صفات أهل السنة والجماعة وأهل الحديث


الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله



ويتواصون بقيام الليل للصلاة بعد المنام، وبصلة الأرحام، وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والرحمة على الفقراء والمساكين والأيتام، والاهتمام بأمور المسلمين.


والتعفف في المأكل والمشرب والمنكح والملبس، والسعي في الخيرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والبدار إلى فعل الخيرات أجمع، واتقاء سوء عاقبة الطمع، ويتواصون بالحق والصبر.


كل هذه من صفات وأخلاق أهل الحق وأهل الاستقامة، وأهل السنة والجماعة وأهل الحديث فهم يتواصون بقيام الليل للصلاة بعد المنام، كما قال الله -تعالى- عن المتقين: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ .
وقيام الليل من أفضل القربات وأجل الطاعات، وهو وإن لم يكن واجبا لكنه مستحب وهو من صفات المتقين والمؤمنين، قال -سبحانه- في وصف المتقين: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ .
"وبصلة الأرحام" كذلك أيضا يتواصون بصلة الأرحام والأرحام هم القرابات، من جهة الأم أو من جهة الأب. وأقربهم -الأرحام- الأبوان: الأب والأم، ثم الأقرب فالأقرب: الأبناء والبنات وأبناؤهم، والأجداد والجدات، والأعمام والعمات وأبناؤهم، والأخوال والخالات وأبناؤهم أي: الأقرب فالأقرب، على اختلاف الحالات. فالصلة تكون على حسب الحالة، والصلة تكون بالسؤال عن حاله، وإبلاغه السلام وزيارته، وإجابة دعوته، ومشاركته في آماله وآلامه، والهدية له، والنفقة عليه إن كان محتاجا، فكل هذا من صلة الرحم.
وأقل شيء الآن أن تسأل عنه بالهاتف، وتسلم عليه، بين فترة وفترة، وهذا لا يكفي لكن لا بأس به في بعض الأحيان، أو إذا كان بعيدا.
"وبصلة الأرحام وإفشاء السلام"، كذلك أيضا يتواصون بإفشاء السلام، إفشاء السلام يعني: تسلم على كل من لقيته، عرفته أو لم تعرفه، وهو من أجل القربات، ومن صفات المؤمنين، ومن أسباب المحبة، وأسباب الألفة، والمحبة من أسباب دخول الجنة،، وكونه يفشي السلام، ويسلم على كل من لقيه، فهذا فيه إزالة للوحشة، وفيه الألفة، لكن إذا لقيته ولم تسلم عليه صار بينك وبينه جفوة ووحشة.
قال -عليه الصلاة والسلام-: والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم .
وإطعام الطعام كذلك من أفضل القربات وأجل الطاعات، من أسباب دخول الجنة، مثلما جاء في الحديث، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام .
فكل هذه من أسباب دخول الجنة: إفشاء السلام وإطعام الطعام، مثل أن تطعم الفقراء والمساكين، والأيتام وغيرهم.
والرحمة على الفقراء، والمساكين والأيتام، أي: ترحمهم بالعطف عليهم والإحسان إليهم، والنفقة عليهم، والتواضع لهم، وخفض الجناح لهم.
ومن صفاتهم أيضا، صفات أهل الحديث وأهل السنة الاهتمام بأمور المسلمين أي: تهتم بأمور المسلمين وتتفقد أحوالهم، وتهتم بإطعام جائعهم، ووعظ جاهلهم، وتحمل أثقالهم، والسؤال عن أحوالهم، والاهتمام بالضعفاء منهم، والأقليات والمجاهدين في كل مكان.
"والتعفف في المأكل والمشرب والملبس والمسكن"، أي: يتعفف عن الحرام في مأكله، وفي مشربه، وفي ملبسه، وفي النكاح، فلا يفعل الحرام، سواء كان يتعلق بالأكل أو بالشرب أو باللباس أو بالنكاح.
"والسعي في الخيرات" أي: يسعى في الخيرات عموما، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فمن صفات المؤمنين وأهل الحديث وأهل السنة أنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.
قال الله -تعالى-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ .
قال الله -سبحانه وتعالى-: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَـوْنَ عَنِ الْمُنْكَـرِ وَتُؤْمِنـُونَ بِاللَّهِ .
"والبدار إلى فعل الخيرات أجمع"، أي: يبادر إلى فعل الخيرات، كل خير، سواء كان من الأقوال أو من الأفعال تتعلق بالمسلمين، يبادرون إلى فعله. "واتقاء شر عاقبة الطمع"، أي: يتقون سوء وشر عاقبة الطمع، الذي سببه كون الإنسان يقدم على الشبهات والمتشابه، في المآكل أو في المشارب أو في المكاسب.
"ويتواصون بالحق والصبر"، يتواصون بالحق يعني: يدعون إلى الله، ويصبرون على الأذى، فكل هذه من صفات المؤمنين.

من موقع الشيخ حفظه الله