إياك ، إياك : والقراءة في كتب أهل البدع والضلال خاصة أصحاب العبارة الحسنة
د. أحمد بن عمر با زمول

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على نهجهم ودربهم إلى يوم الدين

أما بعد

فمن منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم هجر أهل البدع والبعد عن كل أمر يتعلق بهم طلباً للسلامة من شرهم وضررهم وفسادهم ومصالح أخرى في هجرهم.

وهذا أمرٌ مقرر معلوم عند كل سلفي مخلص لله تعالى متبع لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم صادق في سلفيته .

وكلام علمائنا وشيوخنا كثير في هذا الجانب . فلا عطر بعد عروس.

فجزاهم الله خير الجزاء وأحسن إليهم كما علمونا الحق وهدونا بإرشادهم إليه .

ولكني أريد في هذه المذاكرة مع إخواني أن نقف على كلام جميل رائق لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يلفت النظر لأمر خطير ومهم جداً لبعض الآثار المترتبة على قراءة كتب أهل البدع ممن هو حسن العبارة فصيح اللسان ويدس البدع في كلامه دون أن يلتفت إليه.

قال شيخ الإسلام في مقدمة في أصول التفسير (13/358- مجموع الفتاوى) عند كلامه عن تفاسير المبتدعة من المعتزلة والخوارج وغيرهما :

هؤلاء اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه ، وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، ولا من أئمة المسلمين لا فى رأيهم ولا فى تفسيرهم .

وما من تفسير من تفاسيرهم الباطلة إلا وبطلانه يظهر من وجوه كثيرة وذلك من جهتين :

تارة من العلم بفساد قولهم .

وتارة من العلم بفساد ما فسروا به القرآن إما دليلاً على قولهم أو جواباً على المعارض لهم

ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة فصيحاً ويدس البدع فى كلامه

وأكثر الناس لا يعلمون

كصاحب الكشاف ونحوه

حتى إنه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله

وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر فى كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التى يعلم أو يعتقد فسادها ولا يهتدى لذلك انتهى

وعلق عليه الشيخ محمد بازمول في كتابه وسائل أهل الباطل (26-27) بقوله :

الله أكبر .

يقول – أي شيخ الإسلام - : وقد رأيت من العلماء المفسرين !

إذا كان هذا الحال من بعض العلماء المفسرين أنه ينقل كلام أهل الباطل، ولا يهتدي إلى أن هذا الكلام باطل !

فما بالك بطلبة العلم والمبتدئين ؟

يقول – أي شيخ الإسلام - : وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر فى كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التى يعلم أو يعتقد فسادها ولا يهتدى لذلك .

يعني : هذا العالم المفسر يعتقد بطلان ما عليه أهل الاعتزال .

لكن ينقل من كلامهم ما يؤيد أصولهم فما بالك بالطالب الذي لمَّا يبلغ مبلغ العلماء ؟! انتهى .

أقول : صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال :

: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير :

فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة .

ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة .

أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه .

وبهذا أنصح جميع إخواني أن يحذروا من كتب أهل البدع والضلال :

فلا تقرأ ولا ترجع إليها ولا تخدع نفسك بأن ستستفيد منها .

ففي كتب السلفيين غنية عن كتب أهل البدع والضلال .

ولا تُقْرأ كتب أهل البدع إلا للرد عليها وبيان ضلالها : وهذا خاص بالعلماء ومن تأهل للرد عليهم من طلاب العلم .

أخوكم المحب

أحمد بن عمر بازمول

يوم الاثنين 20 : 6 ضحى

19 شعبان 1433هـ

منقول من سحاب السلفية