بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد : لقد كثر الخوض في مسألة العمل الدعوي تحت جمعية حزبية ، أو خيرية ، بين مجيز ، يبرر بأنه لا يمكننا نشر السنة والدعوة إلى الله إلا عن طريق ذلك ، وبين مانع يحذر من ذلك لأن عمل السلف لم يكن عليه ، وقد جمعني لقاء بالشيخ الفاضل العلامة محمد بن هادي المدخلي فسألته هذا السؤال : ما حكم الدعوة إلى الله تحت غطاء جمعية حزبية ، أو خيرية ، وهل يكون الداعية مضطرا إلى ذلك ، أو عليه بالدعوة في حدود قدرته واستطاعته كما كان النبي صلى الله عليه وسلم في المرحلة المكية ؟
فأجاب -حفظه الله -: لا يجوز الدعوة إلى الله تحت غطاء جمعية حزبية ، وعلى الداعي إلى الله ، أن يدعو إلى الله وأن ينشر السنة ، ويحذر من البدع حسب قدرته واستطاعته فلم يكلفه الله تعالى أكثر من ذلك قال الله تعالى :{{ {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا }} (16) سورة التغابن } فإن هذه الجمعيات لا خير فيها ، وهم يظهرون الموافقة وفي الحقيقة يريدون أن يجعلوا ممن يتعامل معهم ويلين لهم بحجة الدعوة إلى الله دعامة ودعاية لحزبيتهم ، ولهم مكر في ذلك ، فلا يؤمن جانبهم ..
وسألته : عن حكم استقدام الشيوخ ليحاضروا تحت غطاء جمعية حزبية لأن النظام عندنا لا يسمح بذلك إلا عن طريق هذه الجمعيات المرخص لها ؟
فأجاب هذا شر من الأول ، فإن في ذلك تكثير لسوادهم ، وتبرير لشرعيتهم الحزبية ، وأنهم لا يرضون للداعي أن يقول ما يدين الله فيهم ثم حكى لنا واقعة وقعت له مع جمعية التراث الكويتية منذ ما يقرب من ثمانية عشر سنة ، أنهم طلبوه ليحاضر عندهم باسم الجمعية ، فرفض ذلك وبعد إلحاح وافق بشروط ، منها أن يقول في عبد الرحمن عبد الخالق ما يعتقده ، ومنها أن الأسئلة تعطى له هو من يقرؤها ويجيب عنها،وذكر شرطين آخرين .. فقالوا له ننظر في الشروط ونتشاور ثم نرد عليك فمن حينها لم يكلموه ولم يأته أي جواب منهم طوال هذه المدة .
تنبيه :كانت الجلسة معه في مطلع شهر رجب 1432هـ في مسجده بعد صلاة العشاء وحضرها جمع من الطلاب وطلب منه بعض الحضور التسجيل فامتنع ،ولم يكن ذلك من عادته، فاستفسرت منه الأمر فأجاب : بقوله : السبب في ذلك حتى نرد على من يسقطون خبر الثقة ، ولا يقبلون إلا المسموع المسجل ، وخالفوا منهج السلف في قبول خبر الثقة والتعامل به ، فكلما حدثتهم بجرح أو قدح ، قالوا هاتوا التسجيل ، هاتوا الكلام المسموع هذا غلط ، أنت الآن تسمع مني ، وتحدث بذلك ، وهذا الجمع كله حاضر ، يشهد بذلك .. ولعلكم كلكم ستتناقلون خبر هذه الجلسة .. ثم أوصى الحضور بإحياء هذه السنة والتعامل بها كما كان السلف الصالح يقبلون خبر الثقة . وسأنقل أجوبته على أسئلتي لاحقا - إن شاء الله تعالى - والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .