النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حِكمٌ وعِظاتٌ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي حِكمٌ وعِظاتٌ

    قال عديُّ بن زيدٍ:

    وَعَاذِلةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُومُنِي * فَلَمَّا غَلَتْ فِي اللَّوْمِ قُلْتُ لَهَا اقْصِدِي
    أَعَاذِلُ إِنَّ اللَّوْمَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ * عَلَيَّ ثِنًى مِنْ غَيِّكِ المُتَرَدِّدِ
    أَعَاذِلُ إِنَّ الجَهْلَ مِنْ لَذَّةِ الفَتَى * وَإِنَّ المَنَايَا لِلرِّجَالِ بِمَرْصَدِ

    أَعَاذِلُ مَا أَدْنَى الرَّشَادَ مِنَ الفَتَى * وَأَبْعَدَه مِنْهُ إِذَا لَمْ يُسَدَّدِ
    أَعَاذِلُ مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النَّارُ يَلْقَهَا * كِفَاحًا وَمَنْ يُكْتَبْ لَهُ الفَوْزُ يَسْعَدِ
    أَعَاذِلُ مَا يُدْرِيكِ أَنَّ مَنِيَّتِي * إِلَى سَاعَةٍ فِي اليَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى غَدِ
    أَعَاذِلُ مَنْ لَا يَزجُرِ النَّفْسَ خَالِيًا * عَنِ الغَيِّ لَا يَرْشُدْ لِقَوْلِ المُفَنِّدِ
    كَفَى زَاجِرًا لِلْمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ * تَرُوحُ لَهُ بِالوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي
    فَنَفْسَكَ فَاحْفَظْهَا عَنِ الغَيِّ وَالرَّدَى * مَتَى تُغْوِهَا يَغْوَ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِي
    وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ عِنْدَكَ لِامْرِئٍ * فَمِثْلًا بِهَا فَاجْزِ المُطَالِبَ وَازْدَدِ
    عَنِ المَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * فَإِنَّ القَرِينَ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي
    سَتُدْرِكُ مِنْ ذِي الفُحْشِ حَقَّكَ كُلَّهُ * بِحِلْمِكَ فِي رِفْقٍ وَلَمَّا تَشَدَّدِ
    إِذَا مَا رَأَيْتَ الشَّرَّ يَبْعَثُ أَهْلَهُ * وَقَامَ جُنَاةُ الغَيِّ لِلْغَيِّ فَاقْعُدِ
    وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً * عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ
    [«جمهرة أشعار العرب» لأبي زيد القرشي (ظ£ظ©ظ،)]

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي رد: حِكمٌ وعِظاتٌ

    حقارة الدنيا وسرعة فنائها


    قال أبو الحسن التهامي:

    حُكْمُ المَنِيَّةِ فِي البَرِيَّةِ جَارِ * مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ

    بَيْنَا يُرَى الإِنْسَانُ فِيهَا مُخْبِرًا * حَتَّى يُرَى خَبَرًا مِنَ الأَخْبَارِ


    طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا * صَفْوًا مِنَ الأَقْذَارِ وَالأَكْدَارِ

    وَمُكَلِّفُ الأَيَّامِ ضِدَّ طِبَاعِهَا * مُتَطَلِّبٌ فِي المَاءِ جَذْوَةَ نَارِ


    وَإِذَا رَجَوْتَ المُسْتَحِيلَ فَإِنَّمَا * تَبْنِي الرَّجَاءَ عَلَى شَفِيرٍ هَارِ

    فَالعَيْشُ نَوْمٌ وَالمَنِيَّةُ يَقْظَةٌ * وَالمَرْءُ بَيْنَهُمَا خَيَالٌ سَارِ

    فَاقْضُوا مَآرِبَكُمْ عِجَالًا إِنَّمَا * أَعْمَارُكُم سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ

    وَتَرَاكَضُوا خَيْلَ الشَّبَابِ وَبَادِرُوا * أَنْ تُسْتَرَدَّ فَإِنَّهُنَّ عَوَارِ

    [«جواهر الأدب» للهاشمي (444)]


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي رد: حِكمٌ وعِظاتٌ

    مكارم الأخلاق


    قال حافظ إبراهيم رحمه الله مبيِّنًا قيمةَ الأخلاق:

