حكم تفسير الأحلام:الشيخ محمد بن العثيمين رحمه الله:

قال الله تعالى: ( بسم الله الرحمن الرحيم

الر تلك آيات الكتاب المبين * إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون * نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين * إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين * قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين ) ( سورة يوسف: 1 - 5 )


عن أبي قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم شيئا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليستعذ بالله من شرها فإنها لا تضره ) رواه الترمذي


قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( من رأى في منامه ما يكره أن يتفل عن يساره ثلاث مرات وأن يقول أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت وأن ينقلب على الجنب الآخر وأن لا يحدث بذلك أحدا فإذا فعله فإن ذلك لا يضره )


عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رأسي قُطع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وقال: ( إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس ) رواه مسلم


يجب عدم الاهتمام بالأحلام كثيرا والإعراض عنها لأن الشيطان عدو للإنسان ويمثل للنائم في منامه أشياء كثيرة غريبة مزعجة مؤلمة فهو يحدث كل شيء يزعج الإنسان:


الشيطان يوري الإنسان في منامه أشياء مزعجة في نفسه أو في أهله أو في مجتمعه ودواء هذا أن يتفل الإنسان عن يساره ثلاث مرات ويقل: أعوذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأيت ولا يحدث بذلك أحدا وإذا كان على فراشه وأراد الاستمرار في النوم فلينقلب على الجانب الآخر وحينئذ لا يضره هذا الحلم شيئا ولا يتعب في طلب من يعبره له وينتهي عند هذا الحد الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم:


إذا رأى الإنسان ما يسره فليستبشر بالخير وليعبره على ما يطرأ في باله وقلبه ويرجى أن الله سبحانه وتعالى يجعله واقعا على حسب ما رأى في منامه وعبرة في كلامه:


ما يراه النائم في منامه ثلاثة أقسام:



القسم الأول: قسم من الشيطان: وهو أن يرى الإنسان ما يغمه أو ما لا يمكن وقوعه فهذا من الشيطان لأنه حريص على إدخال الحزن والهم والغم على بني آدم وحريص على أن يبقى المؤمن حزينا مغموما مهموما فهذا من الشيطان ومن الأصل يجب أن يعرض عنه ولا يبحث عنه:


القسم الثاني: مما يراه النائم ما يحدث به نفسه دائما فإن الإنسان إذا اهتم بشيء وصار يحدث نفسه قد يتعرض لرؤيته في المنام ولهذا يقال أحلام الناس من حديث قلوبهم يعني أن الإنسان إذا كان مهتما بالشيء فإنه لقوة ما في قلبه من الهم فيه والتفكير فيه قد يراه في المنام وهذا واضح:


القسم الثالث: الرؤيا مما يراه النائم وهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة وتكون رؤيا لها أصل وتكون هادئة وليس فيها إفزاع فهذه رؤيا ولكن إن رأى الإنسان ما يكره فليستعذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى ولا يحدث أحدا بذلك ولا تضره وإن رأى ما يحب فليحدث بها لكن لا يحدث بها شخصا يخشى أن يحسده عليها:


إذا رأى الإنسان ما يحب ويستبشر به فليحمد الله على ذلك ولكن لا يحدث إلا شخصا يحب له ما يحب لنفسه لأن كثيرا من الناس أشرار فربما إذا حدثهم بها كادوا له كيدا حتى لا تتحقق هذه الرؤيا: