الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ الألباني في صحيح أبي داود عن الحديث المسئول عنه .
2559 - عن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ عن أبيه؛ أنه حدثه - وكان له صحبة -:
أن رجلًا سأله فقال: يا رسول الله! ما الكبائر؟ فقال:
"هُنَّ سبع … " فذكر معناه؛ زاد: "وعقوق الوالِدَيْنِ المسلمَيْن، واستحلالُ البيتِ الحرامِ - ‌قِبْلَتِكُم ‌أحياءً وأمواتًا -".
(قلت: حديث حسن، وصَحَّحَ إسنادَه الحاكمُ والذهبيُّ، وحسنه المنذري)
قلت : وقال الأرنئوط في تحقيق سنن أبي داود < 4/499> فالحديث صحيح لغيره .
وعليه فلا ينبغ للمسلم أن يدفن المسلم قريبا أو بعيدا كان لغير القبلة .
جاء في أحكام الجنائز للشيخ الألباني < 1/151>:
104 - ويجعل الميت في قبره على جنبه اليمين، ووجهه قبالة القبلة، ورأسه ورجاله إلى يمين القبلة ويسارها، على هذا جرى عمل أهل الإسلام من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وهكذا كل مقبرة على ظهر الأرض، كذا في " المحلى " (5/ 173) وغيره.
وفي «أحكام الجنائز» للشيخ ابن عثيمين (ص308):
«‌‌الأمر العشرون: يجعل الميت في قبره على جنبه الأيمن، ووجهه قبالة القبلة، ورأسه إلى يمين القبلة، ورجلاه إلى يسار القبلة، وعلى هذا جرى عمل أهل الإسلام من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا، وهكذا كل مقبرة على ظهر الأرض ، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((البيت الحرام قبلتكم أحياءً وأمواتاً)). وينبغي أن يُدنى من حائط القبر القبلي الأمامي؛ لئلا ينكب على وجهه، وأن يسند من خلف ظهره بتراب؛ لئلا ينقلب على ظهره.
فينبغي للمسلمين وخاصة أولياء الميت أن يحرصوا على دفنه في اتجاه القبلة ، وقد رأيت في بعض الجنائز التي حضرتها أن الكثير من المسلمين لا يهتمون بهذه المسألة ويدفنون مواتهم إلى أي جهة كانت ظنا من بعضهم ومنهم الحفارين الذين يحفرون القبور أن الأمر سهل ، وقد حولت ما استطعت منهم ممن أرادوا دفنهم لغير القبلة . فعلى المسلم أن يوصي ورثته أن يتحروا في دفنه إلى القبلة ، ووأن يتحروا السنة في الدفن . نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بالحسنى .