بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:

ـ قبول اعتذار الإخوان:
وعنونة لها : {أحلى كلام في { قبول اعتذار الإخوان } للحافظ ابن حبان.}
ـــــــــــــ
ـ قال الحافظ أبو حاتم ابن حبان رحمه الله:
فالواجب على العاقل إذا اعتذر إليه أخوه لجرم مضى ، أو لتقصير سبق ، أن يقبل عذره ، ويجعله كمن لم يذنب ، لأن من تنصل إليه فلم يقبل أخاف ان لا يرد الحوض على المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ومن فرط منه تقصير في سبب من الأسباب يجب عليه الاعتذار في تقصيره إلى أخيه
ولقد أنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
إذا اعتذر الصديق إليك يوماً .............. من التقصير عذر أخ مُقر
فصنه عن جفائك واعفُ عنه .............. فإن الصفح شِيمَة كل حر
وأنشدني محمد بن إسحاق الواسطي:
شفيع من أسلمه جرمه .................. إقراره بالجرم والذنب
وتوبة المذنب من ذنبه .................. إعتاب من أصبح ذا عتب

[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 183]

ـ وقال أبو حاتم رحمه الله:
لا يجب للمرء أن يعلن عقوبة من لم يعلن ذنبه ن ولا يخلو المعتذر من أحد الرجلين :
إما أن يكون صادقاً في اعتذاره ، أو كاذباً
، فإن كان صادقاً
فقد استحق العفو ، لأن شر الناس من لم يُقِل العثرات ، ولا يستر الزلات ،
وإن كان كاذباً
فالواجب على المرء إذا علم من المعتذر إثم الكذب وريبته وخضوع الاعتذار وذلته أن لا يعاقبه على الذنب السالف بل يشكر له الإحسان المحدَث ، الذي جاء به في اعتذاره ،
وليس يَعيبُ المعتذر إن ذل وخضع في اعتذاره إلى أخيه
وأنشدني الأبرش:
هَبني أسأتُ كما زعمت ............. فأين عاطفة الأخوة ؟؟
أو إن أسأت كما أسأت ............. فأين فضلك والمروة ؟؟
وأنشدني ابن زنجي البغدادي:
هبني أسأت وكان جُرمي ............ مثل جُرم أبي لهب
فأنا أتوب كما أسأتُ ................. وكم أسأتَ فلم تتب ؟؟
وأنشدني محمد بن أبي علي ، أنشدني عن الأصمعي:
أتيتك تائباً من كل ذنب ................ وخير الناس من أخطأ فتابا
أليس الله ُ يُستعفى فيعفو ............. وقد ملك العقوبة والثوابا ؟

[ روضة العقلاء ونزهة الفضلاء 184-185 ]
ـ سحاب ـ/أبو عبد الرحمن الذهبيي ـ