المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال أ-د سليمان أبا الخيل (السمع والطاعة لولاة الآمر وثمارها )



أبو الوليد خالد الصبحي
28-Dec-2009, 06:36 PM
أ.د سليمان عبدا لله أبا الخيل (( السمع والطاعة لولاة الأمر وثمارها))


إن من معتقد أهل السنة والجماعةالسمع والطاعة لولاة الأمر في المعروف وقد جاءت نصوص الشريعة متواترة في ذلك، ظاهرةللعيان، ناصعة البيان حاجة محجة، يقول الله تبارك وتعالى: (يا أيها الذين آمنواأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، وقد ذكر المفسرون أن المراد بأولي الامر في هذه الآية هم: الحكام والعلماء ورجح ابن جرير الطبري - رحمه الله - انه المقصود بأولي الأمر الامراء والحكام، وأما السنة فإن الاحاديث فيها وافرة متواترةفي ذلك يقول عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، واثرة عليها، وألا ننازع الامر اهله ما لم نر كفراً بواحاً لنا فيه من الله برهان، وقال ايضاً للصحابة عندماقالوا عن الأئمة الذين وصفهم صلى الله عليه وسلم: "أفلا ننابذهم"، قال: "لا ماأقاموا فيكم الصلاة".
وقال ايضاً: "اسمع واطع وان ضرب ظهرك، وأخذ مالك" وقال: "انما السمع والطاعة في المعروف".


وقد عقد علماء الامة ابواباً في كتب العقيدة والحديث والفقه لهذا الامر، مما يدل دلالة واضحة على اهميته وعظمته، وساقواما ورد فيه من ادلة في الكتاب والسنة، وكذلك اقوال السلف الصالح واحوالهم مع ولاةالامر، والمتأمل في سيرهم واخبارهم يدرك ذلك، فهم طبقوه على انفسهم ووجهوا الامةللعمل به، ويكفي في ذلك ما روي عن الامام احمد والفضيل بن عياض في تحقيق هذا المبدأانهما قالا: لو كان لنا دعوة مستجابة لصرفناها للامام.


فالله اكبر أين نحن من هؤلاء في العلم والايمان والتقوى والصلاح ومحبة الخير وصدق المتابعة للكتاب والسنة، والعمل بهما، والاخلاص؟ حتى يوجد منا فئة يتجرؤون على هذا المعتقد،ويحاولون لي اعناق النصوص، بل بترها والطعن فيها ليصلوا الى اهداف ومطامع دنيوية،وليلبسوا على الامة في دينها، وعلاقتها بولاة أمرها، ويسيئوا اليها في أمنهاوطمأنينتها واستقرارها، وجميع مجالات حياتها.


وان تطبيق مبدأ وعقيدة السمع والطاعة لولاة الامر في المجتمع، وتربية الابناء عليه، والتوعية بقيمته وفوائدهومزاياه يثمر ثماراً يانعة ينعم به جميع افراد المجتمع ويمكن سياق تلك الثمار في النقاط التالية:


1- التعبد لله في القيام به حيث ان ذلك من طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وامتثال لأمرهما.



2- اظهار التعاون على البروالتقوى امتثالاً لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان)، حيث ان الجميع اذا طبقوا مبدأ السمع والطاعة فإنه سيحملهم على فعل الخيرات، والتعاون مع ولاة الامر على فعل كل معروف، ورد كل منكر وشر وفساد، مع ماسيتحقق من امن وامان وطمأنينة، وولاة أمرنا في هذه البلاد المباركة "المملكةالعربية السعودية" جندوا انفسهم واموالهم واولادهم للقيام بكل امر يخدم الدين،ويوصل الى البر والتقوى، وفتحوا صدورهم وابوابهم للصغير قبل الكبير، والمواطن والمقيم، وهيأوا بلادهم لكل ما يعز الاسلام، وينصر المسلمين، فوق كل ارض وتحت كل سماء، ومن هنا يجب علينا ان نؤدي حقهم الذي اوجبه علينا برضا وتسليم.



3- تحقق الراحة والسعادة النفسية والعقلية والفكرية، فالقائم بالسمع والطاعة والمطبقلهما يكون أبعد الناس عن الهوى، والشبهة والشهوة الدينية والدنيوية، واكثرهم مجانبةللحقد والحسد والغل والبغضاء، وهذا مشاهد وملموس نراه مطبق على ارض الواقع فيعلمائنا، وكل من طبق الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح على نفسه، فلا ترى منهم إلاكل ما يسر من محبة ولاة الامر والدعاء لهم، وجمع القلوب عليهم، والزام الناس بأداءحقوقهم لمعرفتهم اليقينية ما يترتب على ذلك من المصالح العظيمة، واما غير اولئك ومناثر بتوجه او فكر معين فإنك ترى منه العجب العجاب من التحريف والتصحيف، والدعوة الى كل محدثة وبدعة في هذا الامر، متذرعين بها الى غرس الفرقة والبغض وكل خلق ذميم مدمر.



وقد جاء كتاب (باب وجوب طاعة ولاة الامور في غير معصية من كتاب "رياض الصالحين" مع شرحه) الذي اعدته الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها بجامعةالامام محمد بن سعود الاسلامية لبنة قوية في هذا المجال، وبلاغاً بليغاً لكل انسان ينشد الحق ويتبع الدليل.




وان قيام الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومهابطبع هذا الكتاب ونشره وتوزيعه، واقامة مسابقة فيه لهو امر مفيد جداً، خطوة مباركةوعمل متميز غير مسبوق، وسيكون له آثار ايجابية وثمار قوية تعود بالنفع والفائدة على كل من سيشارك في المسابقة بل وعلى جميع ابناء الوطن.




فنشكرهم على هذه الجهودالموفقة، والخطوات الرائدة الرائعة والاعمال المخلصة.




مديرجامعةالإمام محمد بن سعود الإسلامية
أ0د سليمان أبا الخيل

أبو يوسف عبدالله الصبحي
31-Dec-2015, 09:33 PM
جزاك الله خيراً