171 - " كان صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتى المصلى ، و حتى يقضي
الصلاة ، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 279 :
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 2 / 1 / 2 ) : حدثنا يزيد بن هارون عن
ابن أبي ذئب عن الزهري :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان .. " الحديث .
و من هذا الوجه أخرجه المحاملي في " كتاب صلاة العيدين " ( 2 / 142 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد صحيح لولا أنه مرسل لكن له شاهد موصول يتقوى به ، أخرجه
البيهقي ( 3 / 279 ) من طريق عبد الله بن عمر عن نافع عن عبد الله بن عمر :
" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس
و عبد الله و العباس ، و علي ، و جعفر ، و الحسن ، و الحسين ، و أسامة بن زيد
و زيد بن حارثة ، و أيمن بن أم أيمن رضي الله عنهم ، رافعا صوته بالتهليل
و التكبير ، فيأخذ طريق الحذائين حتى يأتي المصلى ، و إذا فرغ رجع على الحذائين
حتى يأتي منزله " .
قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ، غير أن عبد الله بن عمر و هو العمري
المكبر ، قال الذهبي : " صدوق في حفظه شيء " .
قلت : فمثله مما يصلح للاستشهاد به ، لأن ضعفه لم يأت من تهمة في نفسه ، بل من
حفظه ، فضعفه يسير ، فهو شاهد قوي لمرسل الزهري ، و بذلك يصير الحديث صحيحا كما
تقتضيه قواعد هذا العلم الشريف .
و للحديث طريق أخرى عن ابن عمر ، روي من طريق الزهري أخبرني سالم بن عبد الله
أن عبد الله بن عمر أخبره به . مثل المرسل .
غير أن إسناده إلى الزهري واه جدا كما بينته في " إرواء الغليل " ( 643 ) فمثله
لا يستشهد به ، فلذلك أعرضت عن إيراده هنا .

و قد صح من طريق نافع عن ابن عمر موقوفا مثله . و لا منافاة بينه و بين المرفوع

لاختلاف المخرج ، كما هو ظاهر ، فالحديث صحيح عندي مرفوعا و موقوفا .
و لفظ الموقوف :
" كان يجهر بالتكبير يوم الفطر إذا غدا إلى المصلى حتى يخرج الإمام ، فيكبر
بتكبيره " .


أخرجه الفريابي في " كتاب أحكام العيدين " ( ق 129 / 1 ) بسند صحيح ، و رواه
الدارقطني ( 180 ) و غيره بزيادة : " و يوم الأضحى " . و سنده جيد .
و في الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهرا في
الطريق إلى المصلى ، و إن كان كثير منهم بدأوا يتساهلون بهذه السنة حتى كادت
أن تصبح في خبر كان ، و ذلك لضعف الوازع الديني منهم ، و خجلهم من الصدع بالسنة
و الجهر بها ، و من المؤسف أن فيهم من يتولى إرشاد الناس و تعليمهم ، فكأن
الإرشاد عندهم محصور بتعليم الناس ما يعلمون ! ، و أما ما هم بأمس الحاجة إلى
معرفته ، فذلك مما لا يلتفتون إليه ، بل يعتبرون البحث فيه و التذكير به قولا
و عملا من الأمور التافهة التي لا يحسن العناية بها عملا و تعليما ، فإنا لله
و إنا إليه راجعون .

و مما يحسن التذكير به بهذه المناسبة ، أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه

الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض و كذلك كل ذكر يشرع فيه رفع الصوت
أو لا يشرع ، فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور ، و مثله الأذان من الجماعة
المعروف في دمشق بـ " أذان الجوق " ، و كثيرا ما يكون هذا الاجتماع سببا لقطع
الكلمة أو الجملة في مكان لا يجوز الوقف عنده ، مثل " لا إله " في تهليل فرض
الصبح و المغرب ، كما سمعنا ذلك مرارا .
فنكن في حذر من ذلك و لنذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم :
" و خير الهدي هدي محمد " .