النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    أبو فريحان غير متواجد حالياً فضيلة الشيخ / أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي - حفظه الله -
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    79

    افتراضي نَاقِصَاتُ عَقْلٍ وَدِين !!

    نَاقِصَاتُ عَقْلٍ وَدِين !!قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرجل الحازم من إحداكن ) . قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ ؛ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟) . قُلْنَ : بَلَى . قَالَ :( فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَان عقلهَا .أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ ؛ لَمْ تَصِلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟) . قُلْنَ : بَلَى . قَالَ :( فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) ."متفق عليه" .الحديث لا يحتاج شرح ، فقد شرح وبين الصادق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما المراد بـ(نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ).ولكن نرد على المستغلين هذا الحديث من المتنطعين المتهوكين الذين يريدون تسيسه تسيِّساً إجرامياً في حق المرأة المسلمة ، فكأنها ليست مُكلفة كالرجل في العبادات ولا في المعاملات وليس لها حق في التفكير وإبداء الرأي الصواب فيما تقدر عليه إذا احتاج إليها المجتمع وفي حدود الحشمة والعفة والحياء .وفي المقابل : هناك أقوام يسيِّسون المرأة أيضاً لقضاء شهواتهم ورغباتهم والاستمتاع بها ؛ فيريدون لها الخروج للشارع ، والمنتديات ، والمؤتمرات ، والاختلاط بالرجال وكشف الوجه ؛ من خلال دعاوتهم المزعومة بـ"تحرير المرأة" والتركيز على "قيادة المرأة للسيارة" وتَبَوّء مراكز الولاية العُظمى والوزارية التي تُلزمها فيما بعد على الاختلاط ، والاجتماع بالرجال الجانب طبعاً بحجة العمل يتطلب ذلك ، فيُخرجونها من الحشمة والعفاف والحياء إلى مظان الشر والفساد .ويهمنا هنا أن أبين مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي وكيف احترمها كـ"أمّ ، وزوجة، وابنة، وأخت" ، وعرف لها ذلك وحفظ كرامتها .أولاً وقبل كل شيء :المرأة خُلقت من شق الرجل ، ففي الحديث ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً ، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ ؛ أَعْلاَهُ ) . "متفق عليه" .قَالَ الشَّافِعِيُّ :"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، لَمَّا خَلَقَ آدَمَ ؛ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ" ."سنن ابن ماجه" .قال النووي في "شرح مسلم" :وَفِي الحدِيثِ : دَلِيلٌ لِمَا يَقُولُهُ الْفُقَهَاءُ أَوْ بَعْضُهُمْ :"أَنَّ حَوَّاءَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ" . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :{ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زوجها } ، وَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ" .قال ابن حجر في "الفتح" :"فِيهِ إِشَارَةٌ : إِلَى أَنَّ حَوَّاءَ ؛ "خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعِ آدَمَ الْأَيْسَرِ" .وَقِيلَ : "مِن ضلعه الْقصير" . أخرجه بن إِسْحَاقَ ، وَزَادَ : "الْيُسْرَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَجُعِلَ مَكَانَهُ لَحْمٌ" ، وَمَعْنَى "خُلِقَتْ" ؛ أَيْ : أُخرجت كَمَا تخرج النَّخْلَة من النواة" .وممن قال ذلك من الصحابة :ابْنُ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :"إِنَّمَا سميت الْمَرْأَة مرأة لِأَنَّهَا خلقت من الْمَرْء" . "تفسير السيوطي" ، وقال : "أخرجه أَبُو الشَّيْخ ، وَابْن عَسَاكِر" .وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ :"لَمَّا أُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ مَشَى فِيهَا مُسْتَوْحِشاً ، فَلَمَّا نَامَ ؛ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلَعِهِ الْقُصْرَى مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ ؛ لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ، وَيَأْنَسَ بِهَا ، فَلَمَّا انْتَبَهَ رَآهَا ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتِ :امْرَأَةٌ خُلِقْتُ مِنْ ضِلَعِكَ ؛ لِتَسْكُنَ إِلَيَّ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها }" ."تفسير الطبري"، و"القرطبي" واللفظ له .وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا :"خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ خَلْفٍ ، مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الأَيْسَرِ" . "تفسير ابن المنذر".قلتُ : هذا قول ثلاثة من كبار فقهاء أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومثل هذا ؛ لا يُقال بالرأي ؛ لو لم يكن عندهم علمٌ أو فهمٌ من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك . والله أعلم .ومعنى الحديث الإجمالي :قال النووي : "وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ : مُلَاطَفَةُ النِّسَاءِ ، وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِنَّ ، وَالصَّبْرُ عَلَى عِوَجِ أَخْلَاقِهِنَّ ، وَاحْتِمَالُ ضَعْفِ عُقُولِهِنَّ ، وَكَرَاهَةُ طَلَاقِهِنَّ بِلَا سَبَبٍ ، وَأَنَّهُ لَا يُطْمَعُ بِاسْتِقَامَتِهَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ" . "شرح مسلم" ."فَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنْ لَا يَتْرُكَهَا عَلَى الِاعْوِجَاجِ إِذَا تَعَدَّتْ مَا طُبِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ النَّقْصِ إِلَى تَعَاطِي الْمَعْصِيَةِ بِمُبَاشَرَتِهَا أَوْ تَرْكِ الْوَاجِبِ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ أَنْ يَتْرُكَهَا عَلَى اعْوِجَاجِهَا فِي الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ وَفِي الْحَدِيثِ النَّدْبُ إِلَى الْمُدَارَاةِ لِاسْتِمَالَةِ النُّفُوسِ وَتَأَلُّفِ الْقُلُوبِ وَفِيهِ سِيَاسَةُ النِّسَاءِ بِأَخْذِ الْعَفْوِ مِنْهُنَّ وَالصَّبْرِ عَلَى عِوَجِهِنَّ وَأَنَّ مَنْ رَامَ تَقْوِيمَهُنَّ فَإِنَّهُ الِانْتِفَاعُ بِهِنَّ مَعَ أَنَّهُ لَا غِنَى لِلْإِنْسَانِ عَنِ امْرَأَةٍ يَسْكُنُ إِلَيْهَا وَيَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى مَعَاشِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ الِاسْتِمْتَاعُ بِهَا لَا يَتِمُّ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَيْهَا" . قاله ابن حجر في "الفتح" .قالت "اللجنة الدائمة" : "ظاهر الحديث أن المرأة - والمراد بها حواء - عليها السلام - ؛ خلقت من ضلع آدم ، وهذا لا يخالف الحديث الآخر الذي فيه تشبيه المرأة بالضلع ، بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه، وأنها عوجاء مثله، لكون أصلها منه . والمعنى : كما أوضح ذلك شراح الحديث ، ومنهم الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6 / 368) رحم الله الجميع . وبهذا يتبين أن إنكار خلق حواء من ضلع آدم غير صحيح.وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءعضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيسبكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز" .قلتُ : لم يكن في الحديث تنقُّصاً للنساء أو إذلالاً أو استصغاراً لهن ؛ حتى نحتاج إلى تقعر المتقعرين والمتشدقين ، بل فيه كما بيّن أهلا العلم ممن نقلنا عنهم ، أنه : ملاطفة ، وإحسان ، وتعليم لهن ، وتأديبهن ، والصبر عليهم في أخطائهن وعدم تركهن في الخطأ .ثانياً : النشاء شقائق الرجال.قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ) ."