تسمية المسميات بغير اسمها صناعة إبليس
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد:
فشياطين الإنس الذين يزخرفون القول لترويج الباطل، هم جنود إبليس، ومن أساليبهم الرخيصة تسمية المسميات بغير اسمها، أي تسمية ما حرم الله عز وجل بأسماء لا تنفر منها النفوس المريضة.
ومن أمثال ذلك:
الربا: فوائد.
الرشوة: إكرامية.
الميسر والقمار : يانصيب.
والسهر على الغناء والرقص والزنا: ليالي حمراء.
واللواط والسحاق: زواج المثليين.
الخمر أم الخبائث: مشروبات روحية.
جحد صفات الله: تنزيه.
وغير ذلك.


هذه صناعة إبليس فقد سمى الشجرة التي حرمها الله تعالى على أبينا آدم وزوجه سمها شجرة الخلد.
قال الله عز وجل على لسان إبليس: {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طه: 120] .
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان)): ((وإنما كذبهما عدو الله، وغرّهما، وخدعهما؛ بأن سمّى تلك الشجرة شجرة الخلد، فهذا أول المكر والكيد، ومنه وَرِثَ أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحبُّ النفوسُ مسمَّياتها، فسمَّوا الخمر أمَّ الأفراح، وسمَّوا أخاها بلُقَيْمة الراحة، وسمَّوا الربا بالمعاملة، وسمَّوا المُكُوسَ بالحقوق السلطانية، وسمَّوا أقبح الظلم وأفحشه شرع الديوان، وسمَّوا أبلغ الكفر -وهو جحد صفات الرب- تنزيهًا، وسمَّوا مجالس الفسوق مجالس الطَّيبة! فلما سمَّاها شجرة الخلد قال: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا كراهة أن تأكلا منها فتخلدا في الجنة ولا تموتا؛ فتكونان مثل الملائكة الذين لا يموتون)) اهـ.
فاحذر أن تكون من جند إبليس فتزخرف الباطل وتسمي ما حرم الله بغير اسمه.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الخميس 25 رمضان سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 30 مايو سنة 2019 ف