بسم الله الرحمن الرحيــــم



حكم طلب المسلم للمشقة لزيادة الأجر
الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-


السؤال:


هل يتعمد المسلم المشقة لحديث: (أجركِ علىٰ قَدْرِ مشقَّتِكِ)[1]؟


الجواب:


أرأيت الآن لو كان الماء حارًا يشق عليك: هل الأفضل أن تتوضأ بالماء الحار أم بالماء المناسب؟ أيهما أشق؟ الحار.
إذا كان عليه جنابة في ليالي الشتاء، هل الأرفق بِهِ أنْ يسخن الماء ويغتسل، أو يغتسل بالماء البارد؟ الماء البارد أسهل وأفضل، الحديث يقول: (إذا تعبتِ في العمرة) ما قال: اتعبي فيها.
أي: إذا تعبتِ في العمرة وزاد العمل؛ فالأجر علىٰ قدرِ التعب، إنسان مثلاً يذهب إلى المسجد ويصلي جماعة ويتعب بعض الشيء، وإنسان يذهب بسهولة، الأول يؤجر على مشقته؛ لٰكن لا نقول: اطلب الإشقاق على نفسك؛ بل إن طلب الإشقاق على النفس من الأمور المذمومة؛ ولهٰذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو بن العاص أن يصوم كل الدهر، وأن يقوم كل الليل؛ لما فيه من المشقة. واقرأ قول الله تعالىٰ: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ[2]
أمَّا: (أجركِ علىٰ قدْرِ نَصَبِكِ)؛ فالمعنى: أنَّكِ إذا تعبت في نسككِ فلكِ أجر على التعب؛ كإنسان يطوف والمطاف واسع، وإنسان يطوف بمشقة، الثاني أكثر أجرًا من الأول؛ لٰكن لا نقول: انتظر حتى يوجد الزحام الشديد وطف.


لقاء الباب المفتوح
(اللقاء: 19/ السؤال: 21)


[1] عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها: ((إنَّ لكِ مِنْ الأجرِ علىٰ قدْرِ نَصبكِ ونَفقَتكِ))رواه الحاكم وقال: صحيح علىٰ شرطهما.
وفي رواية له وصححها: ((إنما أجْرُكِ في عُمرتكِ علىٰ قدْرِ نفقَتكِ)) صحيح الترغيب والترهيب: 1116
[2] [النساء: 147].



الإنتقاء من درر فتاوى العلماء