قال عديُّ بن زيدٍ:

وَعَاذِلةٍ هَبَّتْ بِلَيْلٍ تَلُومُنِي * فَلَمَّا غَلَتْ فِي اللَّوْمِ قُلْتُ لَهَا اقْصِدِي
أَعَاذِلُ إِنَّ اللَّوْمَ فِي غَيْرِ كُنْهِهِ * عَلَيَّ ثِنًى مِنْ غَيِّكِ المُتَرَدِّدِ
أَعَاذِلُ إِنَّ الجَهْلَ مِنْ لَذَّةِ الفَتَى * وَإِنَّ المَنَايَا لِلرِّجَالِ بِمَرْصَدِ

أَعَاذِلُ مَا أَدْنَى الرَّشَادَ مِنَ الفَتَى * وَأَبْعَدَه مِنْهُ إِذَا لَمْ يُسَدَّدِ
أَعَاذِلُ مَنْ تُكْتَبْ لَهُ النَّارُ يَلْقَهَا * كِفَاحًا وَمَنْ يُكْتَبْ لَهُ الفَوْزُ يَسْعَدِ
أَعَاذِلُ مَا يُدْرِيكِ أَنَّ مَنِيَّتِي * إِلَى سَاعَةٍ فِي اليَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى غَدِ
أَعَاذِلُ مَنْ لَا يَزجُرِ النَّفْسَ خَالِيًا * عَنِ الغَيِّ لَا يَرْشُدْ لِقَوْلِ المُفَنِّدِ
كَفَى زَاجِرًا لِلْمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ * تَرُوحُ لَهُ بِالوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي
فَنَفْسَكَ فَاحْفَظْهَا عَنِ الغَيِّ وَالرَّدَى * مَتَى تُغْوِهَا يَغْوَ الَّذِي بِكَ يَقْتَدِي
وَإِنْ كَانَتِ النَّعْمَاءُ عِنْدَكَ لِامْرِئٍ * فَمِثْلًا بِهَا فَاجْزِ المُطَالِبَ وَازْدَدِ
عَنِ المَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * فَإِنَّ القَرِينَ بِالمُقَارَنِ يَقْتَدِي
سَتُدْرِكُ مِنْ ذِي الفُحْشِ حَقَّكَ كُلَّهُ * بِحِلْمِكَ فِي رِفْقٍ وَلَمَّا تَشَدَّدِ
إِذَا مَا رَأَيْتَ الشَّرَّ يَبْعَثُ أَهْلَهُ * وَقَامَ جُنَاةُ الغَيِّ لِلْغَيِّ فَاقْعُدِ
وَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَةً * عَلَى النَّفْسِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّدِ
[«جمهرة أشعار العرب» لأبي زيد القرشي (ظ£ظ©ظ،)]