بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى :

يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ
الإنشقاق 6



قال ابن كثير في تفسيره :

أَيْ إِنَّك سَاعٍ إِلَى رَبّك سَعْيًا وَعَامِل عَمَلًا " فَمُلَاقِيه" ثُمَّ إِنَّك سَتَلْقَى مَا عَمِلْت مِنْ خَيْر أَوْ شَرّ . وَيَشْهَد لِذَلِكَ مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَنْ الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَر عَنْ أَبِي الزُّبَيْر عَنْ جَابِر قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَالَ جِبْرِيل يَا مُحَمَّد عِشْ مَا شِئْت فَإِنَّك مَيِّت وَأَحْبِبْ مِنْ شِئْت فَإِنَّك مُفَارِقه وَاعْمَلْ مَا شِئْت فَإِنَّك مُلَاقِيه " وَمِنْ النَّاس مَنْ يُعِيد الضَّمِير عَلَى قَوْله رَبّك أَيْ فَمُلَاقٍ رَبّك وَمَعْنَاهُ فَيُجَازِيك بِعَمَلِك وَيُكَافِئك عَلَى سَعْيك وَعَلَى هَذَا فَكِلَا الْقَوْلَيْنِ مُتَلَازِم قَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا " يَقُول تَعْمَل عَمَلًا تَلْقَى اللَّه بِهِ خَيْرًا كَانَ أَوْ شَرًّا . وَقَالَ قَتَادَة " يَا أَيّهَا الْإِنْسَان إِنَّك كَادِح إِلَى رَبّك كَدْحًا " إِنَّ كَدْحك يَا اِبْن آدَم لَضَعِيف فَمَنْ اِسْتَطَاعَ أَنْ يَكُون كَدْحه فِي طَاعَة اللَّه فَلْيَفْعَلْ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاَللَّهِ .

المصدر :
تفسير ابن كثير
ج8 ص280