    إِنِّي لَتُطْرِبُنِي الخِلَالُ كَرِيمَةً * طَرَبَ الغَرِيبِ بِأَوْبَةٍ وَتَلَاقِ

    وَيَهُزُّنِي ذِكْرُ المُرُوءَةِ وَالنَّدَى * بَيْنَ الشَّمَائِلِ هَزَّةَ المُشْتَاقِ

    مَا البَابِلِيَّةُ فِي صَفَاءِ مِزَاجِهَا * وَالشُّرْبُ بَيْنَ تَنَافُسٍ وَسِبَاقِ


    وَالشَّمْسُ تَبْدُو فِي الكُؤُوسِ وَتَخْتَفِي * وَالبَدْرُ يُشْرِقُ مِنْ جَبِينِ السَّاقِي

    بِأَلَذَّ مِنْ خُلُقٍ كَرِيمٍ طَاهِرٍ * قَدْ مَازَجَتْهُ سَلَامَةُ الأَذْوَاقِ

    فَإِذَا رُزِقْتَ خَلِيقَةً مَحْمُودَةً * فَقَدِ اصْطَفَاكَ مُقَسِّمُ الأَرْزَاقِ

    فَالنَّاسُ هَذَا حَظُّهُ مَالٌ، وَذَا * عِلْمٌ وَذَاكَ مَكَارِمُ الأَخْلَاقِ

    وَالمَالُ إِنْ لَمْ تَدَّخِرْهُ مُحَصَّنًا * بِالعِلْمِ كَانَ نِهَايَةَ الإِمْلَاقِ

    وَالعِلْمُ إِنْ لَمْ تَكْتَنِفْهُ شَمَائِلٌ * تُعْلِيهِ كَانَ مَطِيَّةَ الإِخْفَاقِ

    لَا تَحْسَبَنَّ العِلْمَ يَنْفَعُ وَحْدَهُ * مَا لَمْ يُتَوَّجْ رَبُّهُ بِخَلَاقِ

    الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا * أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ

    [«جواهر الأدب» للهاشمي (354]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2014
    المشاركات
    1,126

    افتراضي رد: حِكمٌ وعِظاتٌ

    أبياتٌ وَعْظية


    ذكر الإمام ابن كثيرٍ أنَّ الواعظ أبا عثمان المنتخب ابن أبي محمَّدٍ الواسطيَّ ـ وكان من كبار الصالحين ـ أنشد نور الدين محمود زنكي أبياتًا يعظه فيها، ومن جملة ما قال:

    مَثِّلْ وُقُوفَكَ أَيُّهَا المَغْرُورُ * يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورُ


    إِنْ قِيلَ: نُورَ الدِّينِ رُحْتَ مُسَلِّمًا * فَاحْذَرْ بِأَنْ تَبْقَى وَمَا لَكَ نُورُ

    مَاذَا تَقُولُ إِذَا نُقِلْتَ إِلَى البِلَى * فَرْدًا وَجَاءَكَ مُنْكَرٌ وَنَكِيرُ

    مَاذَا تَقُولُ إِذَا وَقَفْتَ بِمَوْقِفٍ * فَرْدًا ذَلِيلًا وَالحِسَابُ عَسِيرُ

    وَتَعَلَّقَتْ فِيكَ الخُصُومُ وَأَنْتَ فِي * يَوْمِ الحِسَابِ مُسَلْسَلٌ مَجْرُورُ

    وَوَدِدْتَ أَنَّكَ مَا وَلِيتَ وِلَايَةً * يَوْمًا وَلَا قَالَ الأَنَامُ: أَمِيرُ

    أَرَضِيتَ أَنْ تَحْيَا وَقَلْبُكَ دَارِسٌ * عَافِي الخَرَابِ وَجِسْمُكَ المَعْمُورُ

    مَهِّدْ لِنَفْسِكَ حُجَّةً تَنْجُو بِهَا * يَوْمَ المَعَادِ وَيَوْمَ تَبْدُو العُورُ


    فلمَّا سمع نور الدين هذه الأبياتَ بكى بكاءً شديدًا.
    [«البداية والنهاية» لابن كثير (12/ 282)]


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •