وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد : اعلموا- رحمكم الله - أن الله نهانا عن التفرق والاختلاف في كثير من الآيات وأمرنا بالاعتصام بحبله المتين وسلوك صراطه المستقيم ، والاستقامة على الدين وكذلك فعل رسول الله في كثير من الأحاديث فهذا أصل من الأصول ينبغي أن نفهمه جيدا .
ثانيا : الاجتماع والائتلاف الذي أمرنا به ونهينا عن ضده هو ما كان على الحق وللحق ، وليس على باطل أو عصبية ، أو حزبية أو طائفية أو جهوية بل على الحق وللحق .
ثالثا : أن الحق الذي يؤلف بيننا ونجتمع عليه هو ما أمر الله به ورسوله ، وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
رابعا : ذلكم الحق الذي ينشده الباحثون عنه وتحصل به الألفة وينتفي ضدها لا يحصل إلا بالعلم الشرعي الصحيح النافع . قال الله ، قال رسوله ، قالت الصحابة رضوان الله عليهم . وهو ما اجتمع عليه النقل الصحيح والعقل الصريح .
خامسا : ذلك العلم لا يحصل للطالب إلا أذا أخذه عن أهله الثقاة العدول المعروفين به ، لئن هذا العلم الذي ننشده من أجل الحق الذي يجمعنا ويؤلف بيننا ويعصم من الفرقة والاختلاف هو دين نتقرب به إلى الله وندين به لله تعالى .
سادسا : الحق لا يعرف بالرجال والأماكن والمدارس والجامعات ، ولا الكثرة ولا القلة وإنما اعرف الحق تعرف أهله السالكين طريقه الصحيح والعاملين به .

سابعا : من فهم هذا جيدا وسلك هذا الطريق بهذا التدرج سهل عليه معرفة من كان على الحق ويبتغي الحق بالحق وللحق ، علما وعملا ، ودعوة ، وتعليما . فيترك كل العقبات والصعاب التي تقف أمامه من أجل أخذ الحق من أهله وقبوله دون حيرة أو قلق أو مرض الفتن الواقعة اليوم بين الشباب الذي يتخبط يمينا ويسار ويخوض في كثير من المسائل دون علم ولا ورع ولا تقوى .

أسأل الله تعالى أن يبصرنا وإخواننا بالحق وأن يرزقنا الصدق والإخلاص في قبوله والعمل به والثبات عليه إن ربي سميع قريب مجيب .