أحمد، وابو داود، والترمذي"، وغيرهم . وذلك في العبادات والمعاملات والآداب ، ويُستثنى من ذلك ما يُخرجهن من العفاف والحشمة ؛ كالاختلاط بالرجال ومزاحمتهم ، ومن ذلك : "قيادة السيارة" التي من لوازمها : كشف الوجه مهما يدعي المدّعون أنه ليس بلازم ، والتحدث لرجال الامن والشرطة والمرور ، والتعرض للمغرضين والمستغلين للموافق إذا ما حدث عطل في المركبة ، وغير ذلك من العوائق .فلا نُطلق اللسان في الإساءة إلى المرأة وتنقصها وكأنها لا إرادة لها ولا رأي صائب ، ولا عقل راجح بحجة حديث الباب الذي يفهمه البعض بالمنكوس .أليست المرأة هي الأم التي أنجبت الأنبياء ، والصالحين ، والعلماء ، والمجاهدين والخلفاء ، والملوك ، والنجباء ، و ، و ؟!أليس المرأة هي : الزوجة المـُؤَنِّسة للرجل ، السكن له ، المـُمَتِّعة له ، القاضية حاجته ، والمربية لأولاده ، الخادمة في بيته ، والمـُكرمة لضيوفه ، المطيبة نفسه والمـُطَمْئِنةُ له في حال قلقه وفزعه ؟؟!!ففي الحديث : "وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ المـَلَكُ ... ، فَرَجَعَ إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ فَقَالَ :( زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ) ، فَزُمِّلَ ، قَالَ يَا خَدِيجَةُ ! : ( لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلَاءً ، لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلَاءً ) ، قَالَتْ خَدِيجَةُ :أَبْشِرْ ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَداً ، إِنَّكَ لَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" . متفق عليه.أليست المرأة هي التي أشارت بعقلها السليم في صلح الحديبة عندما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ :( قومُوا فَانْحَروا ، ثمَّ احْلِقوا ) فما قام منهم رَجلٌ ، فلما لم يقُمْ منهم أحَدٌ دخل على أمِّ سلَمَةَ ، فذكر لها ما لَقيَ من الناس ، فقالت أمُّ سلَمَةَ : يا نَبيَّ اللّهِ ! أَتُحبُّ ذلك ؟"اخرُجْ لا تُكَلّمْ أحَداً منهم كَلمَةً حتى تنْحَرَ بُدْنكَ وتَدْعُوَ حَالقَكَ فَيَحْلقَكَ" .فخَرَجَ فلم يُكَلّمْ أحَداً منهم حتى فعَلَ ذلك : ( نحَرَ بُدْنهُ ودَعَا حَالقَهُ فحَلَقَهُ ) ، فلما رأَوْا ذلك قامُوا فنَحَرُوا وجَعَلَ بعْضُهُمْ يَحْلقُ بعْضًا حتى كادَ بعْضُهُمْ يقْتُلُ بَعضًا) . البخاري، وغيره .فيا ليت شعري أن نفهم ديننا وعقيدتنا كما كان السلف يفهما ونقلها إلينا الثقات ، وألاَّ نلوي أعناق النصوص ؛ من كلا الطرفين : الغالي ، والجافي ، أو نتقول على الشرع ؛ بأنّ المرأة لديها "ربع عقل الرجل أو حتى نصفه أو ثلاثة أرباعه" .أنّا لمن قال ذلك ؛ النص من الكتاب والسنة ، أو من كلام الصحابة والتابعين ؟؟!!فما أكثر النساء اللاَّتي ترجح عقولهن بعقول آلاف من الرجال ؛ والتاريخ يشهد بذلك !والحديث ليس فيه ؛ لا من قريب ولا من بعيد تقدير حجم عقل المرأة ، ولو كان عقلها نصف أو ربع عقل الرجل ؛ لاقتضت حكمة الله تعالى لتمام حُكمه وعدله ؛ أن يطرح عنها شطر العبادات ، ولَمَا ساواها بالرجل في ذلك إلا ما اختُصت به في بعض المسائل . بل إن قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ ؛ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟) ، يبين معناه أيضاً قوله تعالى في "آية الدَّيْن" :{ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } .أي : "إِنْ نَسِيَتْ إِحْدَاهُمَا شَهَادَتَهَا ؛ تُذَكِّرُهَا الْأُخْرَى" .قاله جمعٌ من أهل "التفسير". انظر مثلاً "تفسير الطبري".والله أعلم .كتبه /أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .الجمعة 2 / 1 / 1439هـ

  2. #2
    أبو فريحان غير متواجد حالياً فضيلة الشيخ / أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي - حفظه الله -
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    79

    افتراضي رد: نَاقِصَاتُ عَقْلٍ وَدِين !!

    نَاقِصَاتُ عَقْلٍ وَدِين !!قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرجل الحازم من إحداكن ) . قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ ؛ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟) . قُلْنَ : بَلَى . قَالَ :( فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَان عقلهَا .أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ ؛ لَمْ تَصِلِّ وَلَمْ تَصُمْ ؟) . قُلْنَ : بَلَى . قَالَ :( فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) ."متفق عليه" .الحديث لا يحتاج شرح ، فقد شرح وبين الصادق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما المراد بـ(نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ).ولكن نرد على المستغلين هذا الحديث من المتنطعين المتهوكين الذين يريدون تسييسه تسيِّيساً إجرامياً في حق المرأة المسلمة ، فكأنها ليست مُكلفة كالرجل في العبادات ولا في المعاملات وليس لها حق في التفكير وإبداء الرأي الصواب فيما تقدر عليه إذا احتاج إليها المجتمع وفي حدود الحشمة والعفة والحياء .وفي المقابل : هناك أقوام يسيِّسون المرأة أيضاً لقضاء شهواتهم ورغباتهم والاستمتاع بها ؛ فيريدون لها الخروج للشارع ، والمنتديات ، والمؤتمرات ، والاختلاط بالرجال وكشف الوجه ؛ من خلال دعواتهم المزعومة بـ"تحرير المرأة" والتركيز على "قيادة المرأة للسيارة" وتَبَوّء مراكز الولاية العُظمى والوزارية التي تُلزمها فيما بعد على الاختلاط ، والاجتماع بالرجال الأجانب طبعاً بحجة العمل يتطلب ذلك ، فيُخرجونها من الحشمة والعفاف والحياء إلى مظان الشر والفساد .ويهمنا هنا أن أبين مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي وكيف احترمها كـ"أمّ ، وزوجة، وابنة، وأخت" ، وعرف لها ذلك وحفظ كرامتها .أولاً وقبل كل شيء :المرأة خُلقت من شق الرجل ، ففي الحديث ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً ، فَإِنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ ؛ أَعْلاَهُ ) . "متفق عليه" .قَالَ الشَّافِعِيُّ :"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، لَمَّا خَلَقَ آدَمَ ؛ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ" ."سنن ابن ماجه" .قال النووي في "شرح مسلم" :وَفِي الحدِيثِ : دَلِيلٌ لِمَا يَقُولُهُ الْفُقَهَاءُ أَوْ بَعْضُهُمْ :"أَنَّ حَوَّاءَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ" . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :{ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زوجها } ، وَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ" .قال ابن حجر في "الفتح" :"فِيهِ إِشَارَةٌ : إِلَى أَنَّ حَوَّاءَ ؛ "خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعِ آدَمَ الْأَيْسَرِ" .وَقِيلَ : "مِن ضلعه الْقصير" . أخرجه بن إِسْحَاقَ ، وَزَادَ : "الْيُسْرَى مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَجُعِلَ مَكَانَهُ لَحْمٌ" ، وَمَعْنَى "خُلِقَتْ" ؛ أَيْ : أُخرجت كَمَا تخرج النَّخْلَة من النواة" .وممن قال ذلك من الصحابة :ابْنُ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :"إِنَّمَا سميت الْمَرْأَة مرأة لِأَنَّهَا خلقت من الْمَرْء" . "تفسير السيوطي" ، وقال : "أخرجه أَبُو الشَّيْخ ، وَابْن عَسَاكِر" .وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَابْنُ عَبَّاسٍ :"لَمَّا أُسْكِنَ آدَمُ الْجَنَّةَ مَشَى فِيهَا مُسْتَوْحِشاً ، فَلَمَّا نَامَ ؛ خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ ضِلَعِهِ الْقُصْرَى مِنْ شِقِّهِ الْأَيْسَرِ ؛ لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ، وَيَأْنَسَ بِهَا ، فَلَمَّا انْتَبَهَ رَآهَا ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتِ ؟ قَالَتِ :امْرَأَةٌ خُلِقْتُ مِنْ ضِلَعِكَ ؛ لِتَسْكُنَ إِلَيَّ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها }" ."تفسير الطبري"، و"القرطبي" واللفظ له .وقال عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا :"خُلِقَتْ حَوَّاءُ مِنْ خَلْفٍ ، مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الأَيْسَرِ" . "تفسير ابن المنذر".قلتُ : هذا قول ثلاثة من كبار فقهاء أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ومثل هذا ؛ لا يُقال بالرأي ؛ لو لم يكن عندهم علمٌ أو فهمٌ من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك . والله أعلم .ومعنى الحديث الإجمالي :قال النووي : "وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ : مُلَاطَفَةُ النِّسَاءِ ، وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِنَّ ، وَالصَّبْرُ عَلَى عِوَجِ أَخْلَاقِهِنَّ ، وَاحْتِمَالُ ضَعْفِ عُقُولِهِنَّ ، وَكَرَاهَةُ طَلَاقِهِنَّ بِلَا سَبَبٍ ، وَأَنَّهُ لَا يُطْمَعُ بِاسْتِقَامَتِهَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ" . "شرح مسلم" ."فَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنْ لَا يَتْرُكَهَا عَلَى الِاعْوِجَاجِ إِذَا تَعَدَّتْ مَا طُبِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ النَّقْصِ إِلَى تَعَاطِي الْمَعْصِيَةِ بِمُبَاشَرَتِهَا أَوْ تَرْكِ الْوَاجِبِ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ أَنْ يَتْرُكَهَا عَلَى اعْوِجَاجِهَا فِي الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ وَفِي الْحَدِيثِ النَّدْبُ إِلَى الْمُدَارَاةِ لِاسْتِمَالَةِ النُّفُوسِ وَتَأَلُّفِ الْقُلُوبِ وَفِيهِ سِيَاسَةُ النِّسَاءِ بِأَخْذِ الْعَفْوِ مِنْهُنَّ وَالصَّبْرِ عَلَى عِوَجِهِنَّ وَأَنَّ مَنْ رَامَ تَقْوِيمَهُنَّ فَاتهُ الِانْتِفَاعُ بِهِنَّ مَعَ أَنَّهُ لَا غِنَى لِلْإِنْسَانِ عَنِ امْرَأَةٍ يَسْكُنُ إِلَيْهَا وَيَسْتَعِينُ بِهَا عَلَى مَعَاشِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ الِاسْتِمْتَاعُ بِهَا لَا يَتِمُّ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَيْهَا" . قاله ابن حجر في "الفتح" .قالت "اللجنة الدائمة" : "ظاهر الحديث أن المرأة - والمراد بها حواء - عليها السلام - ؛ خلقت من ضلع آدم ، وهذا لا يخالف الحديث الآخر الذي فيه تشبيه المرأة بالضلع ، بل يستفاد من هذا نكتة التشبيه، وأنها عوجاء مثله، لكون أصلها منه . والمعنى : كما أوضح ذلك شراح الحديث ، ومنهم الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6 / 368) رحم الله الجميع . وبهذا يتبين أن إنكار خلق حواء من ضلع آدم غير صحيح.وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاءعضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيسبكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز" .قلتُ : لم يكن في الحديث تنقُّصاً للنساء أو إذلالاً أو استصغاراً لهن ؛ حتى نحتاج إلى تقعر المتقعرين والمتشدقين ، بل فيه كما بيّن أهل العلم ممن نقلنا عنهم ، أنه : ملاطفة ، وإحسان ، وتعليم لهن ، وتأديبهن ، والصبر عليهم في أخطائهن وعدم تركهن في الخطأ .ثانياً : النساء شقائق الرجال.قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ ) ."أحمد، وابو داود، والترمذي"، وغيرهم . وذلك في العبادات والمعاملات والآداب ، ويُستثنى من ذلك ما يُخرجهن من العفاف والحشمة ؛ كالاختلاط بالرجال ومزاحمتهم ، ومن ذلك : "قيادة السيارة" التي من لوازمها : كشف الوجه مهما يدعي المدّعون أنه ليس بلازم ، والتحدث لرجال الأمن والشرطة والمرور ، والتعرض للمغرضين والمستغلين للمواقف إذا ما حدث عطل في المركبة ، وغير ذلك من العوائق .فلا نُطلق اللسان في الإساءة إلى المرأة وتنقصها وكأنها لا إرادة لها ولا رأي صائب ، ولا عقل راجح بحجة حديث الباب الذي يفهمه البعض بالمنكوس .أليست المرأة هي الأم التي أنجبت الأنبياء ، والصالحين ، والعلماء ، والمجاهدين والخلفاء ، والملوك ، والنجباء ، و ، و ؟!أليس المرأة هي : الزوجة المـُؤَنِّسة للرجل ، السكن له ، المـُمَتِّعة له ، القاضية حاجته ، والمربية لأولاده ، الخادمة في بيته ، والمـُكرمة لضيوفه ، المطيبة نفسه والمـُطَمْئِنةُ له في حال قلقه وفزعه ؟؟!!ففي الحديث : "وَهُوَ فِي غَارِ حِرَاءٍ فَجَاءَهُ المـَلَكُ ... ، فَرَجَعَ إِلَى خَدِيجَةَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ ، فَدَخَلَ فَقَالَ :( زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ) ، فَزُمِّلَ ، قَالَ يَا خَدِيجَةُ ! : ( لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلَاءً ، لَقَدْ أَشْفَقْتُ عَلَى نَفْسِي بَلَاءً ) ، قَالَتْ خَدِيجَةُ :أَبْشِرْ ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَداً ، إِنَّكَ لَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" . متفق عليه.أليست المرأة هي التي أشارت بعقلها السليم في صلح الحديبة عندما قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَصْحَابِهِ :( قومُوا فَانْحَروا ، ثمَّ احْلِقوا ) فما قام منهم رَجلٌ ، فلما لم يقُمْ منهم أحَدٌ دخل على أمِّ سلَمَةَ ، فذكر لها ما لَقيَ من الناس ، فقالت أمُّ سلَمَةَ : يا نَبيَّ اللّهِ ! أَتُحبُّ ذلك ؟"اخرُجْ لا تُكَلّمْ أحَداً منهم كَلمَةً حتى تنْحَرَ بُدْنكَ وتَدْعُوَ حَالقَكَ فَيَحْلقَكَ" .فخَرَجَ فلم يُكَلّمْ أحَداً منهم حتى فعَلَ ذلك : ( نحَرَ بُدْنهُ ودَعَا حَالقَهُ فحَلَقَهُ ) ، فلما رأَوْا ذلك قامُوا فنَحَرُوا وجَعَلَ بعْضُهُمْ يَحْلقُ بعْضًا حتى كادَ بعْضُهُمْ يقْتُلُ بَعضًا) . البخاري، وغيره .فيا ليت شعري أن نفهم ديننا وعقيدتنا كما كان السلف يفهمها ونقلها إلينا الثقات ، وألاَّ نلوي أعناق النصوص ؛ من كلا الطرفين : الغالي ، والجافي ، أو نتقول على الشرع ؛ بأنّ المرأة لديها "ربع عقل الرجل أو حتى نصفه أو ثلاثة أرباعه" .أنّى لمن قال ذلك ؛ النص من الكتاب والسنة ، أو من كلام الصحابة والتابعين ؟؟!!فما أكثر النساء اللاَّتي ترجح عقولهن بعقول آلاف من الرجال ؛ والتاريخ يشهد بذلك !والحديث ليس فيه ؛ لا من قريب ولا من بعيد تقدير حجم عقل المرأة ، ولو كان عقلها نصف أو ربع عقل الرجل ؛ لاقتضت حكمة الله تعالى لتمام حُكمه وعدله ؛ أن يطرح عنها شطر العبادات ، ولَمَا ساواها بالرجل في ذلك إلا ما اختُصت به في بعض المسائل . بل إن قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ ؛ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ؟) ، يبين معناه أيضاً قوله تعالى في "آية الدَّيْن" :{ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } .أي : "إِنْ نَسِيَتْ إِحْدَاهُمَا شَهَادَتَهَا ؛ تُذَكِّرُهَا الْأُخْرَى" .قاله جمعٌ من أهل "التفسير". انظر مثلاً "تفسير الطبري".والله أعلم .كتبه /أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي .الجمعة 2 / 1 / 1439هـ

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,285

    افتراضي رد: نَاقِصَاتُ عَقْلٍ وَدِين !!

    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل ونفع الله بك

    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser




معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •