مراتب الدعاء :
≠============
الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه وعلى من لآثارهم اقتفى فوفى .
وبعد .
فإن الدعاء هو العبادة وشأنه عظيم جدا حتى أن الله تعالى يغضب من العبد الذي يترك دعاءه ، بل توعده بدخول النار فقال سبحانه : (( إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين )) .
وقال صلى الله عليه وسلم :(( مَن لم يسألِ اللهَ يغضبْ علَيهِ)).صحيح الترمذي ( ٣٣٧٣).
فدُعاءُ اللهِ تعالى مِن أفضَلِ العِباداتِ الَّتي يتَقرَّبُ بها العبدُ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ؛ فهو دليلُ خُضوعٍ وذُلٍّ مِن العبدِ إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، واللهُ عزَّ وجلَّ يُحِبُّ من العبد ذلك .
وفي هذا المقال أبين مراتب الدعاء الواردة في الكتاب والسنة ؛ إذ هو على مراتب أربع ؛ وهي كلها مهمة وأولها أفضلها ، ولكن ينبغي على العبد الداعي أن يراعي في كل مرتبة الوقت المناسب والحال التي تناسب كل مرتبة .
والمقال مستل من شرحي لرسالة ابن أبي زيد القيرواني - رحمه الله- فقد قال بعد الانتهاء من المقدمة وهو يخاطب من طلب منه أن يكتب له ولغيره الرسالة ...
متن : أعاننا الله وإياك على رعاية ودائعه ..
====
شرح : هذا دعاء من المصنف – رحمه الله – لنفسه ولطالب العلم المتعلم السائل الذي سأله أن يكتب له الرسالة ، دعا له بالتوفيق لحفظ ورعاية ودائع الله وهي النعم التي من بها عليه والأمانات التي استودعها الله في الإنسان من حياة وعقل وجوارح وغير ذلك ..
وقد أحسن المؤلف – رحمه الله - إذ بدأ بالدعاء لنفسه ثم للسائل المتعلم ، وذلك هو سنة الأنبياء والمرسلين ودأب عباده الصالحين .
وهي المرتبة الأولى وهي أعلاها :
وقد كان الغالب على نبينا - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا أن يبدأ بنفسه ،
ثم بمن أراد أن يدعو له فردا أو جماعة وهو كثير ..
وقد أخبرنا الله عن نبيه ورسوله نوح أنه قال :{ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا } (28) نوح . فبدأ بنفسه .
وأخبرنا عن رسوله وخليله إبراهيم :{ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ } (41) إبراهيم . فبدأ بنفسه .
وأخبرنا عن رسوله وكليمه موسى فقال :{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }(151)الأعراف . فبدأ بنفسه .
أما دعاء عباده الصالحين وأنهم يقدمون أنفسهم على غيرهم قال تعالى :{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }(10) الحشر .
وفي الموطأ( 53) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يُعَلِّمُ النَّاسَ التَّشَهُّدَ، يَقُولُ: قُولُوا: (( التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ
وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ،
أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ)) .
والسلام دعاء فبدؤوا بأنفسهم أن يسلمهم الله من كل سوء وكذلك عباد الله الصالحين .
وفي البخاري ( 831 -835) قال عبد الله (هو ابن مسعود) : كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، قلنا: السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان، فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (( إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم، فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله )) وأخرجه مسلم (402). وهذا كثير جدا في السنة .
والمرتبة الثانية : أن يخص نفسه بالدعاء وهي ثابتة بالكتاب والسنة ففي كتاب الله قال تعالى عن نبيه سليمان :{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ }(35)ص.
وأما الأحاديث فكثيرة : عن أبي سَلَمَةَ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: (( اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)) رواه الخمسة ، مسلم (770) وأبو داود (767)والترمذي (3420)والنسائي ( 1625)وابن ماجة (1357).
عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قال: كنا نعدَّ لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة ((رب اغفر لي و تُب عليَّ، إنك أنت التواب الغفور))، وفي لفظ: (الرحيم)). وصححه الشيخ الألباني في صحيح أبي داود (5/ 248 ) وصحيح ابن ماجه(2 /321) وفي صحيح الترمذي،
( 3 /153).
وفي مسلم (2527): ((عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُلِ اللهُمَّ
وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ))وأبو داود(4225).
وفي سنن أبي داود (1425) قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ عَنْهُمَا: عَلَّمَنِي رَسُولُ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ، - قَالَ ابْنُ جَوَّاسٍ: فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: - (( اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)). والترمذي (464)والنسائي (1745) وهو حديث صحيح .
وفي سنن النسائي (896) عَنْ جَابِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ كَبَّرَ، ثُمَّ قَالَ: (( إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ اهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَعْمَالِ وَأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَقِنِي سَيِّئَ الْأَعْمَالِ وَسَيِّئَ الْأَخْلَاقِ لَا يَقِي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ))وهو حديث صحيح .
وفي صحيح الأدب المفرد( 618 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما قَالَ: إنْ كُنا لَنعدُّ فِي المَجلس لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ربِّ اغفِر لِي وتُب عَلي إِنك أَنتَ التَّوابُ الرَّحيم) مَائة مَرةٍ.صحيح ـ» الصحيحة» (556) : [د: 8 ـ ك الوتر ، 26ـ ب في الاستغفار. ت: 45 ـ ك الدعوات , 38 ـ ب ما يقول إذا قام في المجلس].
والمرتبة الثالثة : الدعاء بصيغة الجمع فقط دون تخصيص : وذلك في كتاب الله قال تعال :{ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }(201)البقرة .
وقال تعالى :{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (23) الأعراف . على أن أقل الجمع اثنان .
وفي صحيح الأدب المفرد ( 633) (ث 159) عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قَالَ: قيلَ لَه إنَّ إخوانَك أَتوك مِن البَصرةِ - وهُو يَوْمَئِذٍ بِالزَّاوِيَةِ - لِتدعُو اللَّهَ لَهم قَالَ: اللهُمَّ
اغفِر لَنا وارحمنَا وآتنَا فِي الدُنيا حَسنة وفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وقِنا عَذاب النَّار. فاستزادُوه فَقال مِثلها، فَقال: إِنْ أُوتِيتُم هَذا فَقد أُوتيتُم خَيرَ الدُنيا والآخِرة. وإسناد صحيح.
وهنا تنبيه مهم : وهو لمن يفصلون في أدعية ،ويخترعون ألفاظا بكيفيات وأعداد معينة وأوقات معينة ، فهؤلاء إنما يعتدون في الدعاء ، وهو أحد أسباب موانع الدعاء .
وفي الأدعية الواردة غنية ، وإذا استجاب الله للعبد فيها فقد حصل الغرض وأوتي خيرا كثيرا في الدنيا والأخرة كما قال أنس رضي الله عنه.
وفيه (543)باب الرجل يكون في القوم فيبزق .
1148 - عن الحارث بن عمرو السهمي قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمِنًى أَوْ بِعَرَفَاتٍ وَقَدْ أَطَافَ بِهِ النَّاسُ وَيَجِيءُ الْأَعْرَابُ فَإِذَا رَأَوْا وَجْهَهُ قَالُوا هَذَا وَجْهٌ مُبَارَكٌ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا) فَدُرْتُ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا) فَدُرْتُ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرْ لِي فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لنا) فذهب بيده بُزَاقَهُ وَمَسَحَ بِهِ نَعْلَهُ كَرِهَ أَنْ يُصِيبَ أحدا من حوله.حديث حسن ـ «صحيح أبي داود» (1529) .
وقال عز من قائل :{وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }(147)آل عمران .
المرتبة الرابعة : تخصيص الغير بالدعاء فردا كان أو جماعة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ» قَالَ مَالِكٌ: " لَا أَرَى قَوْلَهُ: مَا لَمْ يُحْدِثْ، إِلَّا الْإِحْدَاثَ الَّذِي يَنْقُضُ الْوُضُوءَ " موطأ مالك (51)والبخاري من طريق مالك (445-447)ومسلم (649).
وعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، سَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِنْ دُعَائِهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللهُمَّ، اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الْأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ - أَوْ مِنْ عَذَابِ النَّارِ -» قَالَ: «حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذَلِكَ الْمَيِّتَ» مسلم ((963) والترمذي (1025) وقال حسن صحيح .والنسائي ( 62) وقال الألباني صحيح .
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ فَقُولُوا خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «قُولِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَأَعْقِبْنَا عُقْبَى صَالِحَةً» قَالَتْ: فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ تَعَالَى بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . أبو داود (3115)
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ، فَأَتَتْهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، وَكَانَ صَائِمًا، فَقَالَ: " أَعِيدُوا تَمْرَكُمْ فِي وِعَائِهِ، وَسَمْنَكُمْ فِي سِقَائِهِ " ثُمَّ قَامَ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَيْتِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ دَعَا لِأُمِّ سُلَيْمٍ وَلِأَهْلِهَا بِخَيْرٍ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي خُوَيْصَّةً قَالَ: " مَا هِيَ؟ " قَالَتْ: خَادِمُكَ أَنَسٌ، قَالَ: فَمَا تَرَكَ خَيْرَ آخِرَةٍ وَلَا دُنْيَا إِلَّا دَعَا لِي بِهِ، وَقَالَ: " اللهُمَّ ارْزُقْهُ مَالًا وَوَلَدًا، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ ". والبخاري (933) ، ومسلم (2480)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مِكْيَالِهِمْ، وَبَارِكْ لَهُمْ فِي صَاعِهِمْ وَمُدِّهِمْ يَعْنِي أَهْلَ الْمَدِينَةِ. موطأ مالك بَابُ الدُّعَاءِ لِلْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا(2/884) البخاري (5425) و (6363) ، ومسلم(1365).
وأختم بهذا الدعاء :
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ .