المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإلمام بشرح عمدة الأحكام رقم ( 1 )



أبو يوسف عبدالله الصبحي
31-Mar-2010, 08:23 PM
كتاب الطهارة
الحديث الأول :
1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إنما الأعمال بالنيات - وفي رواية بالنية - وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله , فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها , فهجرته إلي ما هاجر إليه)) .(1)

راويه
أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي أسلم بمكة قديماً وشهد المشاهد كلها وولي الخلافة بعد أبي بكر الصديق وقتل سنة ثلاث وعشرين من الهجرة في ذي الحجة لأربع مضين منه , وقيل لثلاث .

مفرداته
إنما : للحصر وهو إثبات الحكم في المذكور ونفيه عما عداه .
الأعمال : البدنية أقوالها وأفعالها فرضها ونفلها الصادرة من المكلفين المؤمنين .
بالنيات : بتشديد الياء وتخفيفها جمع نية وهي عزم القلب .
وإنما لكل امرئ ما نوى : فمن نوى شيئاً لم يحصل له غيره .
فمن كانت هجرته : انتقال من دار الشرك إلى دار الإسلام .
إلى الله ورسوله : بأن يكون قصده بالهجرة طاعة الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
فهجرته إلى الله ورسوله : حكماً وشرعاً .
دنيا : بضم الدال وكسرها وهي ما على الأرض مع الهواء والجو مما قبل قيام الساعة وقيل: المراد هنا المال بقرينة عطف المرأة عليها .
يصيبها : يحصلها .
فهجرته إلى ما هاجر إليه : من الدنيا والمرأة , فالأول تاجر والثاني خاطب .


يستفاد منه
1- الحث على الإخلاص ولذلك استحب العلماء استفتاح المصنفات بهذا الحديث تنبيهاً للطالب على تصحيح النية .
2- أن جميع الأعمال الشرعية لا تعتبر إلا بالنية ومن جملتها الطهارة التي ترجم بها المصنف .
3- فضل الهجرة إلى الله ورسوله , وقد وقعت الهجرة في أول الإسلام على وجهين : الأول : الانتقال من دار الخوف إلى دار الأمن , كما في الهجرتين إلى الحبشة وابتداء الهجرة من مكة إلى المدينة . الثاني : الهجرة من دار الكفر إلى دار الإيمان , وذلك بعد أن استقر النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهاجر إليه من أمكنه ذلك من المسلمين , وكانت الهجرة إذا ذاك تختص بالانتقال إلى المدينة إلى أن فتحت مكة فانقطع الاختصاص وبقي عموم الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام لمن قدر عليه واجباً .
4- أن الأفعال المتقرب بها إلى الله عزوجل لا يترتب الثواب على مجردها حتى يقصد بها التقرب إليه .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ الحواشي ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) أخرجه البخاري في كتاب : بدء الوحي باب: كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (1 ) وفي مواضع أخرى ( 54و2529و3898و5070و6689و6953 ) ومسلم في كتاب الإمارة رقم( 1907 ).