بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:فنتجة لكثرة الراغبين في أداء مناسك الحج ومحدودية مساحة مشاعر الحج، قامت المملكة السعودية بتنظيم وتحديد أعدد الحجاج لكل دولة، وكذلك الدول وضعت قوانين وشروط تنظم بها العدد المحدد إليها.ومن هذه اللوائح: (أن لا يتم استبدال الذين تم اختيارهم لأداء فريضة الحج وحالت ظروفهم دون إتمام إجراءات السفر إلا بعد إحضار تنازل رسمي موثق بمحرر عقود من المعني لأحد أقاربه).وبعض الإخوة - هداهم الله – ممن وجب عليه الحج ولم يحج من قبل مع قدرته بعدما يخرج في القرعة تأخذه العاطفة فيتنزل عن مكانه لأحد أبوية ممن لم يحج من قبل، وبعضهم ممن بيّت نيته وأضمر طويته على ذلك.وفي هذا محذور شرعي ومخالفة للنص النبوي، فعن ابن عباس قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: لبيك عن شبرمة.قال: ((من شبرمة)).قال: أخ لي أو قريب لي.قال: ((أحججت عن نفسك ؟)).قال: لا.قال: ((حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة)). أخرجه الشافعي وأبو داود وابن ماجه وصححه الإمام الألباني رحمه الله.ويزداد الطين بله عندما يقدم من ليس عنده القدرة على الحج ليتنازل عن مكانه لأحد أقاربيه أو أصدقائه مع أن الدولة تمنع هذا.والحج صحيح لمن حج بهذه الطريقة مع وقوع الإثم الحج إن كان مشاركا في هذا التحايل، وفي هذا التحايل مشابهة لأصحاب السبت من اليهود المغضوب عليهم إخوان القردة والخنازير. هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. كتبه عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 15 رجب سنة 1438 هـ الموافق لـ: 12 أبريل سنة 2017 ف