المرأة كالرجل مأمورة بغض البصر وحفظ الفرج، قال الله تعالى: ( قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُجَهُم ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللّهَ خَبِيرُ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَ قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِّنَ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ).

قال شيخنا: الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسيره أضواء البيان: أمر الله جل وعلا المؤمنين والمؤمنات بغض البصر، وحفظ الفرج، ويدخل في حفظ الفرج حفظه من الزنى واللواط والمساحقة، وحفظه من الإبداء للناس والانكشاف لهم، إلى أن قال: وقد وعد الله تعالى من امتثل أمره في هذه الآية، من الرجال والنساء، بالمغفرة والأجر العظيم، إذا عمل معها الخصال المذكورة في سورة الأحزاب، وذلك في قوله تعالى: ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ) إلى قوله: ( وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَات وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَات أَعَدَّ اللَّه لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْرًا عَظِيمً)... انتهى.

والمساحقة هي إتيان المرأة المرأة بالمدالكة وذلك جريمة عظيمة تستحق عليها الفاعلتان تأديباً رادعاً، قال في المغني: وإن تدالكت امرأتان فهما زانيتان ملعونتان لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(( إذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان)). وعليهما التعزير لأنه زناً لا حد فيه .. انتهى.
فلتحذر المرأة المسلمة خصوصاً الشابات من فعل هذا المنكر القبيح. وأما عن غض البصر، فقد قال عنه العلامة ابن القيم في الجواب الكافي: وأما اللحظات فهي رائد الشهوة ورسولها، وحفظها أصل حفظ الفرج، فمن أطلق نظره أورد نفسه موارد الهلاك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى) المراد بها نظرة الفجأة التي تقع بدون قصد، قال : وفِي المسند عنه صلى الله عليه وسلم: (( النظر سهم مسموم من سهام إبليس )) إلى أن قال : والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد مالك يمنع منه مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده..انتهى .
فعليك أيتها الأخت المسلمة بغض البصر عن النظر إلى الرجال، وعدم النظر في الصور الفاتنة التي تعرض في بعض المجلات، أو على الشاشات في التلفاز أو الفيديو تسلمي من سوء العاقبة، فكم نظرة جرت على صاحبها حسرة، والنار من مستصغر الشرر.
المصدر: تنبيهات على أحكام تختص بالمؤمنات
للعلامة د. صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
منقول