان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات من رجال "التهذيب "؛ غير ابن قتيبة هذا، وهو (محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني)، تحرف اسم (الحسن) إلى (الحسين) في المطبوعة، والتصحيح من النسخة المصورة (1/187) وغيرها، فقد روى له الطبراني في "المعجم الأوسط " عدة أحاديث عن محمد بن خلف هذا- وهو أبو
نصر العسقلاني-؛ فانظر إن شئت (ج7/ الأرقام 6664 و 6665 و 6680 - 6682).
وإذا صح هذا ؛ فالرجل وثقه الدارقطني والذهبي، وعليه؛ فالسند صحيح والحمد لله.
وقد خالف أبا اليمان في إسناده إسماعيل بن عياش، فقال: عن صفوان بن عمرو عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن جده رفعه... فذكره بتمامه، غير أنه قال في المنافق:
"فيطلب " (1)!
أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس " (3/ 160- الغرائب الملتقطة) من طريق أبي محمد الخلال: حدثنا الحسين بن أحمد بن العباس الموصلي: حدثنا خالد بن مرداس: حدثنا إسماعيل بن عياش...
وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير الحسن بن أحمد الموصلي هذا، فلم أعرفه، ولعل المخالفة منه.
والجملة الأولى منه: "لا تجادلوا بالقرآن "، مضى له شاهد برقم (2419) بزيادة:
"فإن جدالاً فيه كفر".
وتحته شاهد للجملة، وآًخر للزيادة بلفظ:
"المراء في القرآن كفر".
وهو مخرج في "الروض النضير" (1124 و 1125)، وصححه ابن عبد البر في "الجامع" (2/928 - ابن الجوزي)،وزعم أنه لا يصح غيره!انظر تخريج الأخ أبي
__________
(1)وهكذا ذكره السيوطي في"الجامع الكبير"(2/ 881) من رواية الديلمي !
__________
الأشبال الزهيري في تعليقه عليه، فقد ذكر له عدة شواهد صحح أحدها من حديث أبي جهم، وهو مخرج في "الروض " من رواية أحمد وغيره.
(فائدة): قال ابن عبد البر عقب الحديث:
"والمعنى: أن يتمارى اثنان في آية؛ يجحدها أحدهما ويدفعها، أو يصير فيها إلى الشك، فذلك هو المراء الذي هو الكفر.
وأما التنازع في أحكام القرآن ومعانيه ؛ فقد تنازع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كثير من ذلك، وهذا يبين لك أن المراء الذي هو الكفر: هو الجحود والشك كما قال عز وجل: {ولا يزال الذين كفروا في مرية منه} [ الحج:55]، والمراء والملاحاة غير جائز شيء منهما؛ وهما مذمومان بكل لسان، ونهى السلف رضي الله عنهم عن الجدال في الله جل ثناؤه في صفاته وأسمائه.
وأما الفقه؛ فأجمعوا على الجدال فيه والتناظر؛ لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك، وليس الاعتقادات كذلك ؛ لأن الله عز وجل لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أجمعت عليه الأمة، وليس كمثله شيء فيدرك بقياس أو بإنعام نظر، وقد نهينا عن التفكر في الله، وأمرنا بالتفكر في خلقه الدال عليه (1)". *
__________
(1)قلت: وهو حديث قوي بمجموع طرقه، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" (رقم 1788)، ثم وجدت له مرسلاً صحيح الإسناد، فألحقته